خطاب عباس ما قبله وما بعده

بقلم: سميح خلف

البعض عمل على تفسير خطاب الرئيس بموقف مع او ضد في حين ان الموقف يجب ان يلبي في حساباتنا ملبيات المرحلة الوطنية وحاجياتها الفورية وما هو منظور مستقبلا من هنا تاتي الارتكازات والمفاهيم لتقييم خطاب الرئيس خلال مؤتمر منظمة التعاون الاسلامي ، بالتأكيد ان ابجديات الرئيس السياسية والعاطفية ما قبل الخطاب هي ليست كما ورد في خطابه وكذلك الطموحات ان تكون بأليات كما جاء في كلمته.
مفردات الخطاب سواء كانت تاريخية تخص الصراع فهي متدولة من زمن ولكن ما الجديد في خطاب الرئيس عباس اعتقد ان اللغة الحادة التي استخدمها عباس تمثل شيئا جديدا في مواقفه السياسية والوطنية ونرى ان نقطة الضعف في خطاب الرئيس هو خلوه من موقف فلسطيني جازم وحاسم بخصوص اوسلو وماترتب عليها واي تصور للسلطة في المرحلة القادمة بل دعوته للدول بقطع علاقاتها مع امريكا واسرائيل كان ممكن ان يكون نموذجا وطليعة الموقف والقرار الفلسطيني اولا ، الرئيس يتحدث ان اسرائيل بلا حدود .. اذا لا شرعية لها ...كان من المأ/ول وما ينتظره الشعب الفلسطينيي والعالم ان يسحب اعترافه باسرائيل وليس وقف التعامل او وقف التنسيق الامني ، الجمل المكررة في خطابه بخصوص القرارات الدولية التي اتت في اركان الخطاب المختلفة وخاصة القرار 181 والقرار 194 وباقي القرارات كان يمكن ان يستند اليها الرئيس كموقف سياسي لمنظمة التحرير واعادة شرعية الكفاح المسلح والمقاومة لتنفيذ تلك القرارات الخاصة بالصراع ولكن بالعكس لذلك الرئيس ملتزم بالسلام كما قال سابقا استراتيجيا ومحاربة الارهاب .
اللجوء للمنظمات الدولية لمواجهة قرار امريكا في الاتجاه الصحيح ولكن يجب ان لا تتوقف حركة النضال الوطني الفلسطيني مقصورة على العمل الخارجي فان لم يكن هذا التحرك مدعوم بتوجه شعبي داخلي فلسطيني تندمج فيه الفصائل وصولا وتصعيدا للنضال بكافة اشكاله وصولا الى العصيان المدني لفرض معادلات على المجتمع الدولي واسرائيل .
لغة الخطاب للمجتمع الدولي لغة مطلبية واحتجاجية واستنكارية تفتقر للغة القوة الفلسطينية وما تمتلك من قرارات يمكن ان تؤخذ في هذا المؤتمر كان ينتظرها الشعب الفلسطيني والاوساط المختلفة من النخب وكما قال محمد دحلان ان اتخذت فكل الشعب الفلسطيني وراء الرئيس ويدعمه والتي حددها وطنيا بالنقاط والمطالب الاتية :
أولا : إنهاء الإنقسام الوطني نهائيا و بكل مظاهره و ظلمه .
ثانيا : التحلل التام من أوسلو و كل مترتباتها القانونية و السياسية و الأمنية
ثالثا : إعلان فلسطين و عاصمتها القدس الشرقية دولة تحت الإحتلال و دعوة كافة الأشقاء و الأصدقاء للإعتراف رسميا بدولتنا و عاصمتنا وفقا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 67/19 لسنة 2012
و أقول للأخ أبو مازن مباشرة هذه لحظات تاريخية إستثنائية لا ينبغي التفريط بها تحت وهم سلام مزيف تبشر به واشنطن لتفريغ مواقفنا و مواقف المجتمع الدولي من جدواها و محتواها ، فأعزم و أحسم أمرك لتصنع تاريخا جديدا بعد 12 عام من الإنكسار و التراجع و ستجدنا معك و خلفك ندعم قرارك المنشود بكل ما أوتينا من قدرات و عزائم .
من الملاحظ في الخطاب ان الرئيس عباس لم يفك ارتباطة بعملية السلام وميكانزماتها وبرغم تهديداته ووعوده كما قال اننا سلطة وبدون سلطة وقريبا سنفعل ردا عما يقال انتم تقولوا ولا تفعلون .
النقطة الاخرى قضية زيارة القدس التي دعى لها الحاضرون لزيارة القدس ولا يعني ذلك على حد قوله زيارة المسجون لا تعني هي اعتراف بالسجان وهي قضية خلافية والبعض يرى انها تطبيع مع الوضع القائم .
اجمالا مفردات الخطاب في تقدم الى الامام وليست كافية على المستوى الداخلي الفلسطيني فهناك ما يجب فعله وبشكل عاجل وسنقف في محطة من محطات خطابه لا دولة في غزة ولا دولة بدون غزة وسنمضي في المصالحة ونؤكد كما قال الرئيس ان وحدة الشعب وما تبقى من ارض الوطن يحتاج لاليات عاجلة فغزة ما زالت تحت العقاب والاجراءات التي اتخذت من قبل رئيس السلطة وان قطعنا الخيط عما يمارسون الضغوط على السلطة فان ذلك يعني المضي قدما باجراءات وقرارات سريعة حول رفع العقوبات وتشكيل حكومة وحدة وطنية وتجديد شرعيات الشعب الفلسطيني هكذا يمكن ان نفهم الخطاب بايجابياته ان حدثت
سميح خلف