عهد علي العهد

بقلم: هاني زهير مصبح

عهد علي العهد انها عهد التميمي تبرهن للعالم كله أننا علي العهد باقون وبأرضنا متمسكون ومن اجل حريتنا مناضلون وكل مؤامراتكم لن تنجح بتوطين الأغراب في وطني .

عهد اسطورة مزقت كل أساطير الاحتلال الصهيوني حين قالوا "الكبار يموتون والصغار ينسون"، ولكنهم واهمون واهمون ، عهد التميمي طفلة فلسطينية من مواليد قرية النبي صالح في 30 آذار (مارس) 2001م .

برزت إعلامياً منذ نعومة أظافرها، حيث لفتت أنظار العالم بتحديها للجنود الإسرائيليين المحتلين لوطنها فلسطين الذين اعتدوا عليها وعلى والدتها الناشطة ناريمان التميمي في مسيرة سلمية مناهضة للاستيطان ذلك الاستيطان الغير شرعي في قرية النبي صالح الواقعة غرب رام الله، في آب (أغسطس) 2012، في مشهد تناقلته وسائل إعلام عالمية ومحلية مما أثار غضب المحتل المعتدي .

عهد هي طفلة كباقي أطفال فلسطين اللذين سلب منهم الاحتلال طفولتهم ووئد منهم كل احلامهم وحرمهم العيش في أمان ،عهد فعلت ما يفعله أي إنسان بالفطرة وهو الدفاع عن وطنة وأرضة حيث أنها وجدت جنديين من جنود الاحتلال يتخذون من باحة منزلهم تكنه عسكرية يعتدون منها علي أطفال القرية العزل من السلاح في مسيرتهم الأسبوعية بقرية النبي صالح تعبيرا منهم ورفضهم لسياسة الاستيطان في قريتهم ، فطلبت منهم مغادرة باحة منزلهم ولكن هؤلاء الجنود المدججين بالسلاح رفضوا ذلك وأحدهم اعتدى عليها بيده فما كان منها إلا أن صفعته علي وجهة وقالت له لا تلمسني ،وسرعان ما انتشرت تلك الصفعة علي وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي فكانت صفعة تهز الكيان الإسرائيلي رغم أنهم المعتدون وأنهم المحتلون لوطني فلسطين إلا أنهم قاموا باعتقال عهد ليرهبوا أطفال فلسطين ويقتلوا ما تبقي فيهم من حماس ونضال، فتجد جندي قوقازي وآخر من الفلاشا وآخر هندي أولئك جميعهم أغراب أتوا من بلاد بعيدة يمسكون بطفلة هي صاحبة الأرض ليحاكموها علي حقها وتمسكها بأرضها ووطنها فلسطين ،ونسوا بأن اصحاب الأرض حتما هم المنتصرون وأن الاحتلال إلي زوال وأننا كلنا عهد وعلي العهد ماضون .

بلغ عدد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي في نهاية كانون الأول عام 2016، حسب تقارير هيئة شؤون الأسرى والمحررين، قرابة 7000 أسير؛ منهم قرابة 350 طفلًا قاصرًا (ما دون سن الـ 18 وفقًا للقوانين الدولية)، يعيشون ظروف القهر في سجون "عوفر" و"مجدو" و"هشارون" وسجن "جفعون" بالرملة التي زجت فيه أطفالًا من القدس ومناطق 1948؛ علمًا بأن سلطات الاحتلال اعتقلت خلال عام 2016 ما يقارب 1384 حالة في صفوف القاصرين، والذين شكلوا ما نسبته 21% من مجموع الاعتقالات خلال عام 2016، والتي بلغت ما يقارب 7000 حالة اعتقال؛ وان محافظة القدس شهدت اعتقال ما يزيد عن 700 حالة في صفوف القاصرين المقدسيين.

وهؤلاء الأطفال يتعرضون لما يتعرض له الكبار من قسوة التعذيب والمحاكمات الجائرة، والمعاملة غير الإنسانية، التي تنتهك حقوقهم الأساسية، وتهدد مستقبلهم بالضياع، بما يخالف قواعد القانون الدولي واتفاقية الطفل.

ولكن رسالتنا مستمرة وكل أطفال فلسطين هم عهد وعلي العهد باقون وحتما اننا لمنتصرون وفلسطين ستنتصر وعاصمتها القدس الشريف وسترفع عهد علم فلسطين فوق مآذن القدس الشريف وكنائس القدس واحتلالكم إلي زوال وأننا كلنا عهد وعلي العهد باقون وماضون .

بقلم/ هاني مصبح