حالة العزلة الدولية التي تزداد بحدتها وعلاقاتها ....بعد قرار الرئيس الأمريكي ترامب بخصوص القدس ...وحالة الرفض الدولي باعتبار ان القرار خارج اطار الشرعية الدولية وقراراتها .... كما أن حالة الفرح التي تبديها حكومة نتنياهو بهذا الانجاز الوهمي الملغم ..... بحالة الرفض العالمي .... واستمرار أحكام العزلة السياسية .... على إدارة ترامب ودولة الكيان ...وعدم التعاطي معهم على أرضية القرار الأمريكي بخصوص القدس ....وعدم إمكانية التعاطي مع اثاره ....ووقائعه .... لعدم قانونيته ...ومخالفته السياسية والشرعية .... وما أسفرت عنه نتيجة التصويت بمجلس الأمن الدولي بتأييد 14 عضوا .... للقرار المصري مقابل صوت امريكي وحيد باستخدمها حق النقض الفيتو ... وبهذا تكون أمريكا قد زادت من عزلتها ....كما عزلت نفسها عن قواعد الشرعية الدولية ومؤسساتها ..... ومجمل قراراتها .
ردود الفعل الأولية كانت تؤكد على شبه اجماع دولي ....كما الاجماع الفلسطيني والعربي والاسلامي ....والأوروبي .... برفض الموقف الأمريكي المنحاز والذي دخل الي مرحلة العداء والتعدي على الحقوق الفلسطينية ......وما سوف يترتب على الموقف الامريكي من تحركات سياسية ودبلوماسية ..... صوب الجمعية العامة للأمم المتحدة بطلب جلسة طارئة لانتزاع قرار يفسد القرار الأمريكي والفرحة الإسرائيلية ....وأهمية أن تحشد الجهود والطاقات والتحركات السياسية لأجل انتزاع قرار الاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس باعتبارها دولة وعاصمة لا زالت محتلة ويجب الانسحاب منها .
كما سيجري العمل وفق التوجهات الفلسطينية ....لعضوية 22 منظمة دولية كان القرار مجمدا على أمل الوعد الأمريكي الذي تم اسقاطه من قبل ترامب ..... ليكون أمر عضوية تلك المنظمات الدولية أمرا حتميا وواجبا ....ومطلوبا .
أمريكا ودولة الكيان .....باستمرار عدائهم واستفزازهم لمشاعر العرب والمسلمين وأحرار العالم ..... وكأنهم فوق القانون ....ولا يعيرون اهتماما بالقانون الدولي وشرعيته .... كما لا يعيرون اهتماما بالمؤسسات الدولية وقراراتها ..... وهم بذلك يحدثون خللا كبيرا بمنظومة المؤسسات الدولية ومجمل العلاقات الدولية ..... القائمة على القانون الدولي .... الناظم لتلك العلاقات ما بين الدول .
هذه العزلة الامريكية الاسرائيلية .... ومحاولات احداث اختراق بالمواقف الدولية والعربية .....ما بعد قرار ترامب والفشل بتحقيق مأربهم وأهدافهم ..... في ظل مقاطعة نائب الرئيس الامريكي وعدم الترحيب بزيارته للمنطقة .
وفي واقع انتفاضة شعبية فلسطينية ترسم بدماء أبناء فلسطين خارطة وطنهم .....وعاصمتهم القدس .....مما أثار غضب حكومة نتنياهو وأركانها العسكرية والأمنية .... والتي تجد نفسها بحالة عجز سياسي .... كما حالة عجز امني ...... امام جماهير محتشدة من الشباب والاطفال والنساء وهم يمسكون بالحجر وعلم وطنهم ..... وإشارة نصرهم .
لقد تم تحييد قوة المحتل الاسرائيلي من خلال انتفاضة شعبية ..... احرجتهم سياسيا بسلميتها ....وأمنيا بعدم استخدام السلاح .... وعسكريا باستمرار قتلهم وقصفهم بالطائرات والدبابات للأمنيين والعزل..... ولم يعد بمقدور الاحتلال الا القتل والقنص ..... واقامة الحواجز ..... وزيادة الخناق على شعب لا زال تحت الاحتلال ......ومن حقه أن يقاوم هذا المحتل بكافة أشكال المقاومة بحسب أولويات وترتيبات أوضاعنا الداخلية والاقليمية والدولية .
ما يقوم به البعض من اطلاق بعض القذائف على المناطق الحدودية القريبة من القطاع ويسقط معظمها داخل القطاع..... وما يتم استغلاله اعلاميا وسياسيا من قبل الاعلام الاسرائيلي والامريكي ....وحتى مندوب الأمم المتحدة أمام مجلس الأمن ..... والذي يتحدث عن أرقام وإحصائيات ..... وكأن العالم يستمع الي صورايخ تطلق من قطاع غزة ....وتحدث الدمار والقتل بالعشرات والمئات..... بينما نحن الذين نقتل ونقصف وتدمر منازلنا .....ويتعدي علينا .
تهديدات رئيس الاركان الاسرائيلي ووزير الحرب حول الصورايخ التي تتساقط ساعة بعد ساعة ....تعطي مؤشرا ودليلا مبيتا...... على أن حكومة نتنياهو قد وجدت مخرجها ....ومسعاها بما يخدم موقفها بانهاء الانتفاضة الشعبية .....وتأكيد التهديدات الصاروخية التي تتعرض لها ...كما التأكيد أن الفلسطينيين لا يرغبون بالسلام .....وأن ما يجري يعطي لدولة الكيان حق الدفاع عن النفس امام تهديد مدنها .....وسكانها .
أكاذيب وافتراءات وخداع وتضليل اعلامي وسياسي ..... يعتبر مخرجا اسرائيليا أمريكيا لمواجهة حالة العزلة..... ما بعد هذا الرفض العارم ..... للقرار الأمريكي..... كما الرفض المستمر للعنصرية والعدوان الاسرائيلي .
الامر المحتمل ....والمتوقع ..... والذي يزداد باحتمالاته ..... في ظل الحذر الشديد من امكانية وقوعنا بالفخ المنصوب لنا .....كما الأفخاخ السابقة التي وقعنا بها .
نحن أمام مرحلة خطيرة ..... نحتاج فيها الي ترتيب اوضاعنا .... وتعزيز مقومات صمودنا .... من خلال تعزيز مؤسساتنا الوطنية ونظامنا السياسي ....وترتيب أوراقنا الوطنية ...وتصليب وحدتنا .... وانهاء كافة فصول انقسامنا ..... ولا نحتاج الي تجربة جديدة ليس وقتها ....كما أنها ليست مدخلا يمكن الاستفادة منه .....لكنه مخرجا أمريكيا اسرائيليا من حالة العزلة التي يعيشون بها..... وهذا ما يعتمد علينا بحساباتنا السياسية والوطنية ....وأن لا ندخل أنفسنا بمنزلقات ومتاهات ....والعودة الي نقطة ما قبل الصفر .
هذا يعتمد على رسالة واضحة ومحددة .... للعالم أجمع ....أننا لسنا بصدد حرب جديدة فنحن لسنا بدولة ....كما أننا لا زلنا تحت الاحتلال..... ونقاوم بما تمتلك أيادينا دفاعا عن النفس وعن الكرامة والعرض .....دفاعا عن أطفالنا ونسائنا .... وأمننا .... يجب أن تكون الرسالة الاعلامية والسياسية ..... متناسقة ومؤحدة ...وتحذر من الانزلاق للهاوية .....واعطاء فرصة سانحة تسعي اليها حكومة نتنياهو .....كما ادارة ترامب حتى يتمكنوا من الخروج من مأزقهم السياسي الذي وصلوا اليه .
نحن صناع حياة ......وأمل ...ومستقبل ..... ولسنا صناع موت .....كما يحاولون أن يخدعوا العالم بصورتنا ......لأن صورتنا ستبقي مشرقة ....ومعبرة عن شعب ذات تاريخ وحضارة .....شعب لا يقبل باستمرار احتلاله .....ونهب أرضه ..... وسلب حقوقه .... وتهويد وتدنيس مقدساته .
رسالتنا واضحة بوضوح وجودنا على أرضنا ....لكن رسالتهم لا زالت سوداء دامية ..... وفيها من دماء الأبرياء .... الذين سقطوا دون ذنب اقترفوه .......الا أنهم على أرضهم ويدافعون عن كرامتهم .....وحياتهم .
الحذر والضرورة..... أن نبقي على عزلة ترامب ونتنياهو .....وان لا نسمح لهم بالخروج من عزلتهم .....على حساب عدوان جديد ....ودماء وأرواح غالية ....لسنا على استعداد لدفعها لاخراجهم من عزلتهم .....لكننا على استعداد لدفعها .... لأجل حرية وطن ننشده .
بقلم/ وفيق زنداح