القاهرة ... ونصرة القدس

بقلم: وفيق زنداح

تشهد قاهرة العروبة والاسلام ... اليوم الاول لمؤتمر الازهر العالمي لنصرة القدس ... تحت رعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي ... ومن خلال قلب القاهرة بكل تاريخها واسلامها الوسطي ... وباعتبارها رمزا من رموز التسامح الديني ... وأحد اركان وركائز المحبة ما بين الاديان ... عاصمة العروبة وقائدة الامة ... وصانعة قراراتها ومواقفها الاستيراتيجية .

القاهرة الداعم والمساند لفلسطين وشعبها ... ولعاصمتها القدس الشريف .. ستبدأ أعمال المؤتمر برعاية الرئيس السيسي وبحضور الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين ... والذي يحمل من فلسطين وقدسها ... ومن رام الله وقرارات مجلسها المركزي ... ومن كافة ابناء شعب فلسطين أجمل التحيات لشعب مصر العظيم ولرئيس مصر الرئيس عبد الفتاح السيسي ... ولمشيخة الازهر الشريف وعلى رأسها الدكتور أحمد الطيب شيخ الازهر ... والذي يحمل لديهم اضافة الى التحية والشكر الدائم ... قرارات المجلس المركزي الفلسطيني التي أكدت على رفض القرار الامريكي الذي أعلن عنه ترامب حول القدس ... كما يؤكد ان القدس عاصمة أبدية لدولة فلسطين وانها عاصمة المسلمين والمسيحين والمؤمنين بكافة ارجاء العالم ... والمرحبة بكافة الزائرين لها ... والمحبين لرؤيتها ... والدارسين لتاريخها ... واعماق جذورها .

القدس بحاضرها وتاريخها وثقافتها ومسجدها الاقصى المبارك .. وكنسية القيامة ... وبكافة إحياءها وازقتها وابوابها ... وبكل جدرانها منذ الاف السنين وعمق تاريخها ... سماتها وصفاتها .. وجبالها ... وثلوجها ودفئ شمسها ... القدس بأهلها واصحابها الطيبين من المقدسيين ... وابناء فلسطين الصابرين الصامدين ... والذين يدفعون ثمن صمودهم من دماء ابناءهم ... ومن ممتلكاتهم باستمرار رفضهم للاحتلال وممارساته .. كما رفض الاستيطان والمستوطنين ... بحاجة دائمة الى دعم عربي واسلامي لتعزيز صمود المقدسيين ... حتى يتمكنوا بصمودهم ومقومات ما يمتلكون ما يمكنهم من مواجهة هذا المحتل الغاصب .

أهل القدس المرابطين باقصاهم وقدسهم وبكافة ازقتهم وعلى ابوابها وداخل شوارعها ... بخاطبون مؤتمر الازهر العالمي لنصرة القدس عبر رئيسهم ورمز وطنهم الرئيس محمود عباس الذي سيخاطب المؤتمرين بصوت القدس ... صوت فلسطين .. صوت العاصمة الابدية لشعب دولة فلسطين المحتلة ... سيخاطبهم بصوت الحقوق الكاملة ... والسيادة المنقوصة ... سيخاطبهم بروح الاسلام الوسطي الرافض للارهاب بكافة اشكاله ومصادره ... سيخاطبهم بروح القدس والمقدسيين المنفتحة والمرحبة بكافة الزائرين لها ... والعاشقين لقدسيتها وترابها والمؤمنين بمقدساتها .

المؤتمر العالمي لنصرة القدس وان تكون انطلاقته من قلب القاهرة وبرعاية الرئيس السيسي ... وبدعوة من الازهر الشريف بكل ما يحمله من رمزية ومكانة ... انما يؤكد على اهتمام بالغ وحرص اكيد ودور فاعل ومتواصل للرئيس عبد الفتاح السيسي بما له من دلالات ومعاني ونتائج مؤكده ... ستؤكدها مصر بكل فعلها السياسي ومكانتها ودورها ... وبكل ما يرمز اليه الازهر الشريف من رمزية وقيمة وقدسية لدى كافة المسلمين ... وما سوف يتأكد ويتكرر حول موقف الرفض القاطع لقرار الرئيس الامريكي ترامب حول القدس كعاصمة لدولة الكيان ... وحتى قرار نقل السفارة الامريكية للقدس ... والتأكيد للعالم بأسره ان القدس عاصمة ابدية لدولة فلسطين ... وان ما صدر من قرار امريكي جائر وظالم لم ولن يغير من جذور التاريخ .... وحتى واقع الارض كما لن يغير من الثقافة والهوية العربية الفلسطينية الاسلامية والمسيحية .

انطلاق اعمال المؤتمر وما سوف يتضمن من كلمات عديده لرئيس مجلس حكماء المسلمين شيخ الازهر الشريف الدكتور أحمد الطيب ... وكلمة فخامة الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين ... وكلمة قداسة البابا تواضروس بابا الاسكندرية والكرازة المرقسية ... كما سيتحدث الامين العام لمنظمة التعاون الاسلامي .. والامين العام لجامعة الدول العربية ... ورئيس مجلس الامة الكويتي .... ووزير الشؤون الاسلامية السعودي ... ورئيس البرلمان العربي ... ورئيس مجلس الكنائس العالمي ... والامين العام لرابطة العالم الاسلامي .

وما يتضمنه المؤتمر من محاور رئيسة عديدة ... حول مكانة القدس العالمية ... والقدس وحضارتها تاريخ وحاضر ... كما سيتناول المؤتمر أثر تغير الهوية في اشاعة الكراهية ... كما أهمية تفنيد الدعاوي الصهيونية حول القدس .

محاور عديدة على مدار يومين وبحضور 86 دولة عربية واسلامية ووفود عديدة من كافة انحاء العالم .

يريدون ان يوصلوا رسالة شاملة وكاملة حول نصرة القدس ... ومن قلب القاهرة ... قاهرة العروبة والاسلام ... ومن الازهر الشريف بكل قدسيته ومكانته ورمزيته لدى العالم الاسلامي وبكل الحاضرين من العالم المسيحي .

رسالة فيها من القوة والتسامح والمودة ... كما فيها من المنطلقات والابعاد القوية والمتعدده .... رسالة عنوانها مصر والرئيس عبد الفتاح السيسي ... بما لهم من قوة تأثير ودلالات ومعاني من خلال مؤتمر عالمي ينظمه الازهر الشريف وبحضور رئيس دولة فلسطين الرئيس محمود عباس الذي جاء الى القاهرة بعد ساعات من اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني حاملا قرارات المجلس ... ومؤكدا للمجتمعين ان القدس عاصمتنا الابدية وان فلسطين الدولة أمرا واقعا حتى وان كانت محتلة ... وان امريكا وقرارها مخالف للشرعيه الدولية ولا يستند الى قانون ... ولا الى قرار عالمي ... وان القدس عربية فلسطينية وعاصمة لدولة فلسطين .. وان كافة الاتفاقيات اوسلو وواشنطن والقاهرة لم تعد قائمة ... وان الاعتراف معلقا ومجمدا لحين الاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس بحدود الرابع من حزيران 67 ... وان كافة التغيرات على الارض المحتلة من استيطان ومستوطنين غير شرعي ... وان الاحتلال الى زوال .

سيتأكد للمؤتمرين ان خيار السلام العادل والشامل وفق الشرعيه الدولية وقراراتها الاممية ومبادرة السلام العربية ... كما قرارات المجالس والقمم العربية والفلسطينية والمتمسكة بالسلام العادل والشامل ... كما التمسك بكافة خيارات المقاومة المشروعه للاحتلال بما فيها المقاومة الشعبية السلمية .

قرارات المجلس المركزي الفلسطيني حاضرة وماثلة امام مؤتمر الازهر العالمي لنصرة القدس .... والذي سوف يؤكد على تلك القرارات بكافة ابعادها العربية والاسلامية والدولية ... لتزيد من عزلة المحتل الاسرائيلي والمنحاز والمعادي الامريكي .

مؤتمر هام يعقد بالقاهرة وذات ابعاد دينية ثقافية حضارية انسانية ... وذات دلالات سياسية قانونية انسانية لمواجهة كافة اشكال الارهاب التكفيري ... وتعديل الرؤية العالمية للاسلام الوسطي ... كما انها فرصة ولحظة تاريخية لاطلاق رسالة الاسلام الحقيقي لكافة ارجاء العالم ... ولتعزيز حوار الحضارات القائم على الاحترام المتبادل ... والذي يعزز من ثقافة المحبة والتسامح ... والذي يحفظ للشعوب حقوقها وثقافتها وحريتها وسيادتها .

مؤتمر الازهر العالمي لنصرة القدس ... لا يتوقف عند نصرة القدس وفلسطين ... بل سيتعدى ذلك لنصرة قضايا العرب والمسلمين وكافة احرار العالم ... بما يحفظ امن واستقرار المنطقة والامن والسلم العالمي ... من المحتلين والإرهابيين .

بقلم/ وفيق زنداح