صلاح الدين ... وليس كرزاي فلسطين !!!

بقلم: وفيق زنداح

ما بعد فشل الارهاب والابتزاز السياسي والاقتصادي الامريكي ... ما بعد قرار جائر وظالم ... لا يستند الى ادنى الحقوق القانونية والسياسية ... والذي سقط مدويا بالضربة الاولى على حلبة السياسة الدولية ... ومن اعلى منابرها ... ومن داخل الجمعيه العامة للامم المتحده ... ومن قلب نيويورك احدى الولايات الامريكية ومقر المؤسسة الدولية ... سقوط ما بعده سقوط ... ما بعد حملة تهديد وابتزاز ووعيد ... وصل الى حد الارهاب السياسي والاقتصادي والتجاري بوقف المعونات ... وتهديد الدول والانظمة اذا ما تم ممارسة حقها بالاعتراض على القرار الامريكي بخصوص القدس .

أخيرا ... وقد صدر القرار الاممي بالاغلبية ... وسقطت امريكا واسرائيل بوحل افعالهم ومخططاتهم أمام العالم بأسره ... سقطوا وزادت عزلتهم وانعزالهم ... كما وتم كشفهم بصورة اكبر واوضح انهم ضد الامن والسلم الدولي ... وانهم بقمة الارهاب والابتزاز والتناقض مع الشرعيه الدولية والقانون الدولي ومجمل القرارات وانهم يكذبون طوال الوقت ... بادعاءهم حول حرصهم على السلام والامن الدولي... كما اكاذيبهم حول الحرية والديمقراطية ... كما نفاقهم حول الكرامه الانسانية والعدل ... كاذبون ... منافقون ... يمارسون الدجل السياسي ... كما الارهاب والابتزاز وعلى مدار الوقت والزمن ... وبكل مكان ... لاجل مصالحهم وسيطرتهم ... ولاجل تركيع شعوب الدول وانظمتها .. التي لا تسير وفق سياستهم ونهجهم واهدافهم الخبيثة .

اخر فصولهم ما بعد هزيمتهم وخسارتهم من خلال ثلاثة قرارات دولية متتالية .

اولا :- قرار بأغلبية ساحقة حول حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني .

ثانيا :- قرار بأغلبية ساحقة حول حق الشعب الفلسطيني بموارده الطبيعيه وملكيتها على ارضه وداخل عاصمته القدس .

ثالثا :- قرار بالاغلبية حول دعم القدس والزام امريكا بسحب قرارها ورفض اعترافها غير الملزم على الساحة الدولية كما انه المتعارض مع الشرعيه الدولية وقراراتها .

خسارة امريكية اسرائيلية ... ما بعد كل التهديد والوعيد الذي استمعنا اليه ... وما يمكن ان يجري من تنفيذ الوعود بقطع المساعدات عن بعض الدول ... التي صوتت لصالح القدس وفلسطين وهذا ما يسجل على امريكا بسجلها الحافل بالارهاب والابتزاز ... ويسجل لنا نحن اصحاب الارض والحق بمكتسب سياسي جديد... نحاول من خلاله مقاومة محتل عنصري وداعم امريكي متآمر .

لم تتوقف عجلة التآمر ... ودهاليز السياسة المتآمرة ... بكافة خيوطها وتشعباتها ... ومجمل جلساتها وحلقاتها ... عند حد الاغتصاب والنهب ... التهديد والقتل ... وحتى الاستيلاء والنهب لحقوق شعب بأكمله وتشريد جزء منه ... واقامة دولة غاصبة مغتصبة على انقاضه ... واستمرار محاولة تهويد وتدنيس مقدساته ... والامعان بسياسة استيطانية سرطانية تنخر بأرضنا ... وتحاصر شعبنا بأحزمة استيطانية ... وبشوارع التفافيه ... وبمدن مصنعه لاناس غرباء دخلاء ... لا علاقة لهم بالارض ... ولا باشجار الزيتون ... ولا بتراب الارض وجبالها ... ولا حتى بمياهها وجوفها وينابيعها ... ولا حتى بأثارها وتاريخها وثقافتها وما في باطن ارضها ... وما فوق الارض .

غرباء ... دخلاء ... لم يكونوا على هذه الارض ... ولم تكن القدس لهم في لحظة من اللحظات ... بل كانت القدس لنا قبلة وارضا وجبالا ... لشعب متجذر... ولا زال متجذرا ويعيش ببيت المقدس وبأكناف بيت المقدس ... وهو في رباط الى يوم الدين .

امريكا ودولة الكيان ... وبعد ان فشلوا امام العالم بأسره ... وبعد ان جربوا ما يسمى بالفوضى الخلاقة ... وبثورات ما يسمى بالربيع وبعد ان خربوا البلاد وشردوا العباد ... واسقطوا من انظمة الحكم بحسب اهواءهم ومصالحهم ... وبعد فشلهم في بعض البلدان ... واستمرار نجاحهم في بلدان اخرى ... ارادوا ان يعيدوا الكرة مرة اخرى وفي ذات العصر والزمان والمكان ... بعد ان شكلوا مجموعات الارهاب التكفيري التي تنتشر لتخرب وتدمر وتقتل حتى تبقى المنطقة تحت التهديد الدائم ... فاما علاقات مع اسرائيل ... واما فان الارهاب سيأكل الاخضر واليابس ... مخطط مكشوف ... وارادة عربية قادرة بجيوشها وانظمتها واجهزتها السيادية ان تنال من هذا المخطط وتفشله فشلا ذريعا ... كما تقوم به مصر الشقيقه من خلال جيشها العظيم واجهزتها السيادية وكما تم في سوريا من خلال الجيش العربي السوري .

لقد فعلوا مع الشهيد الخالد الزعيم ياسر عرفات ... وقاموا على حصاره وتطويقه داخل المقاطعه لاكثر من ثلاثة سنوات ... لانه قال (لا) لامريكا ... وحاولوا ابتزازه وممارسة الضغوط عليه بكامب ديفيد وطابا بطرح مشاريع سياسية ... رافضا التعاطي معها ومتمسكا بثوابته الوطنية التي ناضل من اجلها عبر مسيرة نضال طويل ... وعندما عجزوا عن فرض الاستسلام عليه ... وتركيعه وبعد ان تأكد للزعيم الشهيد ياسر عرفات انهم امام تنفيذ مخططاتهم بعد زيارات كولن باول وزير الخارجية الامريكي الاسبق ولعدة مرات لمقر المقاطعه المحاصر ... قالها زعيمنا الشهيد ياسر عرفات

(يريدوني قتيلا ... او اسيرا ... او طريدا ... وانا اقول لهم شهيدا .. شهيدا ... شهيدا )

استشهد ياسر عرفات رمز الوطنية الفلسطينية ... استشهد رافع الرأس ... وشامخا بشموخ جبال وطنه .. استشهد وهو ينظر الي القدس ويريد ان يدفن فيها ... حبا وعشقا بزهرة المدائن ... وترك وراءه شعب لا زال مصمما على مواصلة نضاله وكفاحه حتى نيل حريته واستقلاله واقامة دولته بعاصمتها القدس .

استشهد ياسر عرفات وترك وراءه الشهيد ابراهيم ابو ثريا دون ساقين ... بفعل جريمه اسرائيلية مستمرة حتى استشهد بقناص اسرائيلي... وبسلاح امريكي ... حتى تتفتت الذاكرة من رأس هذا الشاب ... الذي ظل محتفظا بذاكرة وطن مسلوب... يريد ان يعود اليه ...كما الطفلة عهد التميمي التي سجلت بطولة نادرة ومتميزة وستبقى مسجلة بتاريخ كفاح شعب لا زال يسعى لحريته واستقلاله .

مشهد يؤكد ان امريكا واسرائيل يمارسون الارهاب ... كما يمارسون الابتزاز والعنصرية .... واستمرارا بنهجهم وفكرهم العنصري ... يحاولون تكرار تجربتهم مع الزعيم الخالد الشهيد ياسر عرفات ولكن بطريقه مختلفه ووسائل مغايره مع الرئيس محمود عباس عندما يحاولون تسريب بعض التدوينات وبعض الاخبار حول نوايا امريكا واسرائيل لايجاد قيادة بديلة للشعب الفلسطيني ... وحتى يحارب الفساد كما يدعون ويكذبون .

الرئيس محمود عباس القائد العام لحركة فتح ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني والرئيس المنتخب ديمقراطيا للسلطة الوطنية الفلسطينية والتي جاءت على ارضية اتفاقية اوسلو الموقعه ما بين المنظمة واسرائيل وبرعايه امريكية وفي باحة البيت الابيض والمعترف به فلسطينا وعربيا واسلاميا واقليما ودوليا ... فلا ضرورة لاعتراف امريكا واسرائيل الذين يتنكرون لشعب بأكمله .

وحتى يعلم ترامب نتنياهو ان الرئيس محمود عباس من مدرسة الثورة الفلسطينية ... ومن المؤسسين الاوائل لهذه الثورة ... ومن القيادات التاريخيه للشعب العربي الفلسطيني ... ومن رجال السياسة اللذين يؤمنون بالخيار السياسي والدبلوماسي والمقاومة الشعبيه ... كما انه من القادة الذين يؤمنون بالقانون الدولي والشرعيه الدولية وكافة المؤسسات والمنظمات الدولية والاقليمية .

الرئيس محمود عباس وصل بعلاقته الدولية والاقليمية الى درجة عالية من القوة والمتانة والصلابة ... كما وصل بعلاقاته العربية الى مرحلة الاحترام والتقدير لشخصه ... والالتزام بمواقفه وقراراته وتوجهاته ... التي سار عليها كما الرئيس الراحل ابوعمار حول استقلالية القرار الوطني .

قدرة الرئيس محمود عباس السياسية والدبلوماسية ... وما تحقق بعهده حتى الان من انجازات سياسية متراكمة ... زادت من حدة الغضب عليه ... كما زادت من حقد اسرائيل عليه .

الرئيس محمود عباس هناك من يختلفون معه ... ويتعارضون مع سياسته .... وهناك من يؤمنون بسياسته ويؤيدونه وهذه مسألة داخلية فلسطينية ديمقراطيه ... كما حال الزعيم الراحل ياسر عرفات كان هناك من يؤيده ... وكان هناك من يعارضه لكنه عندما قال (لا) لامريكا واسرائيل تامروا عليه وقتلوه .

واليوم الرئيس محمود عباس يقول لامريكا (لا) ولاسرائيل الف (لا) فماذا سيفعلون معه ؟!

حتى الان قالوا ان الشعب الفلسطيني بحاجة الى قيادة جديدة ... وانه يجب محاربة الفساد .

هل هناك اكثر من هذه الوقاحة السياسية ... هل هناك اكثر من هذا الارهاب ؟!والابتزاز السياسي ؟!هل هناك اكثر من هذا التدخل السافر والمرفوض بالعلاقات الدولية ؟! هل يحق لامريكا واسرائيل ان تحدد من يقود الشعب الفلسطيني ؟! لقد جربت اسرائيل روابط القرى ... كما جربت بجنوب لبنان جيش لحد ... والنتيجة معروفة لا للجبناء ولا للعملاء .

نعم لمدرسة الثورة ... ورجالات منظمة التحرير .. نعم للقيادات التاريخية ... التي ناضلت عبر مسيرة كفاح طويل ولا يمكن للشعب الفلسطيني ان يقبل بمؤيديه ومعارضيه ان يأتي الينا رئيس معين من قبل امريكا واسرائيل ... او رئيسا على ظهر دبابه او رئيسا كما جاء كرزاي بأفغانستان .

نحن ابناء الشعب الفلسطيني .. ابناء القائد صلاح الدين الايوبي فاتح القدس ومحررها .. ابناء الشهيد الزعيم ياسر عرفات كما ابناء الرئيس محمود عباس ... لا يوجد منا ... ولا بيننا ... من يقبل ان يكون .. من ابناء كرزاي وامثاله وعلى شاكلته .

ولتعلم امريكا واسرائيل انهم يلعبون بالنار ... ويتعدون الخطوط الحمراء ... فكما خطأهم وخطيئتهم بالقدس ... يمكن ان يكون خطأهم وخطيئتهم بالرئيس محمود عباس ... وفي الحالتين سيفشلون ... فشلا ذريعا .

بقلم/ وفيق زنداح