أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعده الارهابي والذي يخرج ما بين الحين والاخر... اما مهاجما ومنددا بأنظمة عربية واسلامية ... واما مهاجما لجماعات وحركات اسلامية ... يختلف معها بالمنهج والفكر والسياسة والاسلوب ... كان اخرها هجومه على الحركات الاسلامية المتواجده بالوطن العربي وعلى رأسهم التيارات السلفيه ... وحركة النهضة التونسية ... وتنظيم الاخوان المسلمين في مصر .
تحدث الظواهري ما بعد سبع سنوات على ما يسمى بالربيع العربي (الامريكي) والذي قال عنها انها استغلت ويقصد الحركات الاسلامية غضب الجماهير الشعبية التي طالبت بحكم الشريعه الاسلامية !!!! ويبدو ان الدكتور أيمن الظواهري لم يستمع للشعارات المرفوعه والتي لم تطالب بتطبيق الشريعه الاسلامية ... باعتبارها انها أحد المصادر داخل الدساتير الحاكمة بالاغلبية العظمى للدول العربية .
بأحداث ما يسمى بالربيع لم يطالب بالشريعه الاسلاميه .... بل طالب بالمزيد من الديمقراطية والعدالة الاجتماعيه وتحسين الاحوال المعيشية ... ولم يكن بالشعارات أي علاقة بالشريعه ومفاهيمها بحسب ما يتواجد بعقل الظواهري .... وحتى باقي مسميات الحركات الاسلامية .
هجوم الظواهري على الحركات الاسلامية في تلك الدول ... يؤكد بداية على عدم وحدتها ... كما يؤكد على اختلاف اجتهاداتها ... كما يؤكد على اختلاف فهم نصوصها الغامضة ... والتي تفهمها كل حركة بحسب أميرها وأمامها ومؤسسها .
عندما يتم صياغة الدساتير والتي بالحقيقة قد شارك فيها الجميع من اساتذة القانون الدستورى ... واصحاب الخبرة السياسية ... والعاملين بالاحزاب ..... والمفكرين ..... والاعلاميين ... ليست دساتير يتم صياغتها بفكر واحد ... ولاجل طائفة واحدة ... بل انها دساتير اوطان ... تعبر عن شرائح وافكار أي مجتمع من المجتمعات .
الحركات الاسلامية كما يدعي الظواهري التي قامت بكتابة نصوص غامضة بالدساتير الجديدة ... والتي لم تعبر عن وجهة نظره وفكره واسلوبه .. باعتباره غير مشارك ... بل مكفر للمجتمعات وللانظمة السياسية بل أكثر من ذلك معاديا ومحاربا وقاتلا لكل من يختلف معه في الفكر والاسلوب والاهداف ... وبالتالي يرى بالدساتير التي تم تأسيسها ... أن نصوصها غامضة !!!! .
الظواهري والذي يشدد بهجومه الدائم على الحركات الاسلامية .... التي يدعي انها تتعاطف مع الحكام والانظمة ... كما انها تسعى للحكم ... والتي يرى فيها خروجا عن السياسة الواجب اتباعها ... والشريعه الملزمة لها !!!!.
كلمة الظواهري زعيم القاعده التي نشرها عبر وسيلة اعلامية تابعة للتنظيم الارهابي بعنوان
(بعد سبع سنوات اين الخلاص )؟!!!!!
سؤال بغير محله ... ولا يعبر عن صراحة ومسؤولية وشجاعه ... في ظل مشاركة فاعله للقاعده بأعمال ارهابية تكفيرية .... لا زالت قائمة ومستمرة بالعديد من الدول والاقطار العربية ... والتي تعمل على تعطيل استقرارها ونموها وتطور احوالها ... ولم يسأل الظواهري نفسه كما غيره من مسميات الاسلام السياسي وعلى رأسهم الاخوان ... ماذا فعلوا بالدول التي تواجدوا فيها ... وما أحدثوه من خراب ودمار وخسائر فادحة ... كما أحدثوا المزيد من عدم الاستقرار واختلاق الازمات الاقتصادية والاجتماعيه بفعل فشل حكمهم في مصر ... وغيرها من الدول .
يقول الظواهري ان سوريا قد دخلت بحلول دولية ... وهو بالتالي يعبر عن غضبه .... ويريد لسوريا أن تستمر بحالة صراع داخلي لمجموعات ارهابية متعددة الانتماءات والجنسيات لتخرب وتدمر بهذا البلد العربي الشقيق .... ولا تريد تدخلا روسيا بالتحديد لاجل ايجاد مخرج سياسي للازمة السورية .
كما ان الظواهري يشن هجوما على الحركات الاسلامية الاخرى ... ويقول بانها لم ترم حجر بالثورات العربية واكتفت بالمشاهدة حسب قوله !!!!.
كلام صحيح للظواهري !!!!... بأن الحركات الاسلامية لم تقذف حجر ... لكنها قذفت بالقنابل والملتوف ... واطلقوا الرصاص ... وقذائف RBJ ووضعوا المتفجرات والعبوات الناسفة ... وقتلوا الالاف من الابرياء ... كما قتلوا من ابناء جيش مصر العظيم وشرطتها الباسلة ... لم يتحدث الظواهري عن قتل الابرياء ... والمختلف معهم بالفكر والسياسة .... بل يشجعوا باقي الحركات الاسلامية على الخروج عن سياستهم اذا ما كانت معتدلة ومتوازنة ... لتدخل بمواجهة شاملة وارهاب مستمر .... وهذا ما يحدث حتى يومنا هذا .
الدكتور الظواهري زعيم القاعدة الارهابية اعتبر ما حدث بما يسمى بالربيع ... انها انقلبت الى مسرحية الديمقراطية حسب ادعائه !!!!!!
الديمقراطية ليست مسرحيه ... بل تعتبر حقا سياسيا اجتماعيا انسانيا ... يعزز من حرية الافراد والمجتمعات والتي لا تقبل بدكتاتوريات الحكم وبنظام الامارة والخلافة ... وحكم طالبان وحكم ايران وحكم الاخوان
الدكتاتورية مستبدة .... وقاتلة للفكر والابداع والابتكار وحالة النهوض المجتمعي وعلى كافة المستويات .
الديمقراطية الحقيقية التي لا يتسع المجال للحديث عنها بصورة موسعة ... تتناقض وفكر الظواهري واساليبه الارهابية ... كما تتناقض وفهمه للحكم والسياسات التي يجب اتباعها داخليا وخارجيا ... بل يفتقد من خلال فكره المنحرف ... وسياسته الارهابية مع ارادة الشعوب التي تتطلع الى المزيد من الديمقراطيه ... والى المزيد من التنمية .
ما تم في مصر الشقيقة من اسقاط حكم الاخوان بعد خروج ما يزيد عن 30 مليون مصري رافضين لحكمهم ومطالبين بعزل محمد مرسي ... كان تعبيرا ديمقراطيا شعبيا حريصا على عدم أخذ الوطن المصري الى مربعات التخلف والتراجع .... عن الدور والمكانة القومية والعربية والاسلامية ... كما التراجع عن الديمقراطية وحرية المجتمع فكانت الانتخابات الديمقراطية المباشرة والتي اعطت الاغلبية الساحقة للرئيس عبد الفتاح السيسي ... كما يجري اليوم من ترشح جديد لولاية ثانية سيعبر فيها الشعب المصري عن ارادته الحرة باختيار قيادته ورئيسه الامين والمؤتمن في لحظات تاريخيه حاسمه ... وفي ظل ارهاب يهدد البلاد ... وفي واقع تنمية مستمرة واصلاح اقتصادي... يواصل طريقه على طريق بناء مصر المستقبل .
الظواهري يتحدث ان تلك الحركات الاسلامية سارعت بركوب موجة الثورة !!!!!
هذا صحيح !!!!.... وخروج الناس في 25 يناير لم يكن هدفه اسقاط نظام حكم الرئيس السابق حسني مبارك بل كان بمناسبة عيد الشرطة المصرية وتعبير عن بعض المطالب الاجتماعيه والاقتصادية ... ومواجهة بعض ظواهر الفساد ... والتي تم استغلالها من قبل الاخوان لتمرير المشروع الامريكي بأخونة المنطقة وسيطرة الاخوان على انظمة الحكم ... من خلال صناعة الفوضى ... وقتل المتظاهرين بسلاح خفي واتهام القوات الحكومية بجريمة قتلهم ومن خلال سلاح الحكومة ... وهذا على عكس الحقيقة والواقع ... وما اثبتته الايام والمحاكم وقرار القضاء ... الذي لم يدين أحد من افراد الشرطة المصرية او الامن المصري بقتل المتظاهرين .... والذي أثار غضب الجماهير المحتشدة في ذلك الوقت وخلط الاوراق ... واحكم حلقات المؤامرة الاخوانية الامريكية ... والتي لم تنجح ولم يطول أمدها بسقوط مرسي بعد عام من حكمه .
الحركات الاسلامية التي يتحدث عنها الظواهري فشلت في المشاركة ... كما فشلت بالحكم .. وبالتالي فان الحكم له متطلباته واصوله واساسياته وقوانينه التي لا تعرفها تلك الحركات .... ولا تستطيع ان تسير عليها رغم كل الجهود الامريكية وبعض الجهات الاخرى لتوفير ظروف احكامهم للحكم .... الا انهم فشلوا ... فشلا ذريعا .
صحيح كلام الظواهري ان تلك القيادات لم تستطيع قيادة ثورة مسلمة او غير مسلمة !!!!
صحيح بجزء من الكلام !!!! لكن الصحيح الاكثر دقة .... ان الطائفية ومحاولة زرع بذور الفتن ما بين الطوائف داخل ابناء الشعب الواحد لم تمر.... ولم تكون متاحة نتيجة ليقظة شعبية ... وطنية ... وحدوية .
اضاف الظواهري زعيم القاعدة الارهابية ان الغنوشي ومرسي عملوا لاسترضاء امريكا !!!!!
وكأن الظواهري قد تناسى من أسس القاعدة على يد اسامة بن لادن ... وكان الظواهري عندها نائبا له والتي تأسست على ايدي المخابرات الامريكية ... لمحاربة قوات الاتحاد السوفيتي السابق بافغانستان والقضاء على حكم الرئيس الافغاني بابراك كارمال ورفعهم لشعار محاربة الشيوعيه .... وما قاموا به من تجنيد الشباب العربي تحت شعار مجاهدي افغانستان والذي اوصلهم الى مرحلة الارهاب التكفيري ...ز الذي نعيشه اليوم بالعديد من الساحات العربية .
عجبي .... واستهجاني .... وغضبي .... ان لا يعجب الظواهري الارهابي شعار ...
(الجيش والشعب ايد واحدة )
وكأن تلك التنظيمات الارهابية بما فيها القاعدة ضد الوحدة ... وتعزز من الفرقة ... كما تعزز من الطائفية والمذهبية والحروب الداخلية .
هل هناك أعظم واقدس من شعار
(الجيش والشعب ايد واحدة )
أليس هذا تعبيرا عن وحدة المصريين ودفاعهم عن ارضهم وشعبهم ووطنهم ومكتسبات ثورتهم .... أليس بهذه الوحدة تم مواجهة الارهاب التكفيري ؟!!!!! اليس بهذه الوحدة تم البناء والتعمير وزيادة معدلات التنمية .
هل هناك اعتراض لدى الظواهري ... حول شعار
( تحيا مصر ... تحيا مصر ... تحيا مصر ) ... بالتأكيد لديه الكثير من المعارضة حول هذا الشعار التي يجتمع حوله 105 مليون مصري .
يقول الظواهري ان تلك الحركات الاسلامية التي سماها ببداية المقال بأنها لم تواجه اجهزة الامن واركان النظام حسب قوله ... ألم يشاهد ايمن الظواهري مشاهد القتل... والذبح .. والتفجيرات .... والكمائن الملغمة .. الم يشاهد قتل الجنود وهم بشهر رمضان بتناولون افطارهم ... الم يشاهد الظواهري من يذبحون على ايدي الارهاب التكفيري ... كما لم يشاهد مذبحة مسجد الروضة الذي استشهد فيه ما يزيد عن 330 مصلي في يوم جمعة وأثناء صلاة الجمعة ... الم يشاهد الظواهري تفجير الكنائس وقتل اقباط مصر ابناء الشعب المصري وهم يؤدون صلاتهم .
ماذا كان يريد الظواهري ان يرى أكثر من قتل الاطفال والنساء والشباب والرجال من ابناء مصر وسوريا والعراق ؟!!!!!.
الظواهري الارهابي زعيم القاعدة الارهابية والذي وضع الحركات الاسلامية بسلة واحدة ... وبتوجهات واحدة ... وبأهداف واحدة ... مما وضعهم باتهام واحد ... وهذا ليس من الانصاف والعدل .
فنحن في فلسطين لدينا حركات اسلامية وطنية مثالها حركة حماس والجهاد الاسلامي نختلف معهم بالسياسة ... ولكن لا نختلف معهم حول مصالح الوطن ووحدته وحريته وتطوره ... نختلف معهم بالرؤية السياسية ولكن الاختلاف بالنقاش والحوار ... ولم يأخذ طريقه ... ولن يأخذ طريقه.... الى لغة العنف لفرض الاراء والافكار .
نعيش بوحدة وطن ... وحدة شعب وقضية ... واهداف نبيلة ... نختلف ونتفق .... لكننا ليس لدينا ثقافة الصراع ... واسالة الدماء ... وقتل الابرياء ... نحن في فلسطين لدينا كافة الافكار والأيدولوجيات ... وكلها تتجمع على محبة فلسطين وشعبها وحرية ارضها ... وهذا بعكس كافة التنظيمات الارهابية التكفيرية وعلى رأسها تنظيم القاعده وداعش وبيت المقدس والنصرة ومسميات عديدة ذات مشارب واحدة ... ومنطلقات واحدة ... واهداف واحدة .... عنوانها الخراب والدمار للشعوب والمجتمعات حتى انهم قد وصلوا الى مرحلة الخراب على ديننا الحنيف واسلامنا الوسطي .
بقلم/ وفيق زنداح