نتنياهو .. ترامب ... يكتبون سيناريو النهاية !!!

بقلم: وفيق زنداح

اخر فصول الارهاب السياسي اليميني الاسرائيلي مشروع القرار الذي صدر عن مركز حزب الليكود الحاكم ... والذي تم الموافقه عليه بالاغلبية حول ضم الضفة الغربية وغور الاردن ... الي دولة الكيان ... ليلحق المشروع الليكودي بقرار الرئيس الامريكي ترامب حول ضم القدس ونقل السفارة الامريكية اليها .... وكأن الحلقة قد اكتملت في ظل حالة الرفض ... حتى حول تسريبات صفقة القرن ... التي لم يتم الاعلان عنها ... ولكن سرب البعض منها او الاغلب من مضمونها وحالة الرفض القاطع لكافة بنودها وكأن نتنياهو وترامب قد ردوا .... وكان ردهم سريعا ... فاذا لم يعجبكم قرار ترامب حول القدس ... ها هو قرار الليكود الذي يضم الضفة الغربية وغور الاردن... بكل ما فيها من مستوطنات ضمن دولة الكيان .

هذا اخر فصل من فصول السياسة الاسرائيلية الامريكية ... وما سوف يأتي بعدها ... وما كان قبلها ... والاهم ماذا سوف نقول ؟!

ماذا سوف نقول في ظل ما قاله نتنياهو بعديد المرات بأن ليس هناك دولة فلسطينية ... وان من غير المسموح اقامة دولة ما بين البحر والنهر وان القدس عاصمة موحدة لاسرائيل ... وانه لا عودة للاجئين .

تصريحات علنية كما كانت التصريحات منذ زمن ... والتي تحدثت بأنه لا يوجد شعب اسمه الشعب الفلسطيني ... كما انه لا يوجد شئ اسمه فلسطين .

تجاهل واضح ... وجهل تاريخي ... وربما تزييف للتاريخ ...بصورة علنية ... جهارا نهارا ... دون حساب... ومحاولة جادة لقلب حقائق ومرتكزات واسس قائمة... وحتى تجاهل لحالة الوجود والجذور باعماق الارض ... وفوق الارض ... وما يقطن فيها من ملايين البشر ... ليبقى السؤال من اين جاء هذا الشعب الذي اسمه شعب فلسطين ؟!

يبدو اننا قد وصلنا من رومانيا او روسيا او بولاندا او اثيوبيا او من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق او من امريكا او بريطانيا ... وصلنا الى هذه البلاد عبر الوكالة اليهودية ... وعشنا بالمستوطنات وتعلمنا من التوراة والتلمود ... ووقفنا امام حائط المبكى (البراق الفلسطيني) .... هل هذا يمكن اثباته اسرائيليا وامريكيا حول شعب تعداده 12 مليون فلسطيني ؟!!!! هل هذا يمكن اثباته امريكيا واسرائيليا ان الاقصى مسرى نبينا محمد ... واولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ليس لنا علاقة به ... وهل الاجداد والجذور التاريخية لاجداد اجدادنا واباء اباءنا والذين تواجدوا على هذه الارض ما قبل الكنعانيين ... ونحن بالاصل الكنعانيون الاوائل ... ونحن من واجهنا الماغول والتاتار والصليبين عبر حروب عديدة ... ومجمل غزوات التاريخ الحديث .

هذا التزييف التاريخي والذي يتشارك فيه ترامب ونتنياهو .. والذي وصل بممارساتهم وارهابهم الى الحد الذي يجعل من الضفة وغور الاردن جزءا من دولة الكيان ... التي هي بالاساس دولة فلسطين التاريخية من بحرها الى نهرها ومن شمالها رأس الناقورة الى جنوبها رفح على الحدود الفلسطينية المصرية .

بهذا الصادر عن مركز الليكود ... كما الصادر عن قرار ترامب حول القدس ... يكون هناك من كتب سينارو النهاية ... حول امكانية تسوية سياسية او حتى امكانية الحديث عن حل الدولتين فلم يتبقى أرض نتفاوض عليها ... ويبدو ان حكومة نتنياهو تريد الضفة الغربية بأكملها بسكانها ... أم بدون سكان ؟! وكأننا نعود الى مفهوم اسرائيلي بأنهم يريدون السلام مقابل السلام ... ولا يريدون مفهوم الارض مقابل السلام .

ما يجري حتى الان يؤكد التالي :-

أولا :- اسقاط مفهوم التسوية وحل الدولتين .

ثانيا :- أي تعامل سياسي مع القضية على اساس مفهوم الدولة الواحدة لفلسطين التاريخية ... والتي تعيش فيها اقلية يهودية بنسبتها التي كانت عليها في ثلاثينيات واربعينيات القرن الماضي أي منذ وعد بلفور الاسود بالعام 1917 .

ثالثا :- الدخول بحالة صراع ابدي ومستمر وقد يتحول الى صراع ديني يكتب على هذا الكيان النهاية الحتمية بفعل سياستهم وممارساتهم وغباءهم السياسي الاسرائيلي الامريكي .

رابعا :- الشعب الفلسطيني صاحب دولة فلسطين من رأس الناقورة حتى رفح ومن نهر الاردن حتى البحر المتوسط ولا وجود لشئ اسمه اسرائيل .

خامسا :- من ينتمون للديانة اليهودية كانوا يعيشون في فلسطين بنسبة ضئيلة لهم الحق بالعيش في ظل دولة فلسطين بكامل الحقوق التي يتم النص عليها حول الاقليات .

سادسا :- ان تفكر اسرائيل وامريكا بنظام الابرتهايد لجعل الملايين من الفلسطينين أقلية داخل ارضهم ودولتهم فهذا مخالف للواقع وتزييف للتاريخ وانتهاك للحقوق وللشرعيه الدولية وقراراتها .

ادارة ترامب كما ادارة نتنياهو... وهم يعيشون بعزلتهم الدولية .... وبتناقضاتهم السياسية ... وبأحلامهم وكوابيسهم ... انما يتخبطون والى درجة اصبحت تشكك بمدى سلامة عقولهم ... وقدرتهم على التخطيط السياسي ... وحتى قدرتهم على ايجاد الردود السياسية لما يمكن ان يطرح عليهم ... وحتى ردودهم القانونية والدبلوماسية أمام المؤسسات الدولية ومجمل القرارات الصادرة لصالح فلسطين وشعبها .

اذا كان قرار ترامب قد أحدث عاصفة مدوية على صعيد السياسة الدولية ... وداخل الجمعيه العامه للامم المتحده ومجلس الامن الدولي ... وعلى صعيد المنظمات والمؤسسات الاسلامية والعربية المؤتمر الاسلامي وجامعة الدول العربية وعلى مستوى الاتحاد الاوروبي ... والذين رفضوا بصورة قاطعه قرار الرئيس الامريكي ترامب حول القدس ... فما هو ردود فعلهم حول مشروع قرار حزب الليكود الحاكم في اسرائيل والذي يعطي لنفسه الحق بضم الضفة الغربية وغور الاردن الى دولة الكيان ... وليغلق الابواب كاملة أمام امكانية الحديث حول تسوية سياسية او مفهوم حل الدولتين ؟!!! .

على العرب والمسلمين والاوروبين وكافة دول العالم ومؤسساتها الدولية أن يكون لها ردود ومواقف لاجل فلسطين ... ولاجل قرارات ومواقف تم اتخاذها من قبلهم جميعا ازاء القضية الفلسطينية ... وحيث جاء الرد الليكودي الامريكي على ما سمعنا وشاهدنا .... فماذا سيكون ردهم ؟!

الاهم ... بل المهم والاستيراتيجي ... ماذا نحن فاعلون ؟! ونحن مع بداية العام الجديد وفي ظل اوضاعنا التي لم تتغير ... بل تزداد سوء وصعوبة وتشابك ... بل تزداد بتحدياتها ومصاعبها السياسية والاقتصادية والحياتية ... بل تزداد بمصاعبها الانقسامية في ظل تجاهلنا ... ومحاولة شطب حقوقنا ... وحتى محاولة تزييف تاريخنا ... وكأننا لم نكن هنا منذ بداية الحياة على هذه الارض ومنذ وضع الانسان اقدامه على ظهر البسيطه ... ماذا سنفعل ؟ وما ستكون ردودنا ؟ والى اين نريد التوجه ؟

الى الجامعه العربية ومراجعة مبادرة السلام العربية وخيار السلام والتسوية ... ام الى منظمة الدول الاسلامية ومراجعة قراراتها ... ام الى الاتحاد الاوروبي ليقول كلمته النهائية ... ام الى مجلس الامن حيث الفيتو الامريكي ... ام الى الجمعيه العامة للامم المتحده ليعاد تكرار قرارات سابقة حول حق تقرير المصيروحق اقامة دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقيه ؟!!! .

الى اين نتوجه بهذا العالم ؟!

قبل ان نتوجه الى العالم .. يجب ان نتوجه لانفسنا ... لحالنا ... لمؤسساتنا ... لشرعيتنا ... لقيادتنا ولفصائلنا ... ماذا انتم فاعلون ؟

بمنتصف الشهر الحالي سيعقد المجلس المركزي الفلسطيني وهو الحلقة الوسيطة بين المجلس الوطني واللجنة التنفيذية وحيث سيتم دعوة الجميع الى جلساته فما المطلوب ان يصدر عنه ؟!

اولا :- اعلان دولة فلسطين بعاصمتها القدس .. باعتبارها دولة محتلة ويجب الانسحاب منها .

ثانيا :- الغاء اتفاقية اوسلو وما ترتب عليها من التزامات .

ثالثا :- اعطاء المجتمع الدولي فرصة فرض الانسحاب الاسرائيلي خلال مدة زمنية محدده .. والا فان الرد الفلسطيني يكون باتجاه دولة فلسطين التاريخية وعلى اسرائيل ان تتحمل القنبلة الديموغرافيه والتي ستكتب فيها نهايتها الى الابد .

لا نريد من جلسة المجلس المركزي تكرار لمواقف وقرارات سابقة .. ولكن على حكومة نتنياهو وائتلافه اليميني المتطرف ... وعلى ادارة الرئيس الامريكي ترامب ان يسمعوا من القرارات والمواقف التي لا جدال حولها ... ولا مساومة عليها ... ولا تعديل وتغيير عليها ..... قرارات ومواقف يتم اتخاذها بحكمة وشجاعه ... لا نريد قرارات في اطار ردود الفعل غير المحسوبة ... ولكن نريدها قرارات محسوبة بدقة وبحسابات سياسية غير مرتبطة بأي اتفاقيات معقودة وبأي مصالح حزبية ... نريد ان تكوت القرارات وطنية خالصة تستمد مضامينها من واقعنا ومن متطلبات شعبنا وحقوقه لا نريد ارضاء عواصم هنا وهناك ... بل نريد ارضاء انفسا وتلبية مطالبنا وتحديد توجهاتنا ... والتي سنتحمل تبعاتها بكل قوة وشجاعه وايمان ... فهل نستطيع ؟!

بقلم/ وفيق زنداح