أبنائي وبناتي أطفال فلسطين الرائعين الصامدين المتميزين، يا من بهرتم العالم، بتميزكم الدائم في قهر المستحيل، كما قهرتم المحتلين، وأنجزتم دائماً ما يعجز عنه بقية الأطفال المرفهين، وحققتم أفضل النتائج دائماً ورفعتم إسم فلسطين عالياً، وأنتم تواصلون مسيرة حياتكم، وتتحدون عدوكم، وتصنعون مستقبلكم، رغم سياسات القهر ورغم الموت الذي يتربصُ بكم على فوهاتِ بنادقِ المحتلين الصهاينة المجرمين والعنصريين، في الطرقات وعلى الحواجز التي تنتشرُ في أرجاء فلسطين، وعلى أيدي قطعان مستوطنيهم المنتشرين في أرجاء الأرض الفلسطينية يبثون سمومهم وحقدهم وشرورهم، وأنتم يا أطفال فلسطين تتحدون كل أشكال الخوف والرعب وتتحدون كافة الظروف المادية الصعبة الناتجة عن هذه السياسات والممارسات اللأخلاقية واللإنسانية، وتتعرضون لها صباح مساء، لكنها لن تفت في عضدكم وصمودكم، يرى العالم هذه الظروف وهذه التهديدات ولا زال يغمضُ عينيه، ولم يحرك ساكناً لنصرتكم، قدركم الصمود والتحدي والإنجاز، والتغلب على كل العقبات والصعاب التي تعترض حياتكم وتعرضها للخطر الدائم، يرى العالم جدار الفصل العنصري الذي أقامه المحتل يتلوى كالأفعى داخل أرضنا المحتلة، يعزل ما بين الحي والآخر وما بين المدينة والأخرى، وأنتم تتحدون هذا الجدار ومعه كافة الظروف غير الطبيعية وغير الإنسانية التي أوجدها هذا المحتل المجرم الفاشي والعنصري، وتواصلون مسيرتكم الحياتية التعليمية والتربوية والكفاحية، وتنهلون العلم والأخلاق، وتشربون حليب الوطنية والصمود والنضال والكفاح والفداء من آباءكم وأمهاتكم، وتحققون الإنجازات العلمية والأخلاقية والكفاحية، لتكونوا جيل المستقبل القوي المسلح بالعلم والإيمان والعدالة والحرية، أنتم الجيل القادم، جيلُ النصر، جيل قهر الإحتلال، جيل بناء المستقبل، جيل تحرير الوطن الذي ليس لكم عنه أي وطن بديل، هذا هو وطنكم، هو وطن آباءكم وأجدادكم منذ آلاف السنين، والذي كان وما زال محط أطماع الغزاة والمستبدين عبر التاريخ، لكنهم جميعهم فشلوا وزالوا وبقي وطنكم، فكما كان مُلكاً للآباء والأجداد الأولين منذ آلاف السنين، فهو مُلكٌ لكم اليوم وغداً ولأبناءكم وأحفادكم في المستقبل القريب والبعيد وإلى أن يرثَ الله الأرض ومن عليها.
هنيئاً لكم وأنتم تواصلون مسيرة التحدي والصمود والرباط والنضال، والتعليم والتميز حتى يهزم هذا المحتل ويندثر كيانه الغاصب الذي يجثم على تراب وطنكم الطاهر، وتستعيدوا حريتكم المسلوبة، فشعبكم جيل بعد جيل هذا هو قدره، أن يكون عصامياً صامداً مكافحاً، واليوم أنتم يا أطفال فلسطين تبهرون العالم، كما أبهرته الأجيال السابقة في الصمود والتميز والكفاح، نعم قدرُ شعبنا أن يكون جيل مكافح يمضي، وجيل مكافح يأتي، وراية الكفاح والصمود والتحدي والإيمان بالعدالة بيده عالية شامخة بعز، تتجذر وتنتقل من جيل إلى جيل، لذا لن يهنأ المحتل في وطنكم، فهو مغتصب وعابر سبيل، سيأتي يوم هزيمته ورحيله، وسيأتي يوم النصر ويومها تفرحون ويفرح المؤمنون بما مَنَّ الله عليهم من نصر، وما أحل من هزيمة وخزي بالأعداء والمحتلين، ويعود الوطن حراً عزيزاً سيداً.
حفظكم الله يا أطفال فلسطين الأشاوس، يا سادة المستقبل ويا جيل النصر والتحرير.
بقلم/ د. عبد الرحيم جاموس