المجلس المركزي والقرارات ... اياكم والمصيدة !!!

بقلم: وفيق زنداح

الجميع بزاوية اتخاذ قرارات حاسمة .. قرارات غير معهودة ولم تكن مألوفة ... وعلى الاقل بالاونة الاخيرة ... قرارات تجاوزنا الكثير منها منذ المجالس الوطنية والمركزية الماضية ... قرارات لم نتخذها منذ اتفاقيه اوسلو بالعام 93 منذ تأسيس اول سلطة فلسطينية .

قادم القرارات ... لا يحتاج الي عشوائية وردات فعل عاطفية او محاولة لارضاء بعض الاصوات المتشددة والصوتية ... او حتى بعض الشارع السياسي الاقليمي والصوتي ايضا ... دون فعل ملموس .

قرارات يجب ان تحسب بميزان الوطن ومصالحه وحساباته واحتياجاته ... قرارات متوازنة برغم كافة المصاعب وتعقيدات المشهد .

بامكاننا ان نقلب الطاولة على رأس الجميع ... وان نتخذ من القرارات التي تعود بنا الى نقطة الصفر ... والي حيث الصراع المحتدم والمفتوح ... مع عدو مجرم ومحتل ويمارس الارهاب والابتزاز بصورة دائمة ... ولا زال على جرائمه واستيطانه ونهبه لارضنا ... ولتكن النتائج مفتوحة على كافة الاحتمالات .

اتحدث بصراحة ... وبعقل مفتوح ... وبذاكرة جيده ... لا يتداخلها فيروسات مخادعة وضاره ... او جراثيم قاتلة او سموم يمكن ان تمزق الامعاء ... لكنها محاولة جادة لامعان الفكر ... والتريث ... والتفكير العميق ... والدراسة الشاملة لكافة الامور وتفاصيلها وسيناريوهاتها المتوقعه .

قد يقول قائل اذا ما كان بالمقدمه كما نقرأ ... فأي القرارات ... ستكون هابطة ... وغير ملبية للمطلوب ... فالمطلوب كبير ... في ظل سياسة اسرائيلية ارهابية .... تتنكر لحقوقنا وسياسة عداء امريكي يدير الظهر لمطالبنا وحقوقنا الشرعيه ... في ظل حالة عربية ليست بأحسن احوالها ... كما الحالة الاسلامية ... كما الحالة الدولية ... كما المؤسسات الدولية ... اذا ماذا علينا ان نفعل ؟!!!!

اسهل القرارات وكتابتها من خلال البيان الصادر ... الغاء اتفاقيه اوسلو ... وسحب الاعتراف المتبادل ... وانهاء السلطة الوطنية ... وقلب الطاولة بكل ما فيها وعليها وبداخلها ... وفتح المجال لصراع مرير ومتجدد وبصورة اقوى ... وحتى النهاية ... والغلبة لمن يبقى .

وهناك من يمكنه القول ... ان اسرائيل لم تلتزم باتفاقيه اوسلو ولا حتى بالاعتراف المتبادل ... حتى لم تساعد السلطة الوطنية على انجاز مهامها الوطنية امام شعبها ... حتى وفق ما نصت عليه الاتفاقيات الموقعه ... وعملت على نهب الارض واقامة المستوطنات بكل مكان ... كما اقامة الطرق والجدار العنصري ... والمدن الاستيطانية ... بل عملت بكل عنجهية وعنصرية على اصدار قرار اخير بالكنيست الاسرائيلي بعدم امكانية تقسيم القدس ... كما اصدرت قرارا داخل مركز الليكود على ضم الضفة الغربية وغور الاردن لدولة اسرائيل ... بل ساعدت عبر نفوذها الصهيوني على اصدار قرار امريكي من قبل الرئيس ترامب بنقل السفارة الامريكية للقدس والاعتراف بها كعاصمة لدولة اسرائيل .

أي ان اسرائيل المحتلة ... وامريكا المعادية ...والتي كانت تحاول ان تثبت انها راعية للتسوية ... والتي اكدت انها تدير الصراع ... ولا تعمل على حل الصراع ... والتي كانت شاهدة ومتواجده عند توقيع اتفاقيه اعلان المبادئ بالبيت الابيض خرجت ايضا عن النصوص والمبادئ والاتفاقيات .

وما دام الطرف الاسرائيلي الامريكي غير ملتزم ... فلماذا نحن نلتزم ؟!!!

هل نبقي الامور مفتوحة ... وعلى كافة الاحتمالات والقرارات التي يمكن ان تصدر... في ظل معطيات قائمة ووقائع ملموسة والتي تثير الغضب ... وتقلب الموازين ... وتجعلنا بموقف الحيرة والتردد والعمل على تهدئة الامور واعادتها الى اوضاعها ... والى حيث المفاوضات ... ودون شروط وفي ظل سقف زمني ... ام عكس ذلك ؟!!!

هناك سيناريوهات عديدة ... منها الرافض لكل شئ ... ومنها المطالب بتعديل القائم ... وفق حسابات وتجربة سابقه ... وهناك منا من يرفض التنسيق الامني وكل ما له علاقة بالاحتلال وهناك من يطالب بالغاء اتفاقيه باريس الاقتصاديه .

كما هناك من الاراء المتوازنة التي يمكن ان تتحدث عن بقاء السلطة الوطنية باعتبارها مكتسب وطني ... واعلان دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقيه بحدود الاراضي المحتلة بالعام 67 وباعتبارها دولة محتلة ... وعلى اسرائيل الانسحاب منها كقوة احتلال .... وبالتالي معالجة مباشرة للقرار الامريكي حول القدس كما معالجة سياسية قانونية لعدم شرعيه الاستيطان ... وعدم شرعية نهب الارض وضمها ... وحتى عدم شرعية وقانونية ابقاء القدس موحدة .

وهناك سيناريو الغاء كل شئ ... وبداية صراع مفتوح وربما دولة وحكومة بالمنفى ... ومقر جديد لمنظمة التحرير داخل أي عاصمة من العواصم العربية ... وليكن الاحتلال بمواجهة شعب محتل ... وليتحمل الاحتلال مسؤوليات احتلاله ... ومقاومة شعب محتل ... وحتى يرى العالم بأسره ... ماذا يمكن لاسرائيل ان تفعل؟!!! .

بصراحة انا لا اعرف ايهما افضل ... والاكثر قبولا وامكانية للتحقق .

لا اعرف ولا استطيع ان احسم واجزم عما هو صائب بالمطلق ... وما هو خطأ بالمطلق .

لكن كل ما اعرفه ... وباختصار شديد ... ان هدم ما تم بناءه ليس من العقل والمنطق والحكمة ... وان ما تم اكتسابه عبر السياسة والدبلوماسية لا يجب التنازل عنه .

والاهم اننا في ظل واقع دولي يقف معنا ... ويدعم توجهاتنا ... ويزيد من عزلة المحتل الاسرائيلي وحتى الامريكي .

فكيف يمكن ان نحافظ على مكتسباتنا السياسية والدبلوماسية في ظل اجراءات اسرائيلية امريكية تتناقض مع توجهاتنا السياسية والدبلوماسية ؟!!!

بصراحة لا اعرف مقدار ومساحة تحركنا القادم ... كما لا اعرف مدى قدرتنا على اتخاذ القرارات الملائمة لواقعنا ... كما لا اعرف حقيقة وابعاد القرارات التي يمكن ان تكون مقبولة من اشقاءنا العرب ... حتى انني لا اعرف بصراحة ما يمكن ان يصدر من قرارات نجمع عليها فلسطينيا .

المسألة ليست سهلة ... بل معقدة ومتشابكة وفيها من المحاذير والمنزلقات ... التي يجب ان نتجاوزها... ونأخذها بحساباتنا وان لا نسمع كثيرا ... او قليلا ... لمن يحملون الشعارات الكبيرة ... والتي يمكن ان تدخلنا بحالة غرق بأكثر مما نحن فيه ... كما ليس مطلوبا ان نسمع ممن يهادن وكأن لا شئ يحدث ... المسألة جد خطيرة ... وفيها من المصاعب الكثير وتحتاج الى الحكمة والتعقل ... بأكثر من علو الصوت ... وتحتاج الى الحكماء بأكثر من المتزمتين والمتعصبين .

لا نريد تكرار تجربة ماضية ... حول تاريخ طويل وحافل بسياسة رفض كل شئ .. كما لا نريد ان نعيد تكرار تجربة ان نقبل بكل شئ .

لا نريد ان تؤخذ قرارات طائشة قد تصيبنا .... بأكثر مما تصيب المحتل لارضنا .

اذا كان ليس هناك من مجال ... او خيار في ظل مشهد سياسي اسرائيلي داخلي ... وفي ظل مشهد امريكي يظهر العداء لنا ويحاول ابتزازنا .... وفي ظل مشهد عربي لا يحتمل هزة هنا او هناك ... وفي ظل مشهد دولي له اولوياته وازماته ... كما لا ننسى مشهد الارهاب التكفيري والذ يتحرك بالعديد من الساحات ويشكل اخطار حقيقية .

فنحن امام قضية ... وشعب تحت الاحتلال ... وامام مسيرة نضال طويل ومستمر.... قدمنا الكثير من التضحيات ولا زلنا نقدم ونمد ايدينا للسلام العادل ... لكن بالمقابل يريدون قطع ايدينا ... وقطع ارجلنا .. واطلاق الرصاص على رؤوسنا ... وحتى نهب مقدساتنا كما نهب ارضنا... يريدون شطب قضيتنا ... وتزييف تاريخنا ... يريدون ان يتلاعبوا بنا حتى نصاب بالاحباط واليأس ... والرحيل بارادتنا ... فماذا علينا ان نفعل ؟!!!!

حكومة نتنياهو وادارة الرئيس ترامب انتم اقوى منا ... وتمتلكون من القوة والقدرة ما يمكن ان ينهي وجودنا والى الابد ... لكن اذا نسيتم او تناسيتم .... ان هنا على هذه الارض أصحاب حقوق تاريخية اصحاب جذور بجذور التاريخ ... وبداية الحياة على الارض ... فان شطبهم ربما يكون مؤقت ... وقتلهم ربما يكون لبعض الاجيال ... لكن الاجهاز عليهم وعدم عودتهم او عدم بقاءهم على ارضهم ... مسألة مشكوك فيها ... والى درجة انها محسومة لنا ... وليست محسومة لكم ... وعليكم بأن تراجعوا انفسكم ... وان لا تعيشوا على دماءنا وحقوقنا ... والا فأن هزيمتكم قادمة .

بقلم/ وفيق زنداح