الأول من يناير 65 كانت الانطلاقة ....وبيان العاصفة الأول ....وعملية نفق عيلبون ... كانت البداية لتاريخ الثورة الفلسطينية المعاصرة ...تاريخ بداية ثورة كفاح شعب ....أراد أن يرسم معالم طريقه بالكفاح المسلح وخيارات النضال السياسي .... ثورة معاصرة قلبت موازين الواقع..... وأخرجت القضية من قضية لاجئين .... الي قضية شعب مقاوم .... له قيادته التي توجه نضاله ومسيره كفاحة وفق ثوابتة الوطنية .
كانت البداية عاصفة ...وأخذت بالاشتداد بكل قوة عبر مراحل متعددة ....كانت بدايتها الكرامة 21 مارس 68 ..... تلقي فيها العدو الاسرائيلي درسا قاسيا ومريرا .... بخسائره الفادحة وما تم مشاهدته في ذلك الوقت من جنوده وضباطه وهم مقيدين بسلاسل حديدية داخل عرباتهم المصفحة ....حتى لا يهربوا من ساحة المواجهة .
كانت عاصفة الكرامة ...وما تبعها من مراحل نضال طويل حتى أحداث أيلول سبتمبر ....وما دفع بقوات الثورة الفلسطينية الي الخروج من الأردن الي سوريا ولبنان ..... حيث أصبحت مواقع المقاومة الفلسطينية ..... بالبقاع وجبل الشيخ والعرقوب وقلعة شقيف وبالجنوب اللبناني وداخل منطقة بيروت الغربية بالفاكهاني وبرج البراجنة وصبرا وشاتيلا .
تمركزت الثورة وقواتها.....بمواقعها المتقدمة بالجنوب اللبناني ...وسفوح جبل الشيخ ...وحتى الخلايا المتقدمة داخل الارض المحتلة ....والتي كان يقوم على قيادتها قيادة القطاع الغربي بقيادة الشهيد أبو جهاد ...... كما القيادة الفلسطينية ومقرها بيروت الغربية ....وحيث استمرت العمليات الفدائية .... من خلال الحدود الشمالية والشرقية ....وحتى داخل الأرض المحتلة ....وحتى على الساحة الدولية ....وحرب الأجهزة الامنية .
استمرت فتح بمسيرتها النضالية وعلى كافة الجبهات ....وبما تمتلك من مقومات وقدرة عسكرية وسياسية تميزت بها عن باقي القوي بعلاقاتها المتميزة مع الجزائر والصين الشعبية ..وكوبا وبعض الدول العربية .
علاقات متميزة كانت تربط فتح مع أحزاب تقدمية واشتراكية ووطنية ...كما علاقاتها مع بعض الدول.... الا أنها بالمجمل علاقات قائمة على عدم التدخل بالشئون الداخلية الفلسطينية وعلى أرضية استقلالية القرار الوطني الفلسطيني ..... وما كانت تفرضة معادلة الصراع القائم في ذلك الوقت ...وبما يتلائم ويتناسب مع الحالة الفلسطينية والعربية .
استمرت فتح بمسيرتها النضالية وبعملياتها النوعية داخل الأراضي المحتلة ....حتى عملية الليطاني التي قام بها الجيش الاسرائيلي بالعام 78 وما حدث من مواجهات عسكرية ....وما تكبده العدو من خسائر فادحة اضطر المحتل الاسرائيلي للانسحاب الي حدود الهدنة ...لتستمر فتح بمسيرتها النضالية ....وبتحركها السياسي ومكتسباتها الوطنية حتى حرب لبنان 82 والتي تعتبر الأطول بتاريخ الحروب حيث استمرت ما يقارب 88 يوم ..... وما أسفرت عنه من نتائج خروج القيادة الفلسطينية وقوات الثورة الي سوريا واليمن وتونس والسودان في ظل معادلة فرضت نفسها لحماية لبنان وشعبه ..... وتدخل عربي فرنسي أمريكي قاده المبعوث فيليب حبيب أدي الي نتيجة الخروج من بيروت..... وما اسفرت عنه نتائج الخروج من مذبحة صبرا وشاتيلا التي قادها ايلي حبيقة مع القوات اللبنانية وبمساعدة إسرائيلية وما حدث من مذبحة للمدنيين الفلسطينيين .
كانت نهاية مرحلة .... وبداية مرحلة جديدة ......اختلفت فيها أدوات النضال وطبيعة التحركات حيث تم محاصرة القيادة الفلسطينية سياسيا وماليا بالعاصمة تونس .....مما فرض ضرورة ايجاد المخارج السياسية في ظل الانتفاضة الشعبية .... التي شهدتها الأراضي المحتلة ما بعد اغتيال الشهيد أبو جهاد .
استمرت فتح بمسيرتها النضالية والسياسية ....ولم تتأخر عن أداء واجباتها ومسئولياتها ....اتجاه شعبها حتى في أحلك الظروف..... وما كان يخطط ويدبر من مؤامرات تحاك بالخفاء والعلن .
المسيرة النضالية لفتح شهدت الكثير من المواقف البارزة والمسجلة بصفحات التاريخ الوطني الفلسطيني .... حيث سقط العديد من قادة الحركة شهداء بفعل عمليات اغتيال جبانة .... من قبل الموساد الاسرائيلي .....من عملية الفردان ببيروت الغربية والتي راح ضحيتها الشهداء كمال عدوان .... وكمال ناصر وأبو يوسف النجار ...وما تلي ذلك من استشهاد أبو على سلامة والعديد من القادة ..... أبو اياد وأبو جهاد وسعد صايل وغيرهم الكثير من شهداء فتح وأعضاء لجنتها المركزية وقياداتها الامنية والعسكرية وكافة المناضلين والمقاومين بمنطقة الجنوب ومخيمات اللجوء وداخل الاراضي المحتلة وحتى عبر الساحات الدولية .
لم تتأخر فتح عبر مسيرتها النضالية..... عن مسئولياتها الوطنية والتاريخية واستمرت على نهجها وكفاحها ومسئولياتها الوطنية ....وتحملها لمسئولية كل قرار وطني حتى مؤتمر مدريد للسلام ....وما نتج بعد ذلك من مفاوضات سرية أسفرت عن اتفاقية أوسلو في سبتمبر بالعام 93 .
ومهما كانت الاجتهادات والتباينات بوجهات النظر حول مدي صحة أو خطأ هذه الاتفاقية والتي تحتاج الي دراسة متأنية ......لمعرفة أسباب فشلها وما نتحمله نحن من مسئولية وما يتحمله الطرف الإسرائيلي من مسئولية أكبر بعدم التزامه ببنود تلك الاتفاقية .... والتي كانت عبارة عن 3 مراحل .
المرة الثالثة والنهائية بمايو بالعام 99 الا أن دولة الكيان تنصلت من الاتفاقية ولم تلتزم ببنودها ...بل عملت على تخريبها من خلال أساليب عديدة ليس أخرها ضرب مقرات السلطة وتدميرها واستمرار التوغل داخل الأراضي المسيطر عليها .
(أ – ب ) بمحاولة إسرائيلية مكشوفة لاضعاف السلطة الوطنية ووضع حركة فتح بحكم مسئولياتها أمام جماهير شعبنا .... بموقف العاجز والمقصر عن اداء واجباته .
حيث كان المطلوب من حركة فتح أن تلتزم بكافة بنود الاتفافية .....بينما اسرائيل تتنصل ولا تلتزم بكافة بنودها .....مما جعل من الاتفاقية بحالة شكوك وعدم يقين ....كما وضع السلطة الوطنية برمتها امام حالة حرجة اجتهدت فيها الأراء وتباينت..... ما بين الغاء أوسلو ....وانهاء السلطة الوطنية واعادة الأمور الي نقطة الصفر .....وسحب الاعتراف المتبادل في ظل عدم التزام اسرائيل بكل ما يجب أن يترتب على الاتفاقية من مخارج سياسية يمكن أن توصل الي حلول نهائية لملفات الوضع النهائي .
حركة فتح واذ تحملت مسئولية قرار الكفاح المسلح..... في ظل أوضاع وطنية ودولية لا تسمح بمثل هذا الخيار ....كما تحملت مسئولية قرار التسوية من خلال قرارات المجلس الوطني والمركزي واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير .....وحتى قرارات المؤسسات الفتحاوية ....اللجنة المركزية والمجلس الثوري .....والتي لا زالت تتحمل أعباء هذه المسئولية في ظل تراجع وعدم مسئولية باقي القوي والفصائل..... والتي شكلت معارضة دائمة لكافة التوجهات السياسية والتي ساعدتها وعملت على دعمها وصحة مواقفها ممارسات العدو المحتل وسياسته التعسفية...... وحتى الانحياز الامريكي والذي وصل الي مرحلة العداء مما أفقد مشروع التسوية السياسية الكثير من اعمدته والاسس التي تقوم عليها وحتى قرارات الشرعية الدولية المساندة لها ...ومبادرة السلام العربية التي تؤكد على أهمية التسوية ومفهوم حل الدولتين .
حركة فتح حركة فلسطينية كبري لها جماهيرها الواسعة ....وهي بمقدمة القوي السياسية الفلسطينية بجماهيريتها الواسعة والمؤمنة بخياراتها وقراراتها وقياداتها..... والتي لا زالت مستمرة على نهجها ومسيرتها ...مؤمنة بأهدافها التي انطلقت من أجلها ...والتي سقط الالاف من الشهداء لأجلها .
حركة فتح .....وايقاد شعلة الثورة بالذكري 53 بمدينة غزة وبساحة الجندي المجهول انما تؤكد على أن غزة لا زالت مؤمنة بفتح وبحركة الثورة الفلسطينية ....كما لا زالت مؤمنة بالمشروع الوطني الفلسطيني التحرري ...كما لا زالت مؤمنة بالشرعية الوطنية الفلسطينية ومؤسساتها ....كما لا زالت فتح مؤمنة بالوحدة الوطنية وأهمية اتمام المصالحة .
عاشت الذكري ...عاشت الانطلاقة
وإنها لثورة حتى النصر
الكاتب : وفيق زنداح