العمل السياسي والدبلوماسي والاعلامي ومساحة التحرك وقدرة التأثير من خلال الخطاب ومرتكزاته الاساسية ... ومدى الاقناع والتأثير وفق حقائق واثباتات ... وقرارات واحداث متراكمة تم بلورتها بقرارات اممية من خلال جهود دبلوماسية وسياسية واعلامية فاعلة وقادرة على ايجاد قنوات اتصال دائم ومستمر لاحداث فعل ايجابي دائم .
الحراك السياسي المستمر والمتواصل من قبل المسؤولين والمتخصصين بمجال العمل الدبلوماسي وعلى قاعدة المصالح والمسؤوليات المشتركة التي يلتقي عليها كافة الاطراف والتي توفر لهم قدرة وامكانية اتخاذ القرارات الايجابية والمساندة .
هذا الجهد السياسي والدبلوماسي وقنواته المتعددة ... وتحركاته الدائمة ليست امرا سهلا ومتاحا ومسموحا به بكافة الاوقات... من حيث الزمان والمكان .
لذا يجب ان لا نستهين... او نقلل من اهمية التحركات السياسية والدبلوماسية وما تحقق من انجازات تم تراكمها عبر نقاط متتالية... وحصاد سياسي تم زرعه بفعل مسيرة نضال طويل اعتمدته القيادة الفلسطينية عبر قياداتها منذ الراحل الشهيد الزعيم ياسر عرفات وحتى الرئيس محمود عباس .
التجربة السياسية والدبلوماسية والاعلامية للعمل الفلسطيني..... وقد اثبتت قدرة كبيرة حيث استطاعت فتح قنوات اتصال مع كافة دول العالم ... كما عملت على ايجاد ممثليات وسفارات وقنصليات لدى الغالبية العظمى من الدول ... كما المشاركة والعضوية بكافة المؤسسات الدولية والاقليمية ... وحتى المشاركة بكافة المؤتمرات والمنتديات واللقاءات الدولية على المستوى السياسي والاقتصادي ... وحتى على صعيد المهرجانات الاعلامية
أي ان الحضور الفلسطيني السياسي والدبلوماسي والاعلامي مستمر ومتواصل ودائم الحضور والفعل على طريق انجاز مشروع الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس .
الا ان هذا الجهد السياسي والدبلوماسي والاعلامي وما تحقق من خلاله من انجازات وتطور ملحوظ بالعلاقات الدولية والاقليمية والتاثير بالراي العام ... لم يستطع ان يحسم الصراع ... بل ما زال يواصل تحركه في ظل غياب وسائل ومقومات اخرى... يمكن ان تدفع بهذا الحراك السياسي الاعلامي للامام ... لتعزز من وجوده وتاثيره وقدرته على الانجاز الملموس ... والتجسيد الواقعي لمفهوم الدولة والحرية .
يجب ان لا يستهان... والى حد الاستخفاف... بما تحقق من انجازات سياسية واعلامية تحققت بفعل جهود كبيرة عبر مشوار نضال طويل... كانت كلفته عشرات الالاف من الشهداء والجرحى والاسرى وصمود شعب بالملايين داخل الوطن وبمخيمات الشتات والمنافي... الا ان هذا الانجاز السياسي والدبلوماسي والاعلامي... لم يقابل بتطور اعلامي نوعي ومتميز وقادر على مواكبة هذا التحرك وهذا الانجاز ... مما اضعف من تراكم الانجازات السياسية ... في ظل قصور اعلامي اسبابه عديدة ومتعددة .
الاعلام بكافة اشكاله ووسائله ومفرداته وقدراته التحليلية وسياسته التحريرية وحضوره الدائم... ومتابعته وقدرته على صياغة الخطاب الاعلامي المستند الى المنجز السياسي لاحداث راي عام اكثر تماسكا وقوة .
الاعلام الفلسطيني وما وصل اليه من نتائج عملية لم تكن بالقدر المطلوب ... كما لم تكن بالقدرة الحاسمة... لانجاز تغيرا ملحوظا بمستوى الراي العام ... بقدر ما تحقق على المسار السياسي ... حتى في ظل العثرات والمصاعب التي صاحبت عملية التسوية...و وجود مسار التفاوض... وما يمارس ضد شعبنا من ممارسات تعسفية... ليس اخرها القرار الامريكي الذي اصدره الرئيس ترامب بخصوص القدس كعاصمة لدولة الكيان ونقل سفارة امريكا الى القدس وحتى حائط البراق باعتباره تابعا لدولة الكيان ... لم يستطع الاعلام الرسمي الوصول بمرتكزات خطابه... ومضمون رسالته لاحداث التاثير المطلوب ... مما اوضح قصورا لا نعرف اسبابه ... الا اذا كانت الذريعة حول امكانيات غائبة ... ومهنية متعثرة ... وقيود تمنع من التحرك والوصول الى الحدث ونقله بصورة مباشرة .
تقنيات الاعلام متعددة... وحدث عليها تطور كبير ... وتحتاج الى مهارات وامكانيات.... لكن الاهم في الرسالة الاعلامية مدى الفكر الذي تستند عليه الرسالة... ومدى وضوح المفردات المستخدمة... كما القدرة على ايصالها بالتوقيت والزمان والمكان المناسبين .
الملاحظ ان الاعلام الرسمي غير قادر على مواكبة السياسة والدبلوماسية ... وحتى الحراك الشعبي والانتفاضة الشعبية... برغم ما يبذل من جهد لا نستطيع انكاره ,,, الا ان المطلوب جهود اكبر ... وارادة اكبر ... ومهنية عالية ... ومتابعة دائمة
العاملين بمجال الاعلام الرسمي وهم اخوات واخوة اعزاء لا يحتاجون مني او من غيري الى شكرهم على جهودهم ... كما لا يحتاجون الى الشكر على التظاهرة الاعلامية التي حدثت بتوحيد القنوات والاذاعات نصرة للقدس ودعما لها ... بقدر حاجة الاخوات والاخوة الزملاء الاعزاء الى اهتمام اكبر... ومتابعة دائمة... ووضوح بالرؤية السياسية والمهنية الاعلامية ... وان لا يبقى العمل على قاعدة الاجتهاد الشخصي... بل المطلوب ان يكون العمل الاعلامي مخططا ومدروسا وفاعلا ...من خلال جهود منظمة وفعلا جماعيا واشرافا ومسؤولية قادرة على التحريك بما يقوي ويدعم التحرك السياسي والدبلوماسي .
لان الاعلام الذي يسير على قدم واحدة... ليس اعلاما هادفا... وقادرا على ارسال الرسالة ... هناك بالحقيقة خلل كبير ما بين الاداء السياسي ... والاداء الاعلامي... وحتى الاداء الجماهيري على الارض ... وهذا ما يسجل على الاعلام ... ولا يسجل له... برغم كل ما تم انجازه وتطويره... فالاعلام وان كان بحاجة دائمة الى الامكانيات والادوات المتطورة والاستديوهات ذات الامكانيات العالية ... الا انه يحتاج الى الاداء المتميز والحضور القوي ... والكلمة المعبرة والهادفة والقادرة على الوصول الى احاسيس الناس وعقولهم.... واحداث التغيير بمزاج الراي العام وسلوكياته... بما يتوافق والرؤية الوطنية والثوابت والاهداف التي يستند عليها مشروعنا الوطني .
مرحلتنا جد خطيرة ... وفيها من التحديات والمصاعب الكثير على الصعيد السياسي..... كما على الصعيد الاعلامي والثقافي والوطني ... وهذا ما يحتاج الى منطلقات اقوى... وركائز واسس متينة ... وفعل مبرمج ومخطط... يتشارك فيه العديد من الكفاءات الاعلامية والمهنية ... الثقافية والسياسية ... حتى نتمكن من مواجهة ما يخطط وما يدبر ضد القدس وقضيتنا الوطنية وشرعيتنا الفلسطينية .
العمل الاعلامي ليس عملا روتينيا ... نمطيا ... بيروقراطيا ... بل انه عملا ابداعيا مخططا..... يحتاج لاضافات نوعية ومتميزة بصورة دائمة... كما يحتاج الى متابعة منتظمة ومستمرة... والاهم انه يحتاج الى مراجعات ووقفات تقييمية ونقدية... تصوب فيها التوجهات..... كما يصوب فيها الاداء ... ويتجدد فيها المضمون .
كما السياسة والدبلوماسية وقدرتها والمطلوب منها ... يكون الاعلام بحاجة دائمة الى استحداث وسائله ومضمون خطابه ... بما يقوي من السياسة والدبلوماسية ولا يضعفها .
لا اريد الحديث بصورة مفصلة حول الاعلام الرسمي... حتى لا يساء الفهم والمقصد ... لان الجميع ممن يعملون بمجال الاعلام هم اخوات واخوة اعزاء وزملاء عمل وكنت احدهم ... ولا زلت ادعمهم بكل ما امتلك من قدرة ومهنية ... الا ان المرحلة ومصاعبها وتحدياتها تحتاج الى وتيرة عمل اقوى ... والى ارادة فاعلة ... والى افكار اعلامية ابداعية... نستطيع من خلالها ... تعدد مخرجاتنا بصور متعددة ...اكثر تاثيرا وفعلا وحضورا ... وانا على ثقة بالجميع من المسؤولين عن الاعلام بان يكونوا على قدر المهام والمسؤوليات ... وان يتحركوا بصورة اكثر انتظاما والتزاما وفعلا ... فالوقت يداهمنا ... والتحديات تزداد علينا ومصاعب الطريق فيها الكثير من العثرات والمطبات ... وهذا ما يحتاج الى اعلام غير اعتيادي... والى فعل مضاعف بمسؤولياته وجهوده ... حتى نكون على توازن وتساوي مع ما ينتظرنا من فعل سياسي ودبلوماسي ... لمواجهة مجمل تحدياتنا الوطنية.
السياسة والاعلام .... وضرورة المراجعة .... تحتاج الي تفصيل أكبر .... والي عناوين متعددة ...تشمل كافة وسائل الاعلام المرئي والمسموع والمقروء .... الرسمي منه ...والخاص .... وحتى الحزبي السياسي .... حيث لا زلنا نخاطب جمهورنا .... بخطابات اعلامية متعددة .... وبمفردات مختلفة ومغايرة لمضمون الخبر والتحليل وهذا ما يعمل على تشتيت الرأي العام ..... وعدم اصطفافه بصورة كاملة وموحدة .
نحن بالحقيقية بحاجة الي استراتيجية اعلامية .... سياسية ... بمرتكزات واضحة ومحددة .... نستخدم فيها من المفردات ... ونحدد من خلالها المواقف الواضحة والمحددة ...وحتة ننهي فوضي التصريحات .....وتعدد المصادر ...كما تعدد المفردات والمواقف ....والتي لا تستخدمنا ...ولا تعزز من خطابنا السياسي ...والاعلامي ....بل تجعلنا بموقف الدفاع .... والتبرير ...واعطاء الذرائع باستمرار تصيد المواقف التي تتعارض مع مصالحنا الوطنية العليا ...ومشروعنا الوطني التحرري ....وهذ ما يحتاج الي مقال أخر .
الكاتب/وفيق زنداح