مصر... الارهاب ومخطط الربيع !!!!

بقلم: وفيق زنداح

المنطقة العربية ومنذ قرون طويلة تشهد العديد من الحروب والغزوات ... والتي احدثت الكثير من عوامل الضعف والضياع والتفتت .

قديما تعرض العرب لغزوات كبرى ... ومواجهات لم يكن بالامكان مواجهتها والوقوف امامها ... مع ان العرب أمة كبيرة لها امتداداتها الجغرافية والتاريخية ... الثقافية والاقتصادية ... كما انها تعتبر من المناطق الاكثر قدسية ومكانة تاريخية للديانات السماوية ... والرسائل النبوية ... وحتى للخلافة الاسلامية ودولتها وامارتها ... والتي فشلت نتيجة عوامل عديدة ليس اولها الصراع ... وليس اخرها ما تم استهدافه من امبراطوريات قديمة ونزاعات داخلية .

حالة الفشل القديم في تنظيم الشؤون العربية وفر ارضية ودوافع الاطماع المتزايده قديما وحديثا .

قديما كانت الاطماع الفارسية والمغولية وحتى اطماع الامبراطوريات الفارسية والعثمانية والتي لا زالت قائمة ... وان تغيرت باساليبها والياتها بحكم التاريخ وتغيراته ... وحتى بحكم موازين القوى داخل المنطقة ... وما تشهده الساحة الدولية من قوى عظمى لها مصالحها الغالبة .. كما لها اطماعها واستيراتيجياتها التي تقف حائلا أمام تلك الامبراطوريات القديمه واطماعها .

التاريخ الحديث الذي بدأ بالمؤتمر الصهيوني الاول بالعام 1897م ... والحرب العالمية الاولى ومن ثم اتفاقية

سايكس بيكو 1916م ... وما تلاها من وعد بلفور بالثاني من نوفمبر 1917م ... والتي وفرت ارضية اقامة دولة الكيان الصهيوني على ارض فلسطين وتهجير اهلها ... وبداية نكبة عربية فلسطينية ... لا زالت فصولها قائمة وصراعها محتدم حتى يومنا هذا .

المنطقة العربية اصبحت في اطار اطماع ومحاولات احتلال تختلف بممارساتها واساليبها عن الاستعمار القديم ... الذي كان يتواجد بجيوشه على الارض العربية .

اليوم المنطقة تحكم عن بعد لاعتبارات سياسية اقتصادية أمنية واستيراتيجية ... وكأننا امام مصالح مشتركة وحالة من التوافق ما بين المتحكم والمحكوم ... حفاظا على أمن المحكوم ومصالحه ... واولوياته الداخليه .

التاريخ العربي بحالة الحرب الباردة ما بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي ... كان اكثر استقرارا وامنا ... ولكن بعد انهيار الاتحاد السوفيتي ... وتصدر امريكا بسياسة القطب الواحد ... اصبحت المتحكمة والمالكة لمفاتيح المنطقة ولقراراتها .

روسيا وقد عادت الي مجد تاريخها وقوتها ونفوذها في ظل قيام قوى عالمية في الصين الشعبية وكوريا الشمالية واليابان والمنافسة المحتدمة بسباق التسلح ... كما سباق التجاره العالمية .... جعل الولايات المتحدة أكثر تراجعا ... وحسابا بتحركاتها واتخاذها لمواقفها .

أمريكا والتي لم تجد بامكانها التلاعب بمفردها داخل المنطقة العربية ... ارادت ان تصنع لنفسها ... ومن خلال ادواتها مشاريع جديدة قديمة .... حول الفوضى الخلاقة وتقسيم المقسم وتجزأة المجزأ ... وتحت شعارات واسباب واهية مثالها الديمقراطية والعدالة الاجتماعية وحرية الشعوب باحداث التغيير ... حاولت فيها امريكا ان تقنع بعض ضعاف النفوس ... وبعض الاحزاب الطامعه بالحكم وعلى رأسهم التنظيم الدولي للاخوان .. بأن يتحركوا ... ويثيروا القلاقل ... ويهددوا الحكومات ... ويفسدوا الاجواء ... ويسيروا المظاهرات ... وحتى يسقطوا الانظمة ومؤسسات الدول .

كانت البداية بتونس ... ومن بعدها في مثل هذا اليوم الخامس والعشرين من يناير عيد الشرطة المصرية ... عيد ابطال الامن المصري ... الذين يدفعون بدماءهم وارواحهم فداء وطنهم وامنهم ... في عيدهم كانت المسيرات والتجمعات بميدان التحرير بوسط القاهرة ... والتي كانت تحمل الشعارات الزائفة اكثر منها من شعارات حقيقية .

ولانها مصر العظيمة بمؤسساتها وشعبها وجد الرئيس الاسبق حسني مبارك ان في التنحي افشال لمخطط مدبر تم التخطيط له بعناية فائقة من قبل الولايات المتحدة والتنظيم الدولي للاخوان وبعض القوى والشخصيات ذات الارتباطات المعروفة بقوى استخبراتية لاجل استغلال ظروف الناس واحتياجاتهم .. ودس السم بالعسل .. بمحاولة قتل بعض المتظاهرين لاثارة المشاعر وتحفيز الناس الى التخريب والخراب في بلادهم ... وهذا على عكس ثقافتهم ومحبتهم لوطنهم .

لعب الاخوان لعبة الخبث والمكر ... واجادوا لعبتهم التي لم تطول ... بعد ان سقط حكمهم بأسرع مما يتوقعون ... وبعد ان تم عزل محمد مرسي بعد خروج ما يزيد عن 30 مليون مصري رافضين حكم الاخوان ... ومطالبين بحكم وطني .

تم انتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيسا للجمهورية بأغلبية ساحقة .... وها هو اليوم يعيد ترشيح نفسه لاربعة سنوات اخرى بحسب الدستور المصري ... وتلبية لمطالب شعبيه مصرية تريد ان يكون الرئيس السيسي ... الرئيس المنتخب لولاية ثانية .

مصر كانت على رأس الاستهداف والمخطط المدبر ... كان الهدف اسقاط الدولة المصرية وختى تقسيم مصر الى عدة دويلات ... وحتى محاولة زرع بذور الفتنة الطائفية ... كان الاستغلال بشع وفيه من الخبث والشر ... بأكثر مما فيه من الخير لمصر وشعبها .

كان الاستغلال حقيرا وبشعا لازمات اقتصادية ... اجتماعيه ... ومحاولة التلاعب بالداخل المصري من خلال عصابات تعكر الاجواء الامنية واستقرار اهل مصر .

وعندما فشلوا .... وكان فشلهم ذريعا وملحوظا وملموسا وبعد ان اصبحوا غير قادرين على التجمع والتأثير ... وبعد ان فقدوا شعبيتهم وقوة تأثيرهم ... وجدوا بطريق الارهاب واستخدام السلاح والقتل والتخريب والخراب ونشر حالة الفلتان الامني اسلوبا اسرع لزعزعة استقرار البلاد ... ووقف عجلة التنمية والتطور الاقتصادي ... وزيادة الازمات الاجتماعيه والاقتصادية ... ما بعد مرحلة من الاضرابات المطلبية ... والاحتجاجية ... والتوقف عن العمل واغلاق العديد من المصانع والمناطق الصناعيه .... ووقف المشروعات التنموية وحتى محاولة قتل رجال الامن من القوات المسلحة والشرطة .

كانت مرحلة نشر الفزع والخوف .. والفوضى وعدم توفر الاستقرار الامني والاقتصادي والاجتماعي داخل البلاد .

لكنها مصر بشعبها العظيم ... وحكمة قيادتها ومؤسساتها الفاعلة والقادرة على العمل ليل نهار ... وبصورة متواصله ... مؤسسات مصرية محكومة بالقانون وحالة الانضباط .. وحتى استخدام القوة ضد الارهاب والارهابيين ونشر حالة الهدوء والامن والاستقرار ... في ظل استمرار العمل والتخطيط لاجل حالة النهوض الاقتصادي والتنموي ... وزيادة معدلات الدخل .. ومعدلات الناتج القومي .. وادخال الاصلاحات الاقتصادية ... التي يمكن ان تؤثر على المواطن ... لكنها ستعود عليه بالفائده وعلى الاجيال المقبلة .

لقد ادرك شعب مصر العظيم مدى المخاطر المحدقة ببلادهم ... ومدى اهمية حرصهم على امنهم ... وسلامة مجتمعهم ... كما تأكدوا من اهمية العمل والانتاج وتعزيز مقومات القوة الاقتصادية من خلال الانتاج الاكثر والزراعه والصناعه والسياحة ... وحتى من خلال قناة السويس ومشاريع الطاقة والكهرباء والطرق والمدن الجديدة .

حالة ملحوظة بالتقدم الاقتصادي .. ومعالجة الكثير من الازمات ... في ظل استمرار محاربة الارهاب وقوى الشر في منطقة شمال سيناء ... وفي بعض المناطق التي تتشكل فيها المجموعات الارهابية من اتباع الاخوان المسلمين الذين صدموا بخلعهم من الحكم ... كما صدموا بارادة المصريين التي لم تعد تتقبلهم ... كما صدموا اكثر واكثر بحكمة القائد الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي أدار شؤون البلاد بحكمة وقدرة واقتدار ... واستطاع ان يعمل على كافة المسارات ووفق خطط محكمة ... وانجازات ملموسة ... واستيراتيجيات واضحة لسياسات معلومة بأهدافها ونتائجها الملحوظة ... بكل مكان تتحرك فيه داخل مصر من الصعيد حتى الاسكندرية .

الرئيس السيسي والذي أخذ على عاتقه مستندا على شعب عظيم ... ومؤسسات قوية وقادرة على القضاء على الارهاب من جذوره وتجفيف منابعه ... وقطع دابره ... وقطع اتصالاته وتمويله والتضييق عليهم بجحورهم حتى يتم القضاء عليهم نهائيا .... كما المسار الثاني ذات العلاقة بالاقتصاد والتنمية وازاحة شبح الفقر عن بعض الاسر وتوفير معدلات معيشية تمكن المواطن المصري من العيش بكرامة داخل وطنه ... كما عمل الرئيس السيسي اضافة الى سياسته الداخلية ... باعتماد سياسة خارجية متوازنة ... فيها من القوة والحسم ... والادراك الشامل لكافة مجريات الاحداث ... وطرح الحلول والرأي حولها بما يخدم الامن والسلم العالمي ... اضافة الي الامن القومي العربي والمصري.

مصر مسؤولياتها كبيرة وعظيمة ... وعبر التاريخ ... والواقع وحتى بأفاق المستقبل ليس للمصريين وحدهم بل للعرب اجمعين وللمنطقة بأسرها .

وستكون مصر قادرة باذن الله على مواجهة كافة تحدياتها واسقاط كافة المؤامرات المدبرة ضدها ... وهي تعيش ذكرى يوم الشرطة المصرية بالخامس والعشرين من يناير من كل عام ... فانما تجدد قوتها عزيمتها واصرارها ... كما تؤكد ان ما حدث في 25 يناير 2011م لم ولن تتوفر له ظروف النجاح ... لان المؤامرة قد كشفت ... ولان المخططات المدبرة الخارجية والداخلية قد تم تعريتها ... وكشف زيفها من الشعب المصري قبل حكومته .

بقلم/ وفيق زنداح