لو وجدتم ضرتين متصالحتين متحابتين متسامحتين في هذا الكون الملائكي جدا.. عندها ستجدون الضرتين المتناكفتين أم ياسين حماس وأم عرفات فتح كذلك!
بمعنى ان المصالحة مستحيلة في القبيلة وبها شيخان زعيمان انانيان متنافسان .. مستحيلة بين ذئبين سياسيين
رضعا من ثدي واحد ويتصارعان على ما تبقى بعد الضبع من اشلاء الفريسة!
بمعني أن بدايات فتح وحماس شربت من منبع دجل اخواني بغيض مشبع بانانية الذات واقصاء الآخر ورغبة السيطرة والاستحواذ !
الا ان فتح هذبتها تجاربها القاسية في المنفى والحس والانتماءالوطني فبدت سياسيا أكثرنضجا وانفتاحا وتجاوبا واقعيا مع معاناة شعبنا بالمقارنة مع حماس حديثة العهد والتجربة نسبيا في المشهد السياسي والمنغلقة على رؤيا أكثر انغلاقا في اطارحديدي من ولاء وبراء المبايعين والبيعة الاولى للحركة الأم! مما اضعف الحس الوطني وغيبه تماما شأنها شأن أي حركة اخوانية في العالم الاسلامي
ولو تأملنا تصريحات قادة حماس من الصف الأول وحتى الأخيرلوجدناها نفس الطبعة الا فيما ندر قص ولصق من ماستر صقري متشنج لا علاقة له بالواقع ومع ذلك نقر من باب الامانة الموضوعية ان تكتيكا أقل تحجرا وخشبية أضفاه السنوار مؤخرا أملته الظروف ليكسب به في مصالحة ممكنة حاضنة شعبية كافية توصله عبر أي انتخابات قادمة للحكم من جديد!
استغرب كيف توقع كثيرون حتمية المصالحة وهم يتغافلون عن مستوى العداء والبغض والتشكيك بين الفريقين الذي يفوق بكثير العداء مع اسرائيل! ربما خدعتهم المجاملات والتصريحات واللقاءات التصالحية وعبارات العسل بمهلبية!
حماس الى عهد قريب كانت تكفروتخون علنا من يختلف معها وربما تحل سفك دمه..وبينها وبين الجهاد ما طرق الحداد رغم نفس المنطلق! بينما ينظر اليها أتباع الخط الوطني كواجهة دينيةسياسية اوجدت بفعل فاعل ولغرض معين! وكبديل سياسي للخط الوطني كما حدث مع روابط القرى من قبل
ولا ننسى أبدا انها كانت أكثرترهيبا و تجرؤا على الدم الفلسطيني في الانتفاضة الاولى وفي أحداث الانقسام وفي الحروب التي تلت بزعم تصفية العملاء!
حماس لم تنس بهادل الامن الوقائي لقادتها وانتقمت ابشع انتقام في ليل الانقسام
وأعتقد ان سبب كل ذلك الغلو هو تبنيها ثقافة قتالية أكثر دموية من الداعمين في حينه تجاه من يعترض طريق تحقيق حلمها الاخواني الكبير!
وقد بدا ذلك جليا خلال عشر سنوات من حكم قاس عنيد يفتفر الى الخبرة والحنكة السياسية والصبر ! وهذه السلبيات ذاتها هي التي حطمت احلام الاخوان في بلدان ماسمي زورا بالربيع العربي!
عشر سنوات كانت عبئا سياسيا واجتماعيا وانسانيا ثقيلا على شعب انهكته الحروب المظفرة و الحصار!
عشر سنوات أكدت بالمحاولات الفاشلة ان المصالحة بين فتح السلطة وعناد حماس وهم كبير وصفر كبير!
والتشاحن بين الضرتين يكبر ويتدحرج على رؤوسنا وأعصابنا فالسلطة تريد التمكين وحماس تريد رواتب الموظفين السلطة تريد الايرادات وحماس تريد المصروفات والشراكة فيما هو ااات السلطة تريد عقد المركزي لمواجهة قرار ترامب بقرار فلسطيني واحد وحماس ومعها الجهاد يخرجان عن النسق بحجة أو أخرى!
حماس عمليا تنتظرعلى احر من الجمر وأكثر من اسرائيل الفشل التام للسلطة وانهيارها أملا في أن تكون هي البديل! وتنسى اننا جميعا في قارب واحد ولو غرقنا فلن ينجو أحد!
اني على ثقة أنه رغم حرج وصعوبة موقف عباس الذي فقعت معه اخيرا ب(يخرب بيتك) لترامب ! فانه سيخرج بنا ان شاء الله من النفق بوضوحه وصراحته وحنكته وخبرته. وسيكشف كل تلك الغرابيب المزايدة بالسنتها الطويلة وحمائمها القليلة المزيفة وها انا اقرا واسمع لإحداها واضحك فقد راحت حلاوة العسل وبقيت رائحة البصل!
لقد كان الرجل بحق ممثلا لكل فلسطيني شريف.. بلغة واسلوب راقيين امام دول التعاون الاسلامي وكذلك كان على مستوى التاريخ والحدث وعيا ووضوحا وحكمة بتوصياته الرزينة الواضحة امام المركزي!
هذا لا يعني ان عباس معصوم لا يخطئ ولكنه بكل تأكيد يظل أفضل الممكن السيء بالنظرالى البدائل السيئة المطروحة!
أقول قولي هذا وأستغفرالله لي ولكم .. وانت يا شعب الجبارين قم واستقم..!
بقلم/ توفيق الحاج