الكثير من الناس عندما يسمعون بداعش يوصفونها بالتبعية . بمعنى أنهم صناعة أمريكية أو يهودية أو بريطانية ...إلخ . والبعض من الناس الغير مطلعين ينسبونها بإيران وبعض الدول الشيعية . ولكن هذا الوصف لا يعني لي شيئ . لأنه لا يغير من واقع التكفير . ولو سلمنا بالفعل بأن داعش لها أجندة وتنفذ مخططات مخابرات إقليمية . فهذا لا يمنع أن ندرس التركيبة الأيديولوجية لداعش . وما هي الأهداف وراء التكفير . على الأقل لنحمي أنفسنا من موجة التكفير .
طبعا الجميع يعلم أن داعش تكفر كل من هو ليس داعش . لأن البيعة في الإسلام من وجهة نظرهم أصل من أصول الدين . وبالتالي هم نصبوا أنفسهم لخلافة الإسلام ومن يخرج عن طوعهم فهو كافر .
أما بالنسبة لحركة حماس . لماذا داعش تكفر حماس وتتوعدها بين وقت وآخر ؟ لأن داعش تعتبر حماس جزء من المنظومة السياسية العربية والفلسطينية . بمعنى أنه لا يوجد شيئ إسمة خلافة إسلامية ولا تطبيق شريعة في أدبيات حركة حماس مثلها مثل باقي الأنظمة العربية والنظام الديمقراطي الفلسطيني . والسؤال هنا . لماذا داعش تركز هذه الفترة على حركة حماس وتضعها في مرمى الهدف ؟ في الفترة العشر سنوات التي حكمت حماس بها غزة . إرتكبت حماس خطأ كبير وهو تبني حماس للفكر الإسلامي . وإحتكار الخطاب الديني كواجهة لهم لخدمة أهداف سياسية . وفي الواقع حكم حماس لا يختلف عن حكم السلطة أو أي نظام سياسي عربي . ومن سوء حظهم في فترة حكم غزة ظهر تنظيم داعش نتاج الثورات في مصر وغيرها من الدول . وفتح خطوط أمنية بين سيناء وقطاع غزة . ومن هنا بدأت عمليات التصادم الجغرافي بحكم الجوار . وفي هذه الفترة تزامنت دعوة داعش لخلافة وبيعة مع تطبيع حماس مع المخابرات المصرية وبعض الأنظمة العربية لتسهيل حكمها في غزة . بالإضافة إلى علاقة حماس مع إيران أشد أعداء داعش عقائديا . ومن هذا المنطلق داعش تكفر حركة حماس .
أولا : علاقة حماس مع إيران لأن إيران دولة كافرة من وجهة نظر داعش .
ثانيا : علاقة حماس مع النظام المصري والمخابرات المصرية الكافرة من وجهة نظر داعش .
ثالثا : داعش تعتبر حماس كافرة لأنها تتبنى الخطاب الإسلامي ولا تطبق الشريعة الإسلامية . من وجهة نظرهم .
رابعا : حملة الإعتقالات في غزة ضد التيار السلفي التي ينتمي لداعش بسبب إطلاق الصواريخ على إسرائيل . وهذا ما جعل داعش يركزون على حماس في قضية التكفير وخاصة في هذه الفترة .
خامسا : المصالحة مع فتح أيضا سبب من أسباب تكفير داعش لحماس . لأن داعش تعتبر فتح أيضا ضمن المنظومة العربية الديمقراطية .
إن الأحداث الدراماتيكية في غزة وسيناء هي التي تحكم العلاقة العدائية بين حماس وداعش . لأن هناك حلقة وصل بين داعش في سيناء والسلفيين في غزة . وسيطرة حماس على غزة تؤثر أمنيا على هذه العلاقة . وبين فترة وأخرة نرى أن العلاقة تتوتر بين الطرفين . وآخرها كانت قتل فرد من أفراد حماس على يد داعشي من غزة على أرض سيناء . وتصويره فيديو على مسمع ومرآى العالم . وإتهمت داعش حماس بالكفر والردة من خلال هذا الفيديو .
ستبفى العلاقة متوترة في منطقة قطاع غزة وسيناء . وسيكون الصراع بكل ألوان الطيف . سياسيا وفكريا وعقائديا ... إلخ . وسيكون عنوان هذا الصراع التكفير .
بقلم/ أشرف صالح