طبخة جيش “صلاح الدين“ في خيمة الاعتصام الأردني وصنف حلويات حلبية مقابل السفارة الأمريكية في عمان

تقول الرواية إن صلاح الدين الأيوبي عندما حاصر المتحصّنين في القدس من الصليبيين اعتمد طعامًا جديدًا للجند على مدار الحرب، وهو حصريًا طبق شعبي شهير جدًا اليوم في فلسطين والأردن وبلاد الشام اسمه الدّارج وسط الجمهور هو "المقلوبة".
طبق "المقلوبة" هو المعتمد يوميًا منذ نحو ثلاثة أسابيع عندما يتعلق الأمر بأول خيمة اعتصام مفتوح تسمح لها السلطات الأردنية بالبقاء وسط حراسات مشددة، طبعًا في وجه السفارة الأمريكية في العاصمة عمّان. والمعتصمون الذين يقل عددهم تدريجيًا تأتيهم معونات غذائية من مواطنين متبرعين.حسب صحيفة "القدس العربي"اللندنية
وعندما سألت كاميرا إحدى الفضائيات امرأة تقود مجموعة مرابطين في خيمة الاعتصام عن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حول سر التركيز على المقلوبة تحديداً في توفير وجبات غداء للاعتصام أجابت المرأة على الهواء مباشرة بصورة تراثية، مؤكدة أن المشهد مستلهم من تراث القائد صلاح الدين حيث قدمت خلال معركته لتحرير القدس أكلة المقلوبة الشهيرة اليوم للجنود. "المقلوبة" بهذا المعنى تسهم في توفير الطاقة والدفء لمئات المعتصمين من الشباب الأردنيين في الخيمة التي تقابل السفارة الأمريكية في عمّان العاصمة، ورسالتها هنا يبدو أنها سياسية بامتياز نكاية بالأمريكيين والإسرائيليين.
بهذا المعنى يدخل طعام "المقلوبة" الذي يعتبر الطبق الأول برفقة المنسف الأردني الشهير في كل نهاية أسبوع قاموس العمل السياسي والاعتراض على الرئيس ترامب ونقل السفارة.
لكن بعض النشطاء لم يقفوا عند هذا الحد، فقد أبلغوا "القدس العربي" بنوع الحلويات المعتمدة في خيمة الاعتصام، حيث يحضر الرفاق وتحديداً من التيار القومي واليساري كميات كبيرة لخيمة الاعتصام من حلويات شعبية شهيرة تحمل اسم مدينة حلب الشهباء السورية وهي "كرابيج حلب". ويقال في تراثيات هذا الصنف من الحلويات المُشهِّية رخيصة الثمن إن أصل الصنف من شمال سوريا وله علاقة بتراث المطبخ الكردي أيضاً.
قائمة الطعام والشراب في الاعتصام المفتوح تضم عبوات مياه معدنية مصنّعة محليًا، وعبوات شراب من نوع كوكاكولا نكاية بـ"البيبسي"، وبين الحين والآخر ساندويشات فلافل وشاورما عندما تغيب وجبة المقلوبة الدسمة التي تطهوها المعتصمات في الموقع أحياناً أو أمهات المعتصمين في منازلهن.
خيمة الاعتصام نفسها فيها الكثير من الدلالات السياسية، فرموز الحركة الوطنية الأردنية موجودون بكثافة، واليساريون حريصون على الحضور بنسبة معقولة، مع فنجان القهوة الشعبي بعلبة كرتونية، والحضور الرمزي بين الحين والآخر لقيادات الإخوان المسلمين واضح تمامًا والأسباب مجهولة حتى اللحظة في الأقل. يتوقع خلال الأيام القليلة المقبلة أن يخف الاهتمام بهذه الخيمة، وأن تتحرك السلطات لإزالتها على أساس أن الشارع متطلب جداً ولا يمكن إرضاؤه في الواقع.

المصدر: عمان - وكالة قدس نت للأنباء -