مصر الشقيقة تواصل دورها ...وسياستها .... وتعزيز مكانتها ..... الوطنية والقومية في ظل مجمل التحديات الداخلية والخارجية .... كما تواصل مصر أداء دورها القومي اتجاه القضية الفلسطينية ..... بدعمها بكافة سبل الدعم والإسناد السياسي والدبلوماسي ....وليس أخرها لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي مع نائب الرئيس الأمريكي ....وتأكيد الرئيس المصري على رفض القرار الأمريكي .....كما التأكيد على حق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية بحدود الرابع من حزيران 67 ...كما وقوف الرئيس السيسي بجانب فلسطين ودعم أطرافها السياسية لإنهاء الانقسام .... خاصة ما بين الأخوة بحركتي حماس وفتح .....في إطار أولويات مصر الشقيقة منذ الانقسام الأسود بالعام 2007 وحتى يومنا هذا.... ونحن ندخل بالعام الحادي عشر ..... ولا زالت مصر تواصل جهودها بكافة الطرق والوسائل ..... وتسخر طاقاتها وتحركاتها لأجل انهاء الانقسام وتعزيز وحدة الفلسطينيين ...ونظامهم السياسي من خلال شرعيتهم الوطنية والمعترف بها عربيا اقليميا ودوليا .....في ظل حالة الجمود وتعطيل أليات المصالحة والاتفاقيات الموقعة ..... والتي لا تخرج عن اطار بعض التدخلات الخارجية ..... وحالة القصور بنظر البعض .... كما حالة التضارب والتناقض مع مصالح البعض الأخر .
لا مستقبل لفلسطين ..... دون شرعيتها .... وسلطتها .... المخولة بالسيادة وبسط النفوذ .... السياسي والامني .....وأداء الدور الحكومي لتلبية احتياجات الشعب الفلسطيني ...... كما المحافظة على منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد ...وباعتبارها المرجعية السياسية والقانونية ..... ومنذ عقود وحتى يومنا هذا والمعترف بها .... عربيا اقليميا ودوليا .... وعبر كافة المنابر والمؤسسات الدولية ..... والعربية والاسلامية .... وعدم الانحياز والاتحاد الأفريقي .
أي أن التعامل المصري الشقيق مع الشرعية الفلسطينية وقيادتها ..... والتي تولت ملف المصالحة .....من خلال قرار عربي اسلامي وحتى دولي ..... على أن يكون الملف الفلسطيني ملفا مصريا بامتياز ..... وخاص بمصر وسياستها..... لايجاد الحلول المناسبة لها ...ومن كافة جوانبها .
مصر وسعيها الدائم .... لمصلحة الشعب الفلسطيني وقضيته كما سعيها المتواصل لانهاء هذا الفصل الانقسامي الاسود ....واتمام المصالحة الوطنية .....بعد أن حاولت بعض الأطراف نقل هذا الملف الي عواصم عديدة ...ومن خلال جهود متعددة ....الا أنها جميعا قد فشلت ...ليعود الملف الي القاهرة .....والي جهاز المخابرات العامة المصرية المكلف بانجاز هذا الملف .
مصر وقد عملت على ابرام اتفاقيات المصالحة بالعام 2011 وأخرها بالعام 2017 حيث تم العمل بالجزء اليسير ....وتعطلت باقي الأجزاء .... والملفات ....اذا ما تم اضافة الجهود التي بذلت منذ عام الانقسام وبدايته الأولي .
أي أن المصالحة الفلسطينية تعتبر بالنسبة لمصر أولوية أولي ..... سياسيا وأمنيا وقوميا ..... وباستطاعة مصر أن تمارس سياسة جديدة ....وعبر اليات لم تستخدمها من قبل..... لاقناع الاطراف الفلسطينية بأن المصالحة لا تخص فلسطين وحدها .....بقدر ما تخص مصر والعرب وأمنهم القومي .... وهذا ما يجب أن يدركه كل فلسطيني .... وعدم امكانية القبول باستمرار حالة التردد والمماطلة والتسويف .... والتي لم تعد مقبولة فلسطينيا ومصريا وعربيا .
فالمسألة ليست ترفا فكريا ....وتنظيرا سياسيا ....ومحاولة للالتفاف والكسب .... في لحظات الخطر ...وفي واقع الانقسام ...واستمرار سياسة الجدل حول القضايا ذات العلاقة بالانقسام ..... وغيرها من القضايا ذات العلاقة بالحالة الوطنية العامة المماطلة ومحاولة كسب المزيد في ظل لحظات الأزمة المستعصية ....والطاحنة .... وكأن الوقت متاح .....ويسمح بالمزيد من حالة الحوار والجدل والمماطلة .... بقضايا مستقبلية لا علاقة لها .... بقضايا انية .... مباشرة .... خاصة بالانقسام ووحدة الوطن والنظام السياسي .
مصر ليست راعيا أو مشرفا ....أو منسقا .... بل ان مصر شريكا اساسيا .... لإيجاد الحلول الجذرية للانقسام..... وإتمام المصالحة .....وهذا ما يجب أن يدركه الجميع بعدم القبول بإطالة الوقت .... واستمرار حالة الفراغ .... واستمرار معاناة الناس وانهيار منظوماتهم الاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية.... وحتى السياسية الوطنية لا يمكن أن يقبل بها ...ولا يمكن أن تمرر..... ويتم تغطيتها..... بمطالب هنا وهناك وباستمرار حالة الجدل والمناكفة ....وحتى يصل لكافة الأطراف المزيد من القناعة ....والرؤية الواضحة .... أن ما يجري الان ...وما يدور على أرض الواقع .... لن يصل بأحد الي مكاسب اضافية .... فلا مكاسب لأحد ....ولا مكاسب لمن أخطأ ....ولا مكسب لمن انقسم .... لكن الواقع يفرض حالة معالجة وطنية مصرية عربية لتصويب المسار ..... وتصحيح الأخطاء ....ومعالجة ما ترتب على الواقع من أزمات وكوارث ونكبات ..... وحتى يمكن انقاذ مشروع وطن بأكمله ....وشعب بأسره ....من حالة ضياع وتشرد ...وانهيار كامل .
مصر ليست بوسيط ..... كما أنها ليست ناقلة لرسائل.... ووجهات نظر ...... بل ان مصر شريك فاعل ....بكل ثقلها وقوتها .... ولن تقبل بترك الامور على غاربها وشرقها وشمالها .....وكأن الأمور تتعلق بكل طرف على حدا...ليقول ما يشاء وليفعل ما يشاء ....وليتحرك كما يشاء .
صحيح أن مصر وعبر تاريخها ....وفي صلب علاقتها القومية مع فلسطين .... تعمل على أرضية استقلالية القرار الوطني الفلسطيني وعدم التدخل بالشؤون الداخلية للفلسطينيين .....وتتركهم يسيرون أمورهم ....ويجدون الحلول لقضاياهم في ظل استقلالية قرارهم .....وحتى في ظل تأسيس منظمة التحرير .... وانطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة .... وحتى تأسيس أول سلطة وطنية فلسطينية .....وما كان يجري من مفاوضات فلسطينية اسرائيلية ....كانت مصر بموقف الداعم والمساند والمجيب لكافة طلبات فلسطين وقيادتها .... ولا زالت ...وهذا للتاريخ .
الا أننا اليوم أمام قضية امن قومي .... وأمام قضية مشروع وطن فلسطيني .... لشعب شقيق يهدد بالضياع ..... والتشتت والتفتت ...وحتى الانهيار في ظل حالة عدم الالتزام .... وروح المسئولية ..... وتغليب المصالح الفصائلية ..... والارتباطات الخارجية .... وأجنداتها المختلفة ..... والتي تهدد شعب بأكمله ....في ظل احتلال جاثم ...وفي ظل مشروعات تصفوية .... لايجاد البدائل ...وطرح الحلول .... وتفكيك الوطن وتقسيمه .
وهنا لا تجد مصر نفسها .....الا أمام أولويتها القومية الخاصة بانهاء الانقسام واتمام المصالحة....والعمل على تامين جبهتها وحدودها ....واجتثاث الارهاب .... وتجفيف منابعه .... وعدم امكانية تواجده على حدودها وداخل أرضها بشمال سيناء .
الجميع يعرف أن الارهاب يترعرع ....ويتسع .... ويستمد وجوده ونشاطه .... من خلال الأبواب المفتوحة للأزمات القائمة .... ومن خلال زيادة معدلات الفقر والجوع ...وحالة التخلف ....وسياسة التضليل والخداع الاعلامي والديني ...... والذي يهدد بصورة مباشرة الأمن القومي المصري والفلسطيني .....وحتى الامن القومي العربي .... والذي يشكل فيه حالة الانقسام الأسود أحد الحالات التي تؤدي للمزيد من توفير أرضية الإرهاب..... هذه الحقيقة الأولي ...أما الحقيقة الثانية.... ان ما يجري بالمنطقة من تحرك سياسي .... أمريكي ... وبمشاركة أطراف عربية .... لا نستطيع اغفاله أو تجاهله .... أو الإعلان القاطع عن رفضه .... دون أن يكون لدينا البديل والموقف .... والتنسيق والتعاون ...وبلورة الأفكار .... مع الشقيقة مصر ....اتجاه كل ما يطرح علينا سواء من الرفض القاطع ....أو القبول الحذر ....أو التعديل بما يتناسب ويتلاءم مع حقوقنا ومرجعياتنا الوطنية .... والشرعية الدولية...وقراراتها ذات الصلة .
فالقضية الفلسطينية وايجاد المخارج والحلول لها ..... لا تعتمد على رأي كل فصيل على حدا ....أو كل قائد على حدا ..... بل تعتمد على قرار وطني جامع .... من خلال اطار الشرعية الوطنية الفلسطينية ..... ومؤسساتها المعترف بها .... وقيادتها المعروفة .... والمعترف بها عربيا ودوليا .
مصر تعمل بكافة الاتجاهات السياسية ....كما تعمل بتوجيهات مباشرة من الرئيس السيسي..... للعمل المستمر والمتواصل على اتمام المصالحة ....وتعزيز النظام السياسي الفلسطيني....... على طريق تحقيق المشروع الوطني التحرري باقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية بحدود الرابع من حزيران 67 .
موقف سياسي مصري فلسطيني عربي ....لا تنازل عنه..... ولا حياد أو خروج عن مضمونه ..... وحتى يتحقق المشروع الوطني بحده الأدني والمقبول فلسطينينا .... عربيا ....اقليميا ....ودوليا .....وبكافة مرجعياته الدولية وقراراته الأممية ..... لا يمكن أن يتم الوصول اليه....وتحقيقه على واقع الأرض في ظل حالة انقسامية قائمة .....ومتجذرة ومتعمقة .... وفي ظل مشهد انقسامي لا يوفر أرضية ومناخ نجاح أي عمل سياسي ... ولا حتى أي عمل مقاوم ..... بل يجعلنا أمام أخطار محدقة .... وتهديدات مباشرة .... دون غطاء عربي واسلامي ودولي ....والأهم دون غطاء مصري مباشر ....وتجربتنا كفيلة بأن نعرف من يقف معنا ..... ومن يمنع الحرب علينا .... ومن يساعد على التهدئة والهدنة القائمة الان .
مصر تعمل بكل قوة ....وبكافة الأدوات والوسائل ...والتي سنري ملامحها بالمرحلة القادمة.... فالامور ليست بالسهولة التي يمكن أن يتصورها احد ....والطريقة التي كانت قائمة لن تعود كما كانت ..... بل ستكون الأساليب مختلفة ومغايرة ....لما فيه مصلحة الشعب الفلسطيني ......الذي يعاني الي درجة لم تعد تحتمل .... او تقبل لعدم وجود أدني فائدة او عائد يمكن أن يعود بالفائدة على القضية الفلسطينية .
فالصبر والصمود والتضحية ...وكافة أشكال المعاناة .....لأجل القضية وحريه الأرض ....وليس لأجل مصلحة هذا الفصيل أو ذاك .
الكاتب : وفيق زنداح