صور .. ولادة نادرة للبوة في رفح

وضعت أنثى أسد "اللبوة" في حالة ولادة نادرة، أربعة أشبال، داخل حديقة حيوان رفح، الوحيدة جنوب قطاع غزة.

ونفق أحد الأشبال الأربعة، فيما بقي ثلاثة على قيد الحياة، قام مالك الحديقة بتسميتهم "القدس، فلسطين، أردوغان"؛ بسبب المستجدات السياسية على أرض الواقع، بعد الإعلان الأمريكي أن "القدس" عاصمةً لإسرائيل.

ويعود تسمية "القدس"، وفق مالك الحديقة محمد جمعة، للتأكيد على أن القدس عاصمة للفلسطينيين، وهي مهد الديانات، وللعرب والمسلمين الحق الكامل بها، دون أن يكون لليهود أي حق بها.

أما تسمية الشبل الثاني "فلسطين"، فيعود لاسم فلسطين التي تعتبر محور القضية الأم، وهي الدولة الوحيدة التي ترزح تحت الاحتلال، ورغم ذلك شامخة وصامدة ولم يلن أهلها ولم يستسلموا وما زالوا متمسكين بها.

وفيما يتعلق بتسمية الشبل الثالث "أردوغان"، تيمنًا بالرئيس التركي ومواقفه ومواقف بلاده مع القضية الفلسطينية، خاصة قضية القدس، بعد إعلانها عاصمةً لإسرائيل، ووقوفه ضد القرار، ورفضه القاطع له؛ وفق مالك الحديقة.

ويتردد الكثير بشكل يومي للحديقة لمداعبة الأشبال الثلاثة والتقاط الصور معها.

ويقول جمعة لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء"، إنّه قد يضطر لبيع الأشبال الثالثة، لسوء الظروف الاقتصادية في قطاع غزة، والتي انعكست على وضع الحديقة بشكلٍ كبير، ما جعلهم غير قادرين على توفير تكاليف الاعتناء بهم، الأمر الذي قد يؤدي لنفوقهم.

ويشير جمعة، إلى أن هذه الولادة الثانية للبوة  فوضعت العام الماضي شبلين، تم بيعهما لأحد المواطنين، لسوء الوضع المادي، والذي بدوره لم يجد مكانًا مُتخصصًا لتربيتهم، لحين وصلت مؤسسة دولية لقطاع غزة، وقامت بنقلهم لمحمية طبيعية في الخارج.

ويلفت إلى أن حديقته افتتحها عام 1999،في محافظة رفح، كأول حديقة حيوان في قطاع غزة، والثانية على مستوى فلسطين، وعملت بشكلٍ جيد، لحين تعرضت للتدمير والتجريف، خلال توغل إسرائيلي عام 2004، ما كبدهم خسائر فادحة.

ويوضح جمعة، إلى إنهم لم يتلقوا أي مساعدات أو تعويض للخسائر، ولم يجعلهم قادرين على دفع التراخيص السنوية للحديقة؛ مُشيرًا إلى أنه ومنذ وقت التدمير حتى يومنا هذا لم تقُم للحديقة قائمة، ففي عدوان 2008 تعرض محيطها للقصف وتكبدوا خسائر، وفي عدوان 2012،و2014، نفقت حيوانات وطيور أخرى.

وكانت الحديقة تضم مئات أصناف الطيور والحيوانات، التي وصلت من مُختلف بلدان العالم، واليوم وبعد 18عامًا على افتتاحها، بدلاً من أن تتقدم، تشهد خلو للعشرات من الأصناف الجميلة وباهظة الثمن التي كانت متوفرة، ونفقت بفعل سوء الوضع المادي والنفسي لتلك الحيوانات والطيور؛ جراء الجروب والوضع الاقتصادي.

ويشير جمعة، إلى أنهم اجبروا على تحنيط الحيوانات والطيور التي تنفق ووضعها كشاهد داخل الحديقة، ليراها كل من يردد أو يزور الحديقة؛ مُضيفًا : "أتألم لوضع حيوان أو طير ميت بجانب أخر حي، ما يفسد جمال المكان، الذي يعتبر متنفس رئيس للناس، لكن الظروف هي التي أجبرتنا على ذلك".

ويتمنى أن تتحسن ظروف الحديقة، ويتحسن كذلك الظرف العام، الذي سينعكس على وضعها بكل تأكيد، من خلال استقرار أوضاع الناس نفسيًا ومعنويًا واقتصاديًا، الأمر الذي سيجعلهم قادرين على زيارة الأماكن الترفيهية المحدودة داخل البلد.

ويتواجد في قطاع غزة، نحو "7حدائق" تتبع معظمها للقطاع الخاص، أغلقت واحدة منها في خان يونس جنوب قطاع غزة قبل عامين، لسبب الظروف الاقتصادية، ونفوق معظم الحيوانات والطيور المتواجدة بها، وتكبد مالكها خسائر كبيرة.

المصدر: رفح - تقرير| وكالة قدس نت للأنباء -