بداية مصر بثقلها السياسي ... ومكانتها القومية ... وموقعها الجغرافي ... ومقومات قوتها و قدراتها العسكرية والشعبيه ... ومنذ تاريخها ومسيرة حضارتها ... ومكانتها التي تحظى باحترام الجميع ... من خلال سياستها المتوازنة والتي تستند الي أسس قانونية للعلاقات السياسية والدبلوماسية العربية والدولية ... والتي تعتبر من الدول التي لا تعمل على توتير العلاقات مع الاخرين ... ولا تساهم بحالة العداء ... ولا تطمع بأحد ... ولا تقبل لأحد بالاعتداء عليها ... ولا تثير المشاكل ... ولا تسعى لاغضاب أحد ... بل تتحمل على نفسها .. وتعمل كل جهدها لاجل ارضاء الاخرين ... وتوازن العلاقات وانصافها ...بما يحقق مصالح الجميع ... رغم ما يمكن ان يعترضها من محاولات هنا وهناك الا انها ... ولأنها مصر الكبيرة بعظمة شعبها ومكانتها ... وبقدرتها ومقومات قوتها ... لا تلتفت الي صغائر الامور .. ولا تعمل على ملاحقة الصغار... الذين يحاولون التلاعب من حولها ... ووضع أقدامهم ... وامتلاك قواعد .. وكأنهم بما يفعلون يتوهمون أنهم قد حققوا مكاسب استيراتيجية تحقق لهم تقدما يجعلهم أكثر قوة وحضورا ... وهذا على العكس تماما .
مصر عبر تاريخها داخل المنطقة لم تعادي أحد .. بل ساعدت الجميع ... وساندت معظم الدول ... بل وعملت على دعم الكثير من الدول العربية الشقيقه ... والأكثر من ذلك تحملت عبر تاريخها الكثير من الانتقادات والتي تم تجاوزها ... تحت مبررات السياسة والمواقف والمصالح ... ومن أهم تلك المحطات اتفاقية كامب ديفيد ... والتي حاول فيها العرب أن يأخذوا موقفا مناهضا وان يخرجوا الجامعه العربية من مقرها بالقاهرة الي تونس ... لكنهم وبعد فترة وجيزة عادوا الي مصر بمجموعهم ... لان مصر وبحكم مسؤولياتها ومكانتها وايمانها بقوميتها ... لا تعمل على رد أحد كما لا تقف بوجه أحد .
مصر وقد مرت بمرحلة ثورة يوليو 52 وحتى رحيل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر بالعام 70 وما سبق هذا التاريخ منن نكسة الخامس من حزيران 67 ... وما حدث بعد النكسة من قمة الخرطوم قمة الثلاث لاءات لا اعتراف ... ولا صلح ... ولا مفاوضات ... هذا كان الموقف العربي ما بعد نكسة حزيران بقمة الخرطوم بالسودان واستمرت المواقف الى ان تم طرح مبادرة روجرز في ظل حرب الاستنزاف والتي استمرت ما بعد نكسة حزيران وحتى حرب اكتوبر 73 عندما تم الاجتياح والنصر وهزيمة الجيش الاسرائيلي .
عندها حدث التحول السياسي الاستيراتيجي ... في ظل التحول العسكري الاستيراتيجي ... وما تحقق من انتصارات عسكرية تعتبر الاولى بتاريخ الصراع العربي الاسرائيلي ... وأخذت الامور منحى العمل السياسي حتى اتفاقية كامب ديفيد بعهد الرئيس الراحل أنور السادات ... وبعدها تحررت كامل الارض المصرية بسيناء وحتى طابا بعهد الرئيس السابق محمد حسني مبارك .
مراحل تاريخية وصلت الى مرحلة أحداث 25 يناير وما كان مخططا له من الفوضى الخلاقة والشرق الاوسط الكبير ومشروع تقسيم مصر الى دويلات ... والى مشروع حكم الاخوان في اطار مشروع أخونة المنطقة ... والتي سقطت بفعل ارادة الشعب المصري بثورة الثلاثين من يونيو ... وما جرى بعد ذلك من انتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسي في انتخابات ديمقراطية شهد لها العالم بأسره .
من هنا بدأ التحرك ... والاصح استمرار التحرك ... والمخطط الذي يستهدف مصر وأمنها القومي ... كما يستهدف مصر ومكانتها الاقليمية والسياسية ... ومن قاد هذا التحرك ايران ولاسبابها واطماعها المعروفة ... وتركيا ولاسبابها واطماعها المعروفة ... ولم تكن قطر قد ظهرت ... ولم يكن التنظيم الدولي للاخوان قد أظهر نفسه في اطار هذا التحالف ... كما لم يكن السودان بعهد الرئيس عمر البشير قد أظهر نفسه في اطار تحالف بدأ يتبلور ... ويظهر بصورة علنية الى درجة امتلاك تركيا لجزيرة سواكن والعلاقة مع ايران
والحضور الاخواني وحتى اقتراب الحكم السوداني من الاخوان في ظل دعم قطري ... وحتى مواقف السودان من اثيوبيا ... وسد النهضة .
هذا الحلف الهزيل ... المفكك .. المتضارب بمصالحه .... والذي يجتمع على مصلحة الاضرار بمصر ... لن يكتب له النجاح وسيكون مصيره الفشل ... ومعهم جميعا المجموعات الارهابية المنتشرة بشرق وغرب البلاد والمدعومة والمخطط لها والتي تحركها قوى لا تخرج عن هذا التحالف .. بل تمولها ذات القوى لاجل استهداف مصر واستقرارها وأمنها ... ووقف عجلة نموها الاقتصادي ومعالجة أزماتها الاقتصادية ... في ظل تقدم اقتصادي وتنموي ومشاريع كبرى واستيراتيجية تشكل بمجملها عامل قوة ودفع تنموي للاقتصاد المصري ... ومعالجة حقيقية واصلاحية لهذا الاقتصاد ... والذي بدأت تتبلور معالمه الايجابية من خلال تقليل نسبة العجز بالموازنة العامه ... كما زيادة نسبة الاحتياطي المقدي والعديد من العوامل المؤشرات الاقتصادية التي تؤكد على نجاح السياسات الاقتصادية للدولة المصرية ... كما النجاحات الاخرى وبالعديد من المجالات العسكرية والاستثمارية وعلى مستى الطاقة والكهرباء وغيرها من عوامل الفعل والجهد المصري المبذول من خلال الرقي والمتابعه لفئات الشباب .. وما يتم استحداثه من خطط وسياسات ... وتنظيم فعلي لمجمل الادارات والهيئات والمؤسسات .
حاول اهل الشر والارهاب وحلفائهم ان يلعبوا لعبة الطائفية ... فلم ينجحوا ... وبالتأكيد قد اغاظهم مشهد الامس القريب ... عندما وصل الرئيس عبد الفتاح السيسي الى كنسية ميلاد المسيح بالعاصمة الادارية بكل روح المسؤولية القيادية والوطنية والانسانية التي يتميز بها الرئيس السيسي والتي على اساسها يشارك الجميع من أبناء مصر باحتفالاتهم الدينية والوطنية ... وكما قال الرئيس السيسي ان الشعب المصري واحد وانه يسعى لاسعاد كل الشعب المصري ... وان الشر والخراب والتدمير لن ينال من مصر وشعبها بوحدة المصريين وارادتهم ... وما تم مشاهدته والاستماع اليه من استقبال الاخوة الاقباط لرئيسهم وقائد وطنهم وهم يهتفون تحيا مصر .
مشاركة الرئيس السيسي باحتفالات عيد الميلاد كانت رسالة مصرية ... جدد فيها الرئيس أن لعبة الطائفية لا يمكن ان تنجح في مصر ... وان دعم مجموعات الارهاب لمهاجمة الكنائس ومحاولة المساس يالمصريين الاقباط لن تهز من وحدة المصريين ... ولن تنال من عزيمتهم ... بل تزيدهم قوة واصرار... صلابة وايمان عزيمة لا تلين ... على مواجهة قوى الشر والارهاب .
لقد اسقط المصريون مشروع الطائفيه داخل مصر... كما اسقطوا مشروع الاهاب باستهداف القوات المسلحة واجهزة الشرطة بعد ان تم كشف وجهوهم ونواياهم الحقيقية ... انهم يستهدفون كافة المصريين أقباط ومسلمين بكنائسهم ومساجدهم .
التحالف الشيطاني التركي القطري الاخواني ومن يقف معهم ويساندهم ويسعى لتحقيق أهدافهم ... لاجل اضعاف مصر وزعزعة استقرارها وامنها... سيفشلون ... ولا زالوا على فشلهم الحتمي ... بفعل ارادة مصر والمصريين وقيادتهم واجهزتهم وقواتهم المسلحة التي تقف سدا منيعا أمام مثل هذه التحالفات الشيطانية والشريرة .
تركيا التي انتظرت ان تكون ضمن الاتحاد الاوروبي ولم تنجح بتحقيق ذلك ... تريد ان تعيد مجدا مريضا وقديما ... من خلال وجود قاعدة لها بجزيرة سواكن التي أجرها وتنازل عنها عمر البشير الرئيس السوداني ... وايران التي تريد ان تعيد مجدها الفارسي بتهديدها للخليج واحتلالها لجزر الامارات الثلاثة وتواجدها في اليمن لمساعدة الحوثيين ... والذين بدأوا بالانهيار وتسليم أنفسهم .... وقطر المنبوذة بمنطقة الخليج والمحاصرة من قبل دول التعاون الخليجي بسبب دعمها للارهاب ... لا تعرف كيف تخلص نفسها من مأزقها ... والتنظيم الدولي للاخوان الذي تبعثر وتفتت ... ولم يعد له مكانا وعنوانا ... والذي يأخذ بالتراجع والاندثار ... أي ان هذا التحالف الشيطاني والشرير ... لن تقوم له قائمة ... ولن يستطيع النيل من مصر ومكانتها وأمنها واستقرارها وسيكون مصيره الفشل الذريع ... بحتمية التاريخ ... وبمعطيات الواقع .
الكاتب :/ وفيق زنداح