27/12/2008 سيبقى يوما شاهد لا ينسى او يمحى من الذاكرة الفلسطينية، وخاصة لسكان قطاع غزة، فهذا اليوم كان بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة "الحرب الأولى" .
هذه الحرب التي بدأت في تمام الساعة الحادية عشرة بقصف جميع المقرات الحكومية والأمنية وأسفرت عن استشهاد ما يزيد عن 250 مواطناً في اليوم الأول، واستمرت حتى الثامن عشر من يناير/ كانون أول 2009 مخلفاً اكثر من 1400 شهيد وما يزيد عن 5 آلاف مصاب وجريح وتدمير آلاف من المنازل.
وقالت وزارة الداخلية في الذكرى التاسعة للعدوان الإسرائيلي على غزة "حرب الفرقان"، إن يوم السابع والعشرين من ديسمبر يمر في كل عام وذكرى حرب الفرقان شاخصة في الأذهان لا تنزاح، فذاك اليوم من عام 2008 لم يكن عصيباً فحسب؛ بل كان بداية ملحمةٍ سطرها شعبُنا البطل على مدار 21 يوماً، قدّم فيها أغلى ما يملك من فلذات أكباده ومن مقدراته، ولم يركع أمام الإرهاب والإجرام الإسرائيلي، الذي سفك دماء الأبرياء في الشوارع ودمّر بيوت الآمنين فوق رؤوسهم.
الضربة الأولى لهذا العدوان الغادر
وذكرت وزارة الداخلية بغزة– أنها كانت خلال تلك الحرب ولا تزال- فارسة الميدان جنباً إلى جنب مع فصائل المقاومة في الدفاع عن شعبنا وحماية جبهته الداخلية، ودفعت ثمناً باهضاً في الضربة الأولى لهذا العدوان الغادر باستهداف معظم مقار الأجهزة الأمنية والشرطية، ما أدى لتدميرها بصورة كاملة وارتقاء مئات الشهداء من أبناء الأجهزة الأمنية؛ ظناً من الاحتلال أنه بضرب المؤسسة الأمنية الوطنية سيربح المعركة في لحظتها الأولى ويحقق مراده ويكسر صمود شعبنا ويعبث بجبهته الداخلية ويكشف ظهر المقاومة.
وتابعت، في بيان لها، اطلعت عليه" وكالة قدس نت للأنباء"، أن الاحتلال فوجئ من قوة وصلابة المؤسسة الأمنية حديثة التشكيل، التي استطاعت مواجهة مخططات الاحتلال والاستمرار في واجبها رغم جراحها النازفة، كيف لا وقد بُنيت بقرار شعبٍ وإرادته، وتستمد قوتها من عظمة هذا الشعب الأبي، حتى تُوجت هذه البطولة والتضحية باستشهاد وزيرها المقدام المؤسس سعيد صيام، الذي تقدّم الجند ولم يغادر أرض المعركة حتى نال شرف الشهادة ووهب روحه لهذه المؤسسة لتبقى وتستمر في عطائها.
واكدت: وزارة الداخلية هي مؤسسة قوية بُنيت على قواعد راسخةٍ، وستبقى ماضيةً فيما تأسست لأجله وهو حفظ الجبهة الداخلية وحماية ظهر المقاومة، ولن تتراجع عن ذلك مهما كانت التضحيات.
وأن الأجهزة الأمنية ستبقى صمام الأمان لشعبنا الفلسطيني، إذ أثبتت أنها على قدر المسؤولية في أصعب الظروف، وتتمتع بالكفاءة العالية، وتستمد قوتها وشرعيتها من هذا الشعب، ولن يستطيع أحدٌ المساس بهذه الشرعية.
ماضون على درب الشهداء
وفي ذكرى معركة الفرقان التاسعة، اكدت حركة حماس المقاومة ستفشل الاحتلال في كل ما يصبو إليه ونحن متمسكون بها كخيار استراتيجي وماضون على درب الشهداء حتى تحقيق أهدافنا الوطنية وتحرير فلسطين.
وحيت حماس على لسان الناطق باسمها عبد اللطيف القانوع أبناء شعبنا الصامدين رغم الحصار الخانق والثابتين في وجه كل المؤامرات ونترحم على أرواح الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم من أجل فلسطين.
وقالت :" لقد ارتكب الاحتلال أبشع الجرائم ضد شعبنا ورسم مشهد الخراب والدمار ولم يتمكن من تحقيق أهدافه بفضل الله ثم بثبات شعبنا وصمود المقاومة الفلسطينية " .
المقاومة اليوم أكثر قوة
من جهته قال مؤمن عزيز عضو المكتب السياسي لحركة المجاهدين الفلسطينية في غزة في الذكرى التاسعة للعدوان على غزة في عام 2008، أن المقاومة ماضية في خيار الجهاد والمقاومة حتى التحرير بإذن الله عز وجل.
وتابع عزيز أن هذه المعركة التي ودعنا خلالها مئات الشهداء وقدمنا آلاف الجرحى والبيوت المهدمة، وعلى مرأى ومسمع العالم الظالم المظلم استخدم الاحتلال الإسرائيلي القوة المفرطة ضد الشعب الفلسطيني، حتى تتنازل غزة عن ورقة عز الأمة التي تحملها وتفض الجماهير من حول المقاومة، إلا أنها وبفضل الله فرضت معادلة جديدة على الأرض لصالح المقاومة، فأصبح الاحتلال يحسب ألف حساب لأي حماقة قد يرتكبها.
وأضاف عزيز وفق ما رصده تقرير" وكالة قدس نت للأنباء"، أنه تمر علينا هذه الذكرى اليوم ونحن في مواجهة قرار "العجل ترامب" الذي يواحل تغيير معالم مدينة القدس لتصبح عاصمة للكيان، ليفضح بذلك حالة الانحياز الامريكي التام للكيان، متجاهلاً حالة الرفض العالمي المتمثل في قرار الأمم المتحدة الرافض لقرار ترامب، ومع استمرار حالة التغول الاستيطاني الصهيوني في الضفة الفلسطينية، في ظل حالة من الخذلان العربي والاسلامي وانشغال الأمة عن قضيتها المركزية ألا وهي القدس والمسجد الاقصى.
وختم عزيز حديثه بالتأكيد على ضرورة كسر الحصار الظالم والمتواصل على شعبنا منذ أكثر من عشر سنوات، ورفع الاجراءات العقابية ضد شعبنا الصامد في غزة، داعيا الى ضرورة تحقيق الوحدة الوطنية على أساس الحفاظ على الثوابت الوطنية، والاسراع في ملفات المصالحة الوطنية حتى نرد الاعتبار لقضيتنا الوطنية ونستطيع أن نواجه هذا الاستكبار والغطرسة الصهيوأمريكية ضد قضيتنا وقدسنا.