بسم الله الرحمن الرحيم
أين الفصائل التي تتقن فقط الجعجعة والثرثرة أمام الكاميرات والتصريحات وإصدار تعليمات ومواعظ وتوجيهات لغيرها ؟؟؟ مسيرة اليوم الأربعاء في ساحة الجندي المجهول والتي دعت لها كل الفصائل نصرة للقدس وضد قرار ترامب المشئوم ، لم تكن المسيرة بالشكل المطلوب فكانت أعداد قليلة بعدد رايات كل حزب وفصيل ، كأنها حضرت فقط لرفع راية الحزب ، وليس لإيصال رسالة الوطن والقدس ، بل لإيصال رسالة الحزب والفصيل وإثبات وجود للحزب والفصائل براية فقط ،
غلبت الرايات الحزبية وغابت راية الوطن ، غاب علم فلسطين ، حضرت رايات الفصائل وغابت الجماهير ، شيء مخجل جدا ، فكفي يا فصائل ضحكاً علي الناس ، بجد كفي مهزلة ، فالجماهير فقدت الثقة بكم وما عادت تهتم أو تلتفت لخطاباتكم وشعاراتكم ، لقد أصبحتم مجرد أبواق خطب وظاهرة صوتية فقط ،
فالثرثرة والجعجعة وخطب الميكروفونات والفضائيات فقدت مصداقيتها لأنها افتقدت لأي عمل ، وما عادت تغني أو تسمن من جوع ، وآلام ومعاناة الناس أكبر من مجرد خطبة وتصريح صحفي وبيان يدغدغ عواطفهم ، فما عادت عواطفهم تتأثر بكل تلك الأكاذيب التي سقطت عنها كل الأقنعة وسقطت كل الشعارات المخادعة واتضحت الصورة كاملة ،
القدس أسقطت عنكم كل أوراق التوت وكشفت كل الأكاذيب ، فهل تعتقدون أن الجماهير لا تعرف الحقيقة ؟؟؟
هل مازلتم توهمون أنفسكم أن الجماهير قد تصدقكم بعد كل هذا الهوان والخداع والفشل المتكرر والمستمر لكم ؟؟؟
هل مازلتم تنتهجون نهج جوزف جوبلز (وزير الدعاية النازي) صاحب الشعار الشهير يقول" : اكذب ، اكذب ، ثم اكذب حتى يصدقك الناس " غير أنه كان صاحب الكذب الممنهج والمبرمج الذي يعتمد الترويج لمنهج النازية وتطلعاتها ، وصاحب شعار " أعطيني إعلاماً كاذباً أعطيك شعباً بلا وعي " ، إذا ظننتم أنكم تستطيعون خداع الناس أكثر فأنتم واهمون وتخدعون أنفسكم ،
يا قادة الفصائل هل مازلتم تصدقون أنكم قادة لهذا الشعب ؟؟؟ هل مازال خيالكم ووهمكم يصور لكم أن الشعب ينظر لكم أنكم قادة ؟؟؟ انكم غارقون بأوهام لا يعيش بها الا انتم منفصلين تماما عن الواقع وعن شعبكم ، فهل تصارحوا أنفسكم وتصحوا ضمائركم لتفهموا حقيقتكم وتعترفوا أنكم ما عدتم تشكلون للجماهير إلا عبئاً ومشكلة ؟؟؟
من يتقاعس عن نصرة القدس ، ويفشل بحشد الجماهير للانتفاضة والانتصار للقدس ، عليه أن يخجل ويتنحى ويعلن فشله ، فقد صرخ بكم الشهيد غسان كنفاني : " إذا كنا مدافعين فاشلين عن القضية فالأجدر بنا أن نغير المدافعين لا أن نغير القضية "
خذوا رايات فصائلكم وأحزابكم وانصرفوا ، فراية الوطن هي علم فلسطين الذي تخليتم عنه وغيبتموه انحيازاً لراياتكم الحزبية والفصائلية ، راية الوطن لا ولن تسقط وستبقي مرفوعة عالياً أعلي هامات الجماهير التي لفظتكم وتمقت فئويتكم البغيضة ،
الفصائل والأحزاب ما هي إلا وسيلة للانتصار للوطن والوصول لهدف التحرير ، وإذا انحرفت عن هدفها فإنها تفقد سبب وجودها وتصبح عبئاً وبلا أي قيمة ،
راية الوطن أكبر من كل الرايات الفصائلية ، فلسطين كل فلسطين لنا ، وستبقي القدس قبلة الثوار وعنوان الأحرار ، وإنا علي العهد باقون ،
كتب : حازم عبد الله سلامة " أبو المعتصم "
[email protected]
20-12-2017