إنقسام فلسطيني جديد بعد المركزي في م.ت.ف

بقلم: طلال الشريف

مباشرة نقول نحن في إنقسام منذ ما يزيد عن عشر سنوات أخل بكل المنظومة الفلسطينية ومهد الطريق للتجرؤ على الحقوق الفلسطينية بقرار ترامب والتصفية للقضية عبر صفقة القرن .

أخشى ما أخشاه في قراءة سريعة للبيئة الفلسطينية التي يعقد فيها المجلس المركزي الفلسطيني في ظروف حساسة جدا هذا التضارب في المواقف وصعوبة إدارة الأزمة المعضلة الحالية.

هناك موقف من حماس والجهاد بعدم حضور الإجتماع وهذا الموقف لم يأت عبثا بل لهم مراجعاتهم ومعلوماتهم من دول المنطقة .وبالتأكيد لديهم تقدير بما سيتم إتخاذه من قرارات في هذا المجلس وهما تبتعدان عن ذلك الموقف لعدم تحمل مسؤولية قرارات قد لا ترقى للتصدي لحالة التصفية للقضية.

أيضا أحزاب منظمة التحرير تتغير مواقفها ولهجتها وتعبئتها بشكل أكثر حدة من السابق وتأخذ طابع الحذر من المطروح في صفقة القرن وعدم الموافقة على الخنوع النمطية الإدارة في الخارطة السياسية الفلسطينية والسلطة وعليه قد تصطدم أيضا قوي وأحزاب م.ت.ف داخل الإجتماع وقد يؤدي ذلك لإنقسام جديد ولكن هذه المرة داخل المنظمة وسيكون مصير م.ت.ف على المحك وقد يكون هناك إنفراط لعقد هذه المنظمة الحدث الذي سيكون الأخطر في الساحة الفلسطينية وتأتي خطورة ذلك أن هذه المؤسسة التي إحتضنت النضال الوطني منذ إنطلاق الثورة الفلسطينية حين ترى بأن القيادات الحالية على مدى عقدين من الزمن كانت دون مستوى التعاطي وإدارة ملفات أقل صعوبة من ملف مصادرة القدس وتصفية القضية الجاري العمل به من أميريكا وإسرائيل وبعض العرب وهنا تكمن الخطورة أيضا وتأثيرات اللحظة السياسية الآنية والوضع العربي التعيس.

عامل آخر أكثر خطورة على إجتماع المجلس أن الشعب الفلسطيني ومنذ عقدين من الزمن أيضا غير معجب بأداء سلطته وأحزابه وقاداته وتتبلور في ذهن الكثيرين من شعبنا فكرة بأنه يجب طي صفحة الخارطة السياسية الفلسطينية التي لم تحرز إنجاز أهداف الوطنية وبدء صفحة جديدة تكون قيادته أكثر إلتصاقا وعلى تماس معنوي وتعبوي ومجسد في إدارة أفضل لهموم الشعب بعد أن شعر بعزلة عن هذه القيادة وعدم الإهتمام بقضاياه الحياتية والوطنية وسيرة السلطة والأحزاب تكاد تزكم الأنوف مما سبق ولذلك تجد شعبنا له مبادرات دائما ومنذ فترة ليست قليلة تخالف مواقف قياداته وأقرب مثال لذلك إنتفاضة القدس منذ عامين.

إذا نحن على باب إنقسام جديد قد يطيح بمنظمة التحرير وقد يؤدي لإنقسام خطير قد تصل مفاعيله لحرب أهلية أو فوضى عارمة تطيح بكل النظام السياسي وتشتبك مع الاحتلال في إنتفاضة نوعية تستخدم فيها آلة القتل والتصفيات والفوضى الأكبر في تاريخ الشعب الفلسطيني.

المحزن في هذه الحالة أن أزمة جديدة ستستمر لسنوات سيدخلها الشعب الفلسطيني مرغما رغم أن نتائجها قد تعيق وتمنع تصفية القضية الفلسطينية رغم الثمن الكبير الذي سيدفعه الفلسطينيين.

د. طلال الشريف