مؤشرات خطيرة في اليوم الأول من العام 2018

بقلم: عبد الناصر فروانة

انتهى العام 2017 ومضى، ولم تنته معاناة الأسرى وذويهم، فهي باقية ومستمرة ولن تنتهي لطالما بقىّ الاحتلال يعتدي على حرية الآلاف من الفلسطينيين. فإنهاء المعاناة مرتبط بشكل وثيق بانتهاء الاحتلال. اذ لا حياة مع الاحتلال، ولا حرية في ظل استمرار وجود الاحتلال.

وحينما تبدأ الساعات الأولى من العام الجديد باعتقال الاحتلال لـ (34) فلسطينيا، من بينهم نائب في المجلس التشريعي، وحينما يشهد اليوم الأول منه تقديم لائحة اتهام بحق الطفلة "عهد التميمي". فهذه مؤشرات خطيرة لما يمكن أن تحمله الأيام القادمة من العام 2018.

وعودة للوراء عاماً كاملاً، حيث بدأ العام المنصرم باعتقال الاحتلال لطفل فلسطيني. وكنا قد حذرنا في حينها مما يمكن أن يترتب على ذلك. وبالأمس ونحن نطوي صفحة العام 2017، رصدنا تصعيداً خطيراً بحق الأطفال الفلسطينيين، ووثقنا اعتقال (1467) طفلاً، وأن أكثر من نصفهم كانوا من القدس. وهذا رقم كبير ويفوق عما رصد في العام الذي سبقه. فضلا عن التصعيد اللافت لما اقترف بحق هؤلاء الاطفال من جرائم وما مُورس ضدهم من انتهاكات واجراءات لا قانونية.

وبينما كان العالم سعيدا يحتفي بقدوم العام الجديد (2018) وفي الساعات الأولى من ايامه، كانت قوات الاحتلال تداهم وتقتحم بيوت الفلسطينيين وتعبث بمحتوياتها وتبث الرعب والخوف بين أوساط المدنيين، واعتقلت نحو (34) مواطنا فلسطينيا، من بينهم نائب في المجلس التشريعي، وقيدت اياديهم بالسلاسل وعصبت أعينهم وقادتهم الى جهة مجهولة. وحينما يبدأ العام الجديد باعتقالات واسعة وتطال نائب في المجلس التشريعي فهذا مؤشر خطير، يدلل على أن الخط البياني للاعتقالات سيستمر بالصعود ولربما يتصاعد استهداف النواب المنتخبين(أعضاء البرلمان الفلسطيني). في وقت ما زالت ترى فيه سلطات الاحتلال أن الاعتقالات وسيلة لقمع الفلسطينيين وقهرهم وكبح ارادتهم ووأد انتفاضتهم والقضاء على مقاومتهم.

وحينما يشهد اليوم الأول من العام 2018 تقديم لائحة اتهام بحق الطفلة "عهد التميمي" فهذا يعني أن سلطات الاحتلال ماضية في قمعها للأطفال واننا مقبلون على عام أكثر قسوة بحق الطفولة الفلسطينية. وعلينا جميعاً ان نأخذ ذلك على محمل من الجد. فالأطفال يتعرضون لهجمة شرسة ومتصاعدة في إطار سياسة ممنهجة، حيث يخشى الاحتلال مستقبلهم، ويرى فيهم مشاريع مقاومة وقنابل مؤجلة الانفجار لحين البلوغ، لذا يسعى لقمعهم وبث الرعب في نفوسهم وهم في الصغر، بهدف التأثير على توجهاتهم المستقبلية بصورة سلبية وايعادهم عن ساحة الاشتباك وتحييدهم عن مقاومة الاحتلال مستقبلا .لكنه لا يعلم، أو أنه لا يريد ان يعلم، ان مثل هكذا ممارسات تُزيد من حقدهم عليه وتدفعهم الى مقاومته مبكرا. هذا ما حصل معي وهذا ما حصل مع غيري، وهذا ما يحصل مع أطفال فلسطين.

و"عهد التميمي" هي عنوان للطفولة الفلسطينية المستهدفة من قبل الاحتلال، وهي تنوب بصرختها عن أطفال فلسطين في وجه احتلال ظالم انتهك حقوقهم وسلب حريتهم وصادر طفولتهم البريئة. وأن الاعتقالات لا يمكن أن توقف مسيرة شعب مُحتل يدافع عن كرامته ومقدساته ويناضل من أجل انتزاع حريته واسترداد حقوقه وتحقيق أهدافه المشروعة في اقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

بقلم/ عبد الناصر فروانة

رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى

1-1-2018