الاعتراض ...أو المعارضة .... أو عدم الموافقة .... على أي موقف أو رأي ...حق انساني وطني ..... كما هو بالأساس حق مهني اعلامي .... حيث تتكرر الأخطاء من وجهة نظري من خلال تصريحات نستمع اليها بصورة دائمة ....ونقرأها عبر شبكات التواصل من خلال تدوينات لشخصيات قيادية .... تري لنفسها..... أو من حقها ....أو مسموح لها بالمطلق أن تقول ما تراه مناسبا من وجهة نظرها ....وأن تتحدث حول أي موضوع بتحليل شخصي أو فصائلي .... باعتبار أن كلماتها وعباراتها .... موزونة بالذهب ...وبريقها ظاهر ....ومعانيها مؤثرة .... وبالتالي من حقهم أن يقولوا ما يريدون ....وبحسب وجهة نظرهم أنهم يعبرون عن الحقيقة والصواب ..... وعلى المجتمع وكافة المتلقين أن يؤمنوا بتلك الحقيقة ....وأن يتم تكرارها .... وتداولها .....وحتى امكانية الرد عليها ..... عبر التدوينات والفيس بوك وشبكات التواصل .... وكأننا بدأنا نمارس نضالنا الجديد .... وديمقراطيتنا الجديدة .... وحتى اظهار خلافاتنا .....على سطح تلك الصفحات التي يطلع عليها الملايين من البشر .....وكل منهم يقرأها بطريقته ..... ويفهمها بحسب ثقافته .... وربما بعدم معرفته حول طبيعة الشخص المتحدث ....أو المدون ...أو المصرح .
لا أعرف اذا كانت التصريحات مقصودة ...أم أنها غير مقصودة .... حول تحرك أبناء الوطن الواحد ما بين محافظة وأخري ..... وما يصدر من تعبير زيارة مرحب بها .... وكأن القادم زائر ..... الي بيت المرحبين به ..... أو القادم اليهم .... مع أن المسألة ليس كذلك بحكم عوامل كثيرة ....وأسباب عديدة .... ومنطلقات لم نصنعها نحن ....بل ولدنا عليها ....وتربينا بأفكارها ...وتعاملنا على اساسها ...ونؤمن بها .... لأنها من جذور ثقافتنا وفكرنا الوطني والسياسي ....أننا جميعا أبناء هذا الوطن ..... وأن كل منا يتحرك من حي الي حي ....ومن مدينة الي مدينة ...ومن محافظة الي محافظة ....بحرية تامة ....ودون أدني اشعار ....وحتى دون أدني تصريح .....يمكن أن يعبر عنه أي شخص.... وكأن القادم لوطنه والمتحرك بداخل بلاده .... يحتاج الي الترحيب ....بما يسمي الزيارة .... لأن مفهوم الزيارة هي للغرباء وليس لأصحاب الوطن .
لماذا نلفت الانتباه الي عبارة قد لا يراها البعض كبيرة ....ومؤثرة .... وذات دلالات ومعاني ....لأن تكرارها ....والتأكيد عليها .... ومحاولة الايحاء من أصحاب التصريحات ....بأنهم يرحبون بزيارة وفد حركة فتح .... مسألة غير مقبولة .... ولا يمكن أن نمررها على اعتبار أنها تعبر عن حسن خلق ....وحسن تعامل .....وترحيب ...وفتح للأبواب المغلقة ....وكأن الوطن وأخص قطاع غزة ..... ملك لحركة سياسية ..... دون باقي الحركات والقوي ...... بل ليس ملكا لشعبها .... ولهذا الجزء العزيز من الوطن .... الذي تم تقسيمه وتجزأته .... بكافة أشكال التقسيم ....وحتى بكافة أشكال التعابير السياسية واللغوية ....والتي اعتبرها مقصودة .... بحكم سيطرة الواقع .
نحن اعتدنا على منح التصريح بالتحرك .... ما بين منطقة وأخري .... داخل هذا الوطن المحتل .... بمحافظاته الشمالية والجنوبية .... من العدو الصهيوني المحتل لأرضنا الذي يسمح أو لا يسمح بالتحرك .... أو بالزيارة ..... لكن بيننا وبين أهلنا وعشيرتنا وأبناء شعبنا ..... فتحن ندخل ونخرج دون استئذان .... ودون لغة الترحيب بعبارة الزيارة .... والمقصود فيها السيطرة وأن القادم زائر .... وأن الجالس بحكم المسيطر .....وهذه ليست لغة مصالحة ...كما أنها ليست لغة وحدة .... كما أنها ليست لغة أبناء شعب واحد يعيشون ذات الظروف والهموم في ظل احتلال جاثم ....على صدورهم جميعا .... وفي ظل احتلال مسيطر يتم أخذ الاذن منه ..... بالزيارة والتحرك .
التصريحات والمتحدثين ... بلغة الترحيب بالزيارة .... شخصيات متعددة ...ولا نريد ذكر أسمائها .... حتى لا يقال أننا نقصدها تحديدا ....كما أننا لسنا بوارد اختلاق اشكالية جديدة .... في ظل اشكاليات قائمة ومتفاقمة .... لا زالت تنخر بلحمنا وعظمنا وتزيد من همومنا .... وويلات حالنا .... وما نعيشه من أزمات ..... طال أمدها .... وتشعبت بكافة مناحي حياتنا .... حتى وصلت الي غذائنا وشربنا وصحتنا ...... وحتى وصلت الي أجيالنا وأطفالنا وأمهاتنا .
نحن بحال لا يحتمل المزيد من التصريحات .... التي لا تعبر عن روح المسئولية .... ولا تعبر عن روح الوطنية الفلسطينية الحقيقية .... بل تعبر عن حالة انقسامية .... تتعمق يوما بعد يوم ....بل وتتجذر بداخل فكر البعض منا .... وحتى بداخل نفوس من يطيب لهم الاستماع .... الي مفردات الانقسام ....والتشرذم والمناكفة .... ما بين شركاء الوطن ... وحتى أكون ببعض أمثلة تلك التصريحات.... التي لا تعبر عن لغة الوحدة ....كما انها لا تعبر عن لغة العمل على الوئام وانهاء الانقسام ...وتعزيز المصالحة حتى وان كانت تحمل عنوانا جاذبا .... كلاما جميلا ..... من جميل ....لكن الكلام شي والفعل شي أخر ....ومختلفا تماما ....فالمتحدث وقد كتب لائحة الاتهام وحدد بنودها ..... وجعل من الانقسام الاسود ...وما ترتب عليه من أثار وانعكاسات وأضرار .... أنه يستوجب محاكمة المتسببين به .....أو العاملين عليه ..... أو الدافعين لاستمراره .... كلها تعبيرات لغوية ليس المقصود فيها تحميل مسئولية الانقسام على حركة سياسية قامت بما قامت به ..... وأمام أعين الجميع ..... وبعلم الجميع ....لكن الكلام الجميل الذي تم ايصاله يراد من ورائه تحميل السلطة الوطنية والرئيس محمود عباس مسئولية ما الت اليه الامور ..... وكأن صاحب التصريح يحاول التناسى أن 11 عام من الانقسام الأسود ....وما ترتب عليه من أزمات متفاقمة .... وكوارث اشترك فيها الجميع دون استثناء ....ولكن بدرجات متفاوتة .....بالنتائج ...ولكن من حيث السبب ...فالسبب واحد ووحيد هو من قام بالانقسام ....أما ما ترتب عليه من نتائج وحالة الاستمرار بتفاقم الأزمات ....وعدم ايجاد الحلول ....وحالة العجز السياسي للقوي والفصائل في لملمة الأمور .... وحسم المواقف .... بل أكثر من ذلك ....وأنا أحد المتابعين لكافة التصريحات منذ الانقلاب وحتي يومنا هذا ..... أن هناك الكثير من التصريحات التي كانت تغذي الانقسام ولا تساعد على التوحيد والوحدة ومعالجة أسبابه .
القوي السياسية .....خارج طرفي الانقسام حماس وفتح ....عليهم واجبات ومسئوليات لا تقل بأهميتها ودورها .... عن دور الحركتين لأن مثل هذه التصريحات ومحاولة بيع المواقف لطرف دون الأخر.....وهذا ليس معهودا ومتبعا ومسموحا ..... من فصيل نحترمه ونعتز به .... ونقدر تاريخه .... ومواقفه .... حتى وان كان دائم المعارضة .... والتناقض مع الاخرين .... الا ان هذا لا يعني بالمطلق عدم احترام المواقف والاخذ بها جزئيا أو كليا .... بحسب الموقف ومضمون التصريح .
التصريحات لا تتوقف ..... فأحد قادة حماس .....يقول أن غزة جنة ومن لا يراها كذلك فهو كاذب .... وأن غزة ليس فيها جائع ...وقال أحدهم أن غزة رغيدة ....ولا عاطل عن العمل .... وأن غزة وغزة ...وكأنهم لا يرون ...ولا يشاهدون .....ولا يستمعون الي أراء الناس حول غزة التي تنهار ..... وتغرق .... بوحل أزماتها ... وكوارثها .... وبانهيار عائلاتها وأسرها .... من شدة الفقر والاحتياج ....وحتى انهيار تجارها ..... واغلاق مصانعها وورشها ...وزيادة نسبة البطالة فيها ....وتهالك بنيتها التحتية .
نأمل من القادة المحترمين أن يطلعوا صباح كل يوم ...على كافة التقارير الصادرة من المؤسسات الدولية والمحلية والتي تتحدث عن نسبة الفقر ....وعن نسبة البطالة.... ومدي فداحة الخسائر ....ومدي الحال الذي وصلنا اليه ....ومدي عمق المصائب التي نعيش فيها داخل القطاع .
مسخرة ...ومهزلة ...وعدم مسئولية .... عناوين المرحلة الحالية التي نعيشها ....في ظل أمراض متفشية .... وفي ظل فقر ينتشر ...وفي ظل بطالة تتزايد ....وفي ظل أجيال تذهب الي المجهول .... في ظل مستقبل ضائع .
الشعوب وعبر التاريخ ..... تحمل المسئولية الكاملة لقادتها .... في كل مرحلة من المراحل ...كما أن هناك الكثير من القادة الذين امتلكوا الشجاعة وروح المسئولية وأعلنوا بصراحة تامة عن مسئوليتهم ....عن حقبة زمنية تاريخية أوصلت شعبهم الي مرحلة ليست المفضلة بالنسبة لهم ...كما أن هناك من القادة الذين وقفوا أمام شعوبهم ...ويعترفون بهزيمتهم ويتحملونها ....وينسحبون من موقع المسئولية .
الا نحن أبناء فلسطين بكافة قوانا السياسية لم نسمع .... ولم نري .... ولم نقرأ .... من أي قائد وطني فصائلي أنه يعترف بالخطأ ....أو أن فصيله قد شارك بخطأ ما ....أو أن الجميع قد أخطأوا التقدير والحساب ....وأنهم مشاركين بتحمل مسئولية المرحلة ...وما أصابنا من مرض وجوع وفقر ....وما زاد علينا من هموم وكوارث ....وأجيال ضائعة لا تعرف مصيرها ....ولا الي أين تذهب .
نريد من القوي السياسية الفلسطينية ....وهذا ليس ضعفا أو انهزاما ...أو انكسارا ....بل تعبيرا عن مسئولية عالية .... وثبات حقيقي .... وصمود أمام هجمة شرسة تزداد بحدتها وضراوتها .... واعتراف حقيقي أمام شعب يمتلك من الوعي والثقافة ما يستطيع ان يميز ما بين الخطأ والصواب .... وما بين الحقيقة والكذب .
سياسة تضليل شعبكم ...ومحاولة خداعه .... ليست لمصلحتكم ....بل تزيد عليكم المسئولية ....بل أكثر من ذلك تزيد من الهجمة عليكم ....فاذا كنتم تقرأون..... فليطلع كلا منكم بعد تصريح له على تعليقات الناس ....وليجلس كلا منكم أمام بعض الافراد ليستمع منهم حول ما يدور في الشارع وحول ما يقال ....وحول ما يتحدث به الناس .
لقد وصلنا لمرحلة زاد فيها الكلام الي حد التطاول ....والي حد التجريح والتشهير .... وهذا ما يغضبنا ولا يسعدنا بالمطلق .... فكافة القوي والفصائل نعتز بها ....ونعرف قادتها والمسئولين عنها ... وهم بمجملهم شخصيات محترمة ..... لكنها مقصرة .... شخصيات وطنية لكنها عاجزة .... شخصيات متوازنة بفكرها ومواقفها ....لكنها لا تمتلك قول الحقيقة .
هنا تبرز القيادة ..... بقول الصدق والحق .... والا فان القيادة تسقط ...اذا كانت تضلل وتخدع ... ولا تقول الحقيقة .
أما استمرار حالنا .... بتعليق كل أحوالنا .... على شماعة السلطة والرئيس ...وكأن كل منا ليس له علاقة بما يجري ...ويما نحن عليه من مصاعب فهذه سياسة الهروب ..... التي لا يمكن أن توفر الحماية والصيانة لأي موقف كان....بل العكس تماما فان الهروب من المسئولية ومواجهة الحقيقة .... يزيد من نسبة المسئولية التي يتحملها هذا الفصيل أو ذاك .
نأمل مرة أخري أن نحاول بتصريحاتنا أن نكون أكثر اتزانا وعدلا .... لأننا نخاطب شعب واعي ومثقف وقادر على التمييز ....وأن نقلل من تدويناتنا التي تثير الاشمئزاز لدينا ....كما تزيد الغضب عندنا .... وليس اخرها تغريده تقول ( أن الرئيس عباس قد أحال موظفي غزة المستنكفين الي التقاعد المبكر ....وخفض من رواتبهم 30% ليحولوا لمجموعة من الفقراء )....واضاف القيادي المخضرم في تغريدته عبر صفحته الشخصية تويتر متسائلا ( ماذا فعل أبو مازن بموظفي غزة المستنكفين.... يقول هذا القائد الكبير سهلوا لهم الاستقراض من البنوك ...ثم أحالوا بعضهم الي التقاعد المبكر....وخفضوا رواتب الباقي بأكثر من 30 % فحولوهم الي مجموعة من الفقراء!! )
وأوضح القائد الكبير أن حزمة العقوبات لغزة كان أخرها زيادة الضرائب !! متسائلا : هل المطلوب انكسار أو انفجار منبع الوطنية الفلسطينية ؟!! .والله ان هذا السؤال هو لك ...وليس لأحد غيرك.
ألا يستحق هذا الكلام ردا مناسبا....بالتأكيد يستحق ولكن بأدب شديد ...وبأخلاق وطنية عالية ...وبروح متوازنة تقدر الجميع .
أولا : أنا لست مدافعا عن أحد ....كما لا أتحدث من منطلق مهاجمة أحد .
ثانيا : الرئيس محمود عباس وبصفته الاعتبارية رئيس للسلطة الوطنية ...وبالقلم والورقة وبالإحصائيات وبالأموال المدفوعة ...والنفقات التشغيلية والتطويرية ...والرواتب ...والشؤون الاجتماعية والصحة والتعليم والمياه والكهرباء .... لا أعرف حسابها ....ولا أعرف قيمتها .... ولكن بالمقابل هذا القائد الذي يجلس خارج الوطن .... وكل يوم وأخر له تدوينه جديدة ..... أريد أن أعرف ماذا قدم لأهالي غزة حتى يخففوا من فقرهم ؟! .
ثالثا: المستنكفين الذين تباكي عليهم استنكفوا بفعل انقلاب دامي وليس بفعل ارادتهم وقرارهم الشخصي ... ولظروف لم تكن تسمح للعمل ...والجميع يعرف ذلك.
رابعا: الخصومات طارئة واستثنائية ..... وستعود بأثر رجعي لكل موظف من موظفي الشرعية .
خامسا : الاستقراض قرار شخصي للموظف لا يتحمل مسئوليته أحد الا الموظف بحد ذاته .
سادسا : محاولة استمرار خلط الاوراق والتهرب من المسئوليات .... وعدم امتلاك شجاعة القرار والقول حول ما يجب عمله لإنجاز المصالحة وانهاء الانقسام الاسود ....تحسب عليكم ولا تحسب لكم .
حالنا يزيد من صعوباته .... وتعقيدات مشهده .... بفعل ارادتنا... وعبر تصريحاتنا غير المسئولة ....واستمرار انحيازنا وعدم توازن مواقفنا ....وحتي عدم امتلاك شجاعة الموقف لمحاسبة الذات ..... انصافا للمواقف .... وعدم استمرار تحميل المسئوليات .... والتهرب من أدني مسئولية ....رغم أن المسئولية الاكبر .... معروفة للجميع .... بحكم فعل أسود ....لتاريخ أسود .....لانقسام اسود .
الكاتب : وفيق زنداح