سيضكشن

بقلم: طلال الشريف

وهنا لا نتحدث عن أغنية سيضكشن للمغني الأميريكي " إمينيم" بل نتحدث عن نوع جديد من السيضكشن للرئيس الأميريكي ترامب وعلى ما يبدو لا فرق كبير بين المضمونين في المعنى والترجمة إلا في الأدوات فكلمة سيضكشن تعني عند إمينيم الإغراء والإغواء وتعني عند ترامب الإستدراج والتضليل والتغرير بالضبط كما في القاموس .......seduction. مشكلتنا هنا ليست مع الجنس وإمينيم بل مع إستغلال السلطة وغطرسة القوة لترامب وإستدراج العرب للفراغ والتحايل لفرض الأمر الواقع وهذا النهج الأميريكي الصفقتاوي الجديد مقابل فقط الضعف وميوعة العرب والفلسطينيين الذي يمنح الإغراء التجاري لشخص مثل ترامب ليلعب بالتاريخ لعبة التهديد بالقوة المفرطة المتغطرسة للدولة القوية جدا لصالح إسرائيل ويقبل بها وبلهفة مجموع حمقى السلطة في إسرائيل ويعودوا بالصراع إلى نقطة الصفر أو البدايات الأولى مضيعين قرابة قرن من الزمن حصلوا فيه على ما لم يحلموا به من دولة وحدود وعلاقات عربية ما قبل سيضكشن أو غواية ترامب المخبول ولكنه الطمع مقابل الضعف الآني للحكام والقادة ويذكرنا هذا بحمق الفلسطينيين حين رفضوا قرار التقسيم حيث يرفض الآن الأسرائيليون الدولة الفلسطينية على حدود السبعة وستين ويغريهم جنون ترامب وتفوقهم الجزئي على الفلسطينيين والعرب فيقفزون في الهواء بلا عقل ويفتحون الصراع على مصراعيه ويتناسون أن غطرسة القوة تزين لهم الواقع رغم أن التاريخ يتحدث وبقوة عن أن الثابت الوحيد هو المتغير أي أن الواقع مهما كانت قوتهم ليس ثابتا بل هو أول المتغيرات وهذا ليس جنوحا نحو الفلسفة بل هو عين العلم والحقيقة لأن الفلسطينيين كانوا فعلا على قناعة أو وصلوا لقناعة بحل الدولتين قبل قرار ترامب وما يتصرف به ترامب وحكام إسرائيل الآن معناه بأن الشعب الفلسطيني غير موجود أو أنه إنقرض وهذا ليس صحيحا ولهذا هم لم يعملوا لصالح دولتهم وإستقرارها على المدى البعيد وتصرفوا جميعا كما تصرف الأقوياء المتغطرسين تاريخيا ولم يتصرفوا كما تصرف الحكماء من الأقوياء بأن الشعوب الأخرى مهما كانت ضعيفة في حقبة ما فلن تتخلى عن حقها وحلمها في الحرية والإستقلال وليأخذوا عبرة لحال الشعب اليهودي الذي يقولون إنه عاد لأرضه ودولته رغم ضعف الرواية فما بالك بشعب هو الشعب الفلسطيني الذي يطرد من أرضه وتصادر حقوقه ويديرون له الظهر رغم قوة روايته وأبسطها أن هذه الرقعة الجغرافية هي أرض العرب لغة وتضاريس ومناخ وعرق ودم ودين فكيف لهم أن تصح روايتهم كغرباء بين العرب في هذا المكان.

أقول لترامب ونتنياهو أنتم تضعون المسمار الأول في نعش إسرائيل ومستقبلها ورب نافعة لكم الآن ضارة بكم في المستقبل ويا تاريخ المنطقة سجل أن الإسرائيليين أخطأوا أو إرتكبوا خطيئة بعد أن قبل بهم الفلسطينيون والعرب كجيران وأغواهم ترامب.

بقلم/ د. طلال الشريف