بداية يجب أن يكون معلوما مثبتا وقائما ..... بمنهجية فكرنا السياسي والوطني ..... كما بمنهجية فكر المحللين والمتابعين للشأن الفلسطيني .... أن الشعب الفلسطيني بكافة مراحل تاريخه ...ومسيرته الكفاحية ....وبكل موروثة الوطني الثقافي لا يقبل ....ولا يتعاطي مع سياسة التلاعب بمصيره ....وظروف حياته.... رغم اشتداد التحديات ....والقهر ....كما حالة الفقر والتراجع .... الذي يقابلها بعكس ما أراد المخططين ...والمدبرين .... بحالة رفع مستوي البطولة والشجاعة النادرة .... والذي نقف أمامها عاجزين ....وغير قادرين على النظر بعيون طفل صغير ....أو فتاة صغيرة .... أو ام شهيد ..... أو جريح أو أسير .
أمام بطولة شعبنا ....وعظمة عطائه ....وما يؤكده عبر كافة المراحل والمنعطفات من بطولة نادرة .... وشجاعة فائقة .... واستبسال غير مألوف .....لدي الكثير من الشعوب ..... وأن يقابل شعبنا ....بمثل هذه السياسة ...وبمثل هذه المواقف ....وهذه الحالة المخجلة ....من الجدل وعدم التعاطي بروح المسئولية لإتمام عجلة المصالحة ...وإنهاء هذه الفصول السوداء من انقسام أسود .... لا زال يعصف بنا ويدمر حياتنا ....ويشتت وحدتنا ....ويجعلنا لقمة سائغة ومحطة للحديث عنها ...والتلاعب بأعصابنا ومشاعرنا .....في ظل حرب نفسية إعلامية سياسية ليس لها أول من أخر .
القوة الشعبية الفلسطينية تأسست ....وتأصلت ....وتجذرت..... ولا زالت على عهدها ووفائها والتزامها ...بكافة الشعارات الوطنية والمبادئ والأهداف والثوابت التي سقط من أجلها الآلاف من قادتنا وكوادرنا ....وأبطالنا على مذبح الحرية والاستقلال .
الا أن مثل هذا الشعب العظيم لا يجب استغلاله ....واستثمار انتمائه ....بطريقة معكوسة ....وخارج الطريق ....فنحن لسنا بفريقين .....وداخل ملعب كرة قدم ....فلم نكن عبر تاريخنا ...كرة تتقاذفها الأرجل ....وتتلاعب بها الألسن ..... والكلمات والمفردات.... كل بحسب أهوائه ومصالحه ....وما يريد وما يبتغي إيصاله .
نحترمكم جميعا ...... ونتمسك بكم جميعا .... ولا نقبل بأدنى ضرر لأحد منكم ....لكن هذا لا يعني بالمطلق..... أن نسمح بالتلاعب بنا .... والمماطلة بحياتنا .... والتسويف بمستقبل أجيالنا .
11 عام من الانقسام الأسود ...والجميع يتلاعب بنا .... وبظروف حياتنا .... وبقوت أطفالنا .... وبمستقبل أجيالنا .... وحتى مستقبل وطن ومشروع وطني ....أصبح مهددا .... الي درجة الشطب والانهاء ....لأجل مصالح فصائلية وشخصية ....و لأجل مصالح خارجية لعواصم دول معروفة بالاسم ..... غير راضية على اتمام المصالحة ....وتعزز من عوامل الخلاف ..... وتعمل على تغذية الصراع بكافة الطرق والوسائل .... السياسية الاعلامية ....وحتى من خلال الأموال ..... وربما من خلال السلاح ....لتأخذنا الي مربعات الهلاك ....والي حيث مصالح غيرنا ....وليس مصالحنا .
نحن لسنا مستجدين ...ولسنا من هواه السياسة ...والكفاح .... كما نحن لسنا من هواه المقاومة والدفاع عن الحقوق ..... فالثورة الفلسطينية ثورة مستمرة ....والكفاح الوطني الفلسطيني كفاح متواصل..... لم يتوقف للحظة واحدة ....على قاعدة أن النضال والكفاح له وسائله العديدة .... وأشكاله المختلفة ...كما له منطلقاته وظروفه الخاصة والعامة التي يمكن من خلالها تحقيق اعلى درجات الكسب ....ودفع أقل نقاط الخسارة .
المعادلة السياسية والكفاحية .... ليست معادلة تمنيات وأهواء ومصالح ....كما أنها لست معادلة مرتبطة بتلك العاصمة او تلك..... وما تريد تحقيقه من خلالنا وعبر دمائنا ....وعبر أرواح أبناء شعبنا .
نحن ابناء وطن ..... أبناء هذه الأرض ....نعيش فيها .... وسنموت في أرضها ...وسندفن في باطنها ....بعزة وكرامة وشموخ وكبرياء ...فنحن لا نباع ولا نشتري..... لا بالمواقف ....ولا بتخريب المصالحة .
وحتى أكون واضحا ومباشرا أقول التالي :
أولا : المصالحة والوحدة الوطنية قائمة بين أبناء الشعب الفلسطيني ..... وهي مستمرة ومتواصلة ولم تنقطع عبر تاريخه الطويل وأن ما يجري من خلافات وتباين بوجهات النظر على صعيد فصائلي .....وليس على صعيد شعبي .
ثانيا : يجب أن نفرق بين وحدة الشعب الفلسطيني وما بين الاطر الجامعة والموحدة للعمل الفصائلي والذي سنبقي ندعم وجودها وتشكيلها على قاعدة شراكة الجميع ودون استثناء بمؤسسات المنظمة والسلطة.
ثالثا: محاولة التلاعب بالرأي العام تحت شعارات وأسباب متعددة لا تمر على شعبنا بخبرته ومسيرته الطويلة ..... فالحقائق واضحة كالشمس..... وليس هناك من غموض او التباس .... بكافة الملفات والجميع يتحدث بها ويكتب عنها ..... فلم يعد هناك من أسرار بملفات المصالحة .
رابعا : المصالحة بين فتح وحماس لا تحتمل أن تطرح على الرأي العام ...وكأنها هدية كبري أو مجاملة لا حدود لها .....أو كما يقال ( تحميل جميلة ) مقدمة من الفصيلين لأن حاجتهم للمصالحة وما يلزمهم بها ......لا يقل أهمية عن حاجة الشعب لها .
خامسا : حماس وفتح يستمروا بحالة الخسارة الشعبية حتى وان كان المعطل للمصالحة فصيل واحد وليس الاثنين .... ولكن بنظر الرأي العام أن الحركتين يتحملون المسئولية كاملة .
سادسا : لم يعد محتمل هذا الكم الزائد عن الحد بكيفية المحافظة على المصالح الشخصية ...والامتيازات الخاصة لاشباع غرور شخصية ومصلحية..... على حساب وطن ينزف ...وشعب يموت بصورة مستمرة ....من خلال الفقر والمرض .... وحياة اليأس وجوع الأطفال ....حالة مأساوية وعلى كافة الصعد والمستويات الخدماتية والاقتصادية والمعيشية والتي تتعدي حدود الممكن والمحتمل ...لعدم وجود أسباب جوهرية ....وأهداف حقيقية من وراء هذا الزمن المفتوح بتكلفته الباهظة .
سابعا : منذ يونيو 2007 والذي سيبقي تاريخ أسود ويسجل على كل من قام به ومن ساعد عليه .....ومن أدي لحدوثه بقصد او بدون قصد .... لأنه يوم فارق أخذنا الي منحي خطير ..... نتمني تجاوزه في ظل ما يواجهنا ويدبر ضدنا من مؤامرات لا تتوقف .
ثامنا : التناسي وليس النسيان لا زال سيد الموقف ...فلا الرأي العام قد تناسي .....ولا النسيان قد أخذ مكانه ...فالناس لا زالوا يتحدثون عن 11 عام من العذاب والالام والتي لا طائل منها ....ولا فائدة مرجوة من ورائها ..... ولا أهداف وطنية قد تحققت ...ولا مكتسبات سياسية أنجزت..... كل ما هناك نسب عالية من الادمان وأمراض السرطان والكلي والحالات النفسية ...حالة مأساوية فيها قصور واضح بالخدمات كهرباء لا تتعدي 4 ساعات على أكثر تقدير ومياة غير صالحة للشرب وبحر ملوث ....والبلد تغرق مع أول شتاء يأتي ونحن في فصل الشتاء .
تاسعا : الوطن والشعب والقضية ليسوا ملكا فصائليا ...كما المقاومة وسلاحها فهي ملكا شعبيا ..... لأن من دفع ثمنها ......ومن ضحي من أجلها من دماء أبنائه شهداء وجرحي ...كما عذابات أبنائه من الأسري ...وصمود شعب بأكمله عاش ظروف الحرمان الي الحد الذي لا يطاق ....فلا تكون جائزته الحرمان من المصالحة..... والعيش بوحدة وترابط ما بين اجزاء الوطن في ظل مخططات قائمة ربما لا نمتلك قدرة مواجهتها .
عاشرا : فلسطين وقضيتها ليست وظيفة وموظفين ورواتب ..... بل فلسطين أكبر بكثير من أن يكون عائق وحدتها رواتب الموظفين أو قصور هنا أو هناك .....مع كل أهمية ذلك ....لكن فلسطين والوطن الذي ينزف بأهله وأسره أهم بكثير من مراتب وظيفيه ....ورواتب مالية في ظل أننا نعتمد على المساعدات والمنح والقروض ....وفي ظل تدني الايرادات الخاصة والضعف العام للاقتصاد الفلسطيني .
الحادي عشر : مصر الشقيقة التي بذلت من الجهود وسخرت من الطاقات ولا زالت على موقفها وعهدها ومسئولياتها .....لا تستحق منا الا اداء الواجب ..... الذي يخدم مصالحنا ووحدتنا ويعزز من أمننا الداخلي .... ولا يوفر فرصة أو ثغرة .....للتلاعب بنا ...وادخالنا بدهاليز مواجهة غير محسوبة..... نقحم بها وندفع بها دفعا ..... وهي خارج حساباتنا وأولوياتنا السياسية والوطنية ....في ظل حرب سياسية مشتعلة على الجبهة الدولية بمواجهة الولايات المتحدة ودولة الكيان الاسرائيلي .
يجب تنفيذ الاتفاقيات ...وأخرها اتفاقية القاهرة .... ومتابعة التنفيذ.... والاشراف المصري الشقيق ....لأننا لسنا بحالة تسمح بالمزيد من اضاعة الوقت .... في ظل تهديدات تدبر ضدنا .... وأخطار تلاحقنا .
القادم أخطر .....قلنا بمقالات سابقة .....ولا زلنا نكرر أن القادم أخطر وعلينا أن نفوت الفرصة وأن نسقط المؤامرة .....وأن نتجاوز الأصعب بتاريخنا الوطني ....وهذه مسئولية وطنية جامعة .
حافظوا على شعبكم الذي يساندكم ويدعمكم ..... بكافة المواقف ....دون نداء .... ودون طلب .... والجميع يري بأم أعينه شباب وفتيات وأطفال ....نساء وشيوخ .... يتقدمون على خطوط المواجهة وبصدورهم العارية .... وبإيمانهم المتجذر...وقناعاتهم الراسخة ....وإيمانهم الذي لا يتزعزع...... وحتى ثقتهم بأن فصائلهم السياسية .... ستكون على قدر المسئولية والواجب ....فالمطلوب منها ليس كثيرا ....ولكن المطلوب أقل بكثير ....مما يقدمه الشعب بصدوره العارية .
فالمرونة ليست تنازلا أو تخاذلا ....أو تراجعا ...بل ان اتخاذ خطوة متقدمة على طريق المصالحة...... ستبقي مسجلة لمن تقدم .... وستبقي نقطة بيضاء ....يشار لها بالبنان ...أن فتح قد تقدمت خطوة ....وأن حماس قد قدمت خطوة .....حتى يلتقوا بمنتصف الطريق وحتى نحافظ على وجودنا وقضيتنا .....والأهم أن نحافظ على طريقنا وشعبنا الذي ينظر الينا ويتابعنا باهتمام وقلق شديد .....وتخوفات حقيقية .... بأن يكون الانهيار محاولة مخططة..... أو على الأقل ادخالنا بحالة جمود بالمصالحة .... وفي الحالتين نهاية غير مشرفة ....ومخزية.... وعار على الجميع منا ....وهذا لا ما نقبله وما لا نرضي به .... بعد كل هذا الجهد المصري الشقيق والذي نثق بمواصلته واستمراره ..... حتى يتم الانجاز الكامل لملفات المصالحة .... لأننا لا يمكن أن نقبل بأن نصل الي مرحلة الندم .....لأن الندم سيولد هزيمة ساحقة ..... بينما الآمال ستجدد فينا .....صناعة المستقبل ...فنحن لا نستطيع ...ولا نقبل ... بإسقاط المستقبل المنشود .... في ظل مزايدات.... وخزعبلات..... ومحاولات مصلحيه .....يراد منها تدمير وطن وقضية .
الكاتب : وفيق زنداح