اعتذر للقراء الاعزاء ... لانني لم اقرأ كافة التصريحات التي ادلى بها الاستاذ موسى ابو مرزوق عضو المكتب السياسي لحركة حماس ... لاني لو قرأتها لكان الرد بالنسبة لي مختلف ومغاير عما كتبت
لكنني بعد قراءة كامل التصريح ... وقراءة ما كتبت بمقالة سابقه أجد ضرورة استكمال المقال السابق المعنون
عاجل ... لا مصالحة العام الجاري ... ولكن !!!!!
حتى تكون الصورة شاملة ومعبرة عما يجب التأكيد عليه ... وتوضيحه ... ليس لشئ ... او محاولة لخلق حالة سجال اعلامي ... بقدر الحرص على الحقيقة ... وعلى الاقل من وجهة نظري الشخصية التي احرص عليها ... وحقي الكامل بممارسة حريتي وأمانتي المهنية التي تلزمني ... وتحدد مساري في اطار الحقيقة واهمية الرأي العام الذي نعمل من أجله ... ونبذل الجهد الاعلامي لاجل تصويبه وتعزيز قوته ... في ظل تحديات ومصاعب ومعاناة يومية يعيشها المواطن ... والتي تتطلب درجة عالية من الاحساس والمشاعر لتحسس آلامه وأماله .
بكل الاحوال فلقد قرأت مجمل التصريح وأود توضيح التالي :-
اولا :- والكلام للاستاذ موسى ابو مرزوق .. أن السلاح الذي تمتلكه السلطة الوطنية اساسا مقدم من الاحتلال الاسرائيلي ... وعلى السلطة الوطنية ان تمتلك سلاحها بنفسها قبل ان تتحدث عن تسليم سلاح المقاومة .
ما سبق كلام الاستاذ ابو مرزوق وهو كلام كبير ... لكن كل ما استطيع قوله ان مثل هذه القضايا وان كانت ليست سرية في ظل اتفاقيه اوسلو .... لكنها لا تطرح عبر الاعلام والتي يشتم منها الاساءة ... ومحاولة التشويه ومحاولة وضع السلطة الوطنية بخانة ليست فيها اصلا ... وواقعا لا ينطبق عليها بالاساس ... لان السلاح الذي يتحدث عنه السيد ابو مرزوق كان سلاحا مقاوما للاحتلال في غزة وجنين ونابلس وبيت لحم ورام الله ... ولا يلزم الحديث بأكثر من ذلك .
ثانيا:- حركة فتح والكلام لابو مرزوق تركز جل صراعها على حركة حماس لمصادرة قوتها وتمددها ... وتسعى لتحييدها عن جوهر الصراع ... مما يؤدي حسب قوله الى اضعاف المواجهة مع الاحتلال .... وغياب المشروع الوطني الجامع .
والحقيقة .... ان حركة فتح بجماهيرها الواسعه والمنتشره والممتده بكافة أصقاع الارض ... وبمسيرتها النضالة .... والتي لا زالت على مجدها وعنفوانها وشموخها .... وتتمتع بكامل المسؤولية الوطنية والتاريخية والقيادية للمشروع الوطني التحرري ... لا يمكن لها ان تقبل لنفسها .... كما يقول السيد ابو مرزوق ... وان فتح ليست بحالة صراع مع الاخوة بحركة حماس وهم شركاء الدم والقرار ... ولا تقبل فتح بمصادرة قوة حماس ... ولنعود لتاريخ تأسيسها ... لان قوتها قوة لفتح .... وقوتهم جميعا قوة لفلسطين فهل يقبل احد بمصادره قوته وامكانياته .
ثالثا :- حركة فتح لا ترغب بالشراكة مع أحد كما يقول السيد ابو مرزوق
والحقيقة ان حركة فتح منذ انطلاقتها منذ العام 65 وعضويتها بمنظمة التحرير وقيادتها لها تعمل في اطار مؤسسات الشراكة الوطنية والمتمثلة بمؤسسات المنظمة المجلس الوطني والمركزي واللجنة التنفيذية ... لكن ان تكون حركة فتح هي الحركة الاكبر وذات القاعده الجماهيرية الاوسع فهذا قدرها ومسؤولياتها التي تحافظ عليها وطنيا وتنظيميا ... والقضية الفلسطينية قضية الجميع من القوى الوطنية والاسلامية وليست حكرا على فصيل دون الاخر ... والطريق مفتوحا للجميع للعمل وبذل الجهد من اجل الوطن وحريته وفي اطار المؤسسات الشرعيه الرسمية الفلسطينية .
رابعا :- حركة فتح ترفض المصالحه لشكها بقدرتها على ادارة القطاع في الوقت الراهن ... لغياب القاعده التنظيمية الحاضنة للسلطة في غزة ....وبسبب ضعف الحاضنة الفتحاوية في القطاع ... هذا كلام السيد موسى ابو مرزوق .... والذي اصابني بالدهشة والاستغراب ... وكأن سيادته لم يشاهد ما يزيد عن المليون فلسطيني وهم داخل الشوارع والميادين وبساحة السرايا ومن قبلها بساحة الكتيبة وعلى اعتبار ان غزة حاضنة لحركة فتح وجماهير غزة حاضنة للسلطة الوطنية وهذه حقائق ثابتة ومؤكده ولا جدال حولها .
خامسا :- لا يمكن ان يبقى القطاع حقل تجارب ولا موقع فقط للضغط .... هذا كلام السيد ابو مرزوق وبالفعل لا يمكن ولا يقبل ... ومن غير المسموح ... ان يكون القطاع حقل تجارب كما كان ولا زال في ظل الانقسام الاسود وتجربة الحكم الفاشلة ... والادارة المتخبطة والمتناقضة التي اوصلت القطاع الى هذا الحد من الفقر والجوع والمرض وفي هذا حديث طويل حول الاسباب والنتائج الكارثية لهذه التجربة .... التي نتمنى ان نكون بفصلها الاخير .
سادسا :- الرئيس عباس يرى بحماس وغزة عبئا عليه ولا يريد تقييد حركته السياسية بحماس وقضايا القطاع ... لذا هو ضد المصالحة المتوازنة والمتكافئة ... هذا كلام السيد ابو مرزوق .
الرئيس عباس بحكم انتخابه ديمقراطيا رئيسا للسلطة الوطنية وبحكم قيادته التاريخية رئيسا للجنة التنفيذية ... ورئيسا لدولة فلسطين أي ان الرئيس عباس رئيسا لمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني والمخولة بالملف السياسي والتحرك الدبلوماسي والذي لا يقيده أحد الا في اطار مؤسسات المنظمة المجلس الوطني والمركزي واللجنة التنفيذية ... والتي لا زالت حركة حماس ليست مشاركة بها ... ونتمى مشاركتها اليوم قبل الغد .
سابعا :- سابعا بالرغم من تعثر المصالحة الا ان حماس قد حققت بعض المكاسب منها اقناع الرأي العام بأنها لم تكن يوما المعيق للمصالحة ... أيضا هذا كلام السيد ابو مرزوق .
ليس الى هذا الحد يمكن الاستخفاف بعقولنا ... ومشاهداتنا ... وتجربتنا ... والا فكيف وصلنا الى هذه الحالة المأساوية الكارثية الانقسامية ؟!!.
ثامنا :- حذر من ان تكون اولوية الصراع لدى فتح والسلطة الوطنية متبلورة في انهاء حكم حماس وقوتها في غزة وهذا كلام السيد ابو مرزوق .
اولا نحن لسنا بحالة صراع .... نحن اخوة وابناء شعب واحد ... فالصراع مع العدو المحتل لارضنا والمغتصب لحقوقنا ... وثانيا كيف يمكن ان تكون فتح والسلطة بمواجهة حكم حماس .... وحماس ليست حكومة ... والحكومة المسيطرة والتي تم تمكينها حكومة التوافق ... الا اذا كانت الحقيقة ... ان حكومة التوافق لم تتمكن ولم تسيطر ولا زالت حماس هي المسيطرة وهي الحكومة الفعلية .
تاسعا :- الدور المصري برز فقط في القضايا المطلوبة من حماس مثل تسليم المعابر وعودة بعض المستنكفين قرابة 1600 شخص والضريبة الداخلية .
مصر أكبر واعظم واشمل ... ولا يختصر دورها ... ولا تحتزل مكانتها ... لانها مصر الراعية والشريك الحقيقي لانهاء الانقسام واتمام المصالحة ... بل ان مصر السند والداعم لفلسطين وشعبها ولا يمكن لاحد ان يحدد دورها او يختصره او يختزله بحزئيات هنا او هناك .
عاشرا :- لا يمكن ان تنجح المصالحة من طرف واحد فقط وهذا صحيح بالمطلق من وجهة نظري الشخصية .... ويضيف السيد ابو مرزوق انه ليس لدى حماس اوراق تقدمها حسب قوله ... لكن الحقيقة بأن هناك الكثير مما يمكن تقديمه من حماس وغيرها لتعزيز وحدة الوطن والنظام السياسي الفلسطيني .
ما تبقى من حديث الاستاذ موسى ابو مرزوق عضو المكتب السياسي لحركة حماس حول رفع الفيتو الامريكي عن المصالحة
... وعن مكان عقد المجلس المركزي ... وعن حلفاء حركة حماس تركيا وقطر وايران ... فانني ارى في حلفاء حماس انهم بضعفون حماس ... التي نحرض عليها ....والتي نتمسك بها ... والتي نريد ان تكون شريكا فاعلا معنا ... وان تزيد من قوتها ... لا ان تتحالف مع قوى لها مشاكلها وازماتها مع امتنا العربية واشقاءنا العرب .... وان الدول الثلاثة حلفاء حماس لهم مصالحهم واهدافهم وسياساتهم والتي يطول الحديث عنها.
الكاتب :/ وفيق زنداح