حماس والجهاد يقاطعون المجلس المركزي بقرار إقليمي

بقلم: أشرف صالح

إن قرار مقاطعة حركتي حماس والجهاد الإسلامي لإجتماعات المجلس المركزي الفلسطيني . هو قرار من الخارج . وما هو إلا إملاءات من بعض الدول الإقليمية على حركتي حماس والجهاد . وهذه الأجندة الإقليمية  تساهم في تكريس الإنقسام السياسي بين الفصائل الفلسطينية .

من الواضح جدا أن التصريحات التي تصدر عن حركتي حماس والجهاد الإسلامي عبر وسائل الإعلام . بأن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني . هي مجرد أكاذيب من شأنها إظهار الدبلماسية أمام الرأي العام . ومن شأنها أيضا التضليل والتعتيم على خفايا وحقائق قد لا يعلمها الكثير من الناس . وعندما ارسلت منظمة التحرير دعوة لحركتي حماس والجهاد الإسلامي لحضور إجتماع المجلس المركزي الفلسطيني . حينها وضعت منظمة التحرير حركتي حماس والجهاد تحت الأمر الواقع . وكانت هذه الدعوة إختبار حقيقي لنية هذه الحركات . ورفض هذه الحركات للمشاركة في المجلس هو عبارة عن إعتراف صريح منها بأنها لا تعترف بمنظمة التحرير . وأنها معنية بأن تتخذ قراراتها بعيدا عن الشراكة الوطنية وحسب أجندة إقليمية . ومن المؤكد جدا أن حركتي حماس والجهاد الإسلامي تربطهم شراكة حقيقية مع دول أخرى . ومن أهم هذه الدول إيران وقطر وتركيا .

أما بالنسبة لرفض حماس والجهاد للمشاركة في المجلس المركزي فهو توجيه ضربة لمنظمة التحرير أمام الرأي العام . وإنتهازا منها لهذه الدعوة لتوجيه إنتقادات لأداء منظمة التحرير .

المجلس المركزي الفلسطيني هو هيئة دائمة منبثقة عن المجلس الوطني الفلسطيني الذي هو جزء من منظمة التحرير الفلسطينية . يختص المجلس المركزي باتخاذ القرارات في القضايا والمسائل التي تطرحها عليه اللجنة التنفيذية في إطار مقررات المجلس الوطني، ومناقشة وإقرار الخطط التنفيذية المقدمة إليه من اللجنة التنفيذية، ومتابعة تنفيذ هذه الخطط، والاطلاع على حسن سير عمل دوائر المنظمة وتقديم التوصيات اللازمة بذلك إلى اللجنة التنفيذية . إن حركتي حماس والجهاد الإسلامي يظهرون أنفسهم عبر وسائل الإعلام بشكل مختلف عن الأهداف الباطنية . وهذه ظاهرة خطيرة جدا . وهي تنال من مصداقية هذه الحركات الباطنية . وكثيرا ما سمعنا منهما أن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني . وهذا يتزامن من هروبهما الواضح من الإندماج في منظمة التحرير وإجتماعاتها . وهذا الهروب بحجة الواقع الجغرافي . هم دائما يقولون نحن لا نستطيع القدوم إلى رام الله . ومرة أخرة يقولون إن منظمة التحرير لا تفي بقراراتها التي تتخذ عبر المجالس الوطني والمركزي . وهذه حجة واهية لأن وسائل الإتصال الحديثة تتيح للجميع التواصل في جميع الإجتماعات . أو على الأقل المشاركة ولو بشيئ بسيط .  بإمكان أي شخص أن يتواصل مع الآخرين بكل سهولة مع وسائل الإعلام والطرق المتقدمة الحديثة . وأن يشارك في صناعة القرار وهو جالس في بيته .

من الواضح جدا أن حركتي حماس والجهاد الإسلامي لا يريدون الشراكة مع منظمة التحرير . وليس كذلك فقط بل يريدون تشويه صورة المنظمة امام الرأي العام .

ومن الواضح جدا أن منظمة التحرير لا تمثلهم . لأن قرار حماس والجهاد الإسلامي مرهون بقرار إقليمي .

بقلم/ أشرف صالح