فيتو أمريكيا وتيتو مصر

بقلم: أشرف صالح

عندما إستخدمت أمريكيا حق الفيتو في مجلس الأمن التابع لهيئة الأمم المتحدة ضد الفلسطينيين . في قضية نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس . والتي تقدمت به مصر بالنيابة عن الفلسطينيين . حينها تذكرت فيلم مصري مشهور بعنوان "تيتو" الفيلم من بطولة نجم أفلام الأكشن "أحمد السقا" والنجم الراحل "خالد صالح". والفيلم يروي لنا كيف أن السلطة والتي مهمتها حفظ الأمن والسلام في المنطقة . كيف تستخدم الطرق الغير شرعية لمصلحتها الشخصية . فكان النجم خالد صالح يمثل دور السلطة والنفوذ . والنجم أحمد السقا يمثل دور "تيتو" الشاب البلطجي والذي تم إستخدامه من السلطة لتنفيذ عمليات غير شرعية . لتحقيق أهداف السلطة في مصر والتي كان يمثلها شخصية فاسدة تستغل نفوذها لصالحها الشخصي . وفي سياق الفيلم إستطاع "تيتو" البلطجي أن يحصل على إسم جديد مزور وشخصية جديدة . دخل من خلالها المجتمعات الراقية . وتعرف على رجال السلطة والنفوذ . وأصبح واحد منهم بعد ما كان تيتو البلطجي . هذا الفيلم بواقعه المرير ربط بين "تيتو مصر وفيتو أمريكيا" فلا فرق بين"تيتو وفيتو" إلا بشيئ واحد فقط . وهو الشخصية . تيتو السينما المصرية تجسد في شخص فاسد . وفيتو أمريكيا تجسد في قانون فاسد . فكلاهما وجهين لعملة واحدة . فيجب أن لا نفرق بين ما حدث في السينما المصرية وما حدث في مجلس الأمن . فالدول الخمس الأعضاء الدائمون هم من رحم عصبة الأمم . ومنها ثلاث دول إستعمارية إمبريالية فاشية . وهم أمريكيا وفرنسا وبريطانيا . وهذه الدول قامت على إنتهاك حقوق الأرض والإنسان . ومن ثم نصبت نفسها مدافعة عن الأرض والإنسان . وسنوا القوانين الوضعية . وأصبحوا لنا مرجعية . وما بين السينما والواقع إجتمع "فيتو وتيتو" فيتو جاء ليحمي عصبة الأمم كقانون وضعي . وتيتو جاء ليحمي رجل السلطة الفاسد .

أما نحن كعرب ومسلمين وفلسطينيين على وجه الخصوص . لدينا ما هو أقوى بكثير من الفيتو الأمريكي . وهو أن يكون لدينا إتحاد عربي إسلامي واحد ضد مشروع الهيمنة الغربية بكل أشكالها . فلا نستطيع أن نقدم للقدس شيئا إلا ونحن متحدين مثلما فعلوا عصبة الأمم.

في تقديري أن الأيام القادمة ستشهد حراكا عربيا وإسلاميا على المستوى السياسي . وهذا الحراك نتيجة التبجح الأمريكي ضد العرب ولخدمة إسرائيل .

الكاتب الصحفي : أشرف صالح