يبدو أن الاعلام الاسرائيلي ..... مستمر بسياسته التحريرية .... وفبركاته الاعلامية ...ورؤيته المزيفة...ومحاولة الاسقاط التاريخي المزيف .... وكأنه يتحدث عن حقائق مؤكدة .... ومن خلال مصادر موثوقة .... ولا شغل ولا شاغل له .... الا الرئيس محمود عباس والسلطة الوطنية .... وحركات المقاومة الفلسطينية ....والقدس ومقدساتنا...وتزييف تاريخها.
الرئيس محمود عباس يأخذ قسطا واسعا من مساحة الصحف الاسرائيلية من خلال العديد من المقالات والتقارير الاخبارية ..... كما يأخذ مساحة اضافية من خلال التقارير التلفزيونية والاذاعية .... وكلها تعتبر مصدرة لأخبار مفبركة .... لصحف أمريكية وبريطانية .... تحاول أن تنشرها وتروج لها .... وكأنها حقائق سياسية .... وتاريخية .... بعكس الحقيقة والواقع والتاريخ.
الاعلام الاسرائيلي الذي يتباكى على حال غزة ...وقرب انهيارها .... كما يذرف الدموع على قسوة السلطة ورئيسها ... وكأن ما يجري بغزة بفعل اجراءات الرئيس عباس .... وبفعل اهدار مالي من قبل حركة حماس .... بغرض حفر الأنفاق ...وتسليح نفسها .
حتى أن حكومة نتنياهو وعبر اعلامها تحاول خداع وتضليل الرأي العام .... بأنها تسعي من خلال الاجتماع الدولي للمانحين .... بمحاولة انقاذ غزة .... وتعزيز المشاريع بداخلها .... ووضع الملايين في مشاريع البنية التحتية .... و المناطق الصناعية ...وتحلية المياه ....وغيرها من المشروعات الاقتصادية والتنموية والخدماتية .... التي تحاول من خلالها ان تصور لنفسها صورة بعكس حقيقتها .... كما بعكس سياستها .... وحصارها الظالم ..... وعدوانها الدائم ....ودمارها لغزة من خلال 3 حروب عدوانية ....لم تتوقف فيها الة العدوان الاسرائيلي من استهداف كافة مناحي الحياة .... وحتى منازل المواطنين وكافة مؤسسات السلطة الوطنية .
الاعلام الاسرائيلي .... الذي يحاول بمكر وخبث.... أن يصور للعالم بأنه لم يعد هناك شريكا فلسطينيا ...... كما يحاول أن يصور ان هذا الشريك لا يمثل الجميع .... وأن الرئيس عباس يدعو للعنف والارهاب .... وأنه لا يعمل من أجل السلام بحسب مفهومهم ومشاريعهم التصفوية ..... وأن الرئيس عباس أوشك على الانتهاء والنهاية الحتمية ....بعد أن أضاع كافة الفرص ...وبعد أن وصل الي طريق مسدود .... وأن بدائله عديدة ....لشخصيات متعددة .... ولقوي سياسية جاهزة ومستعدة ..... وتمتلك الشجاعة بحسب وجهة نظرهم .... لانجاز مشروع التسوية .
كما يحاولون من خلال اعلامهم أن يؤكدوا أن الشعب الفلسطيني .... يحتضر جوعا ويأسا واحباطا ..... وأنه لم يعد بمقدوره الاستمرار بمثل هذه الحالة ..... وأن الانفجار قادم .
أي أن الصورة سوداء .... والافاق مغلقة .... ولا مجال للتقدم ... طالما ان الرئيس عباس موجودا .... فلذا يجب ازاحته من المشهد السياسي .... حتى يكون المجال متسعا .... للتقدم وانهاء المشكلة .... والازمات القائمة .... وحتى يمنع الانهيار المتوقع .
باختصار ..... اما القبول بما يفرض أمريكيا وإسرائيليا .....والقبول بقرار ترامب وبصفقة القرن...واما بداية النهاية للرئيس عباس..... وكلها بمجملها ودوافعها ومنطلقاتها يمكن الرد السريع عليها .... بمنطق اعلامي ...وسياسي .... لا خبث ولا مكر فيه .... لكنه الرد الموضوعي .....اذا كان هناك ممن يقرأ الردود الموضوعية .... والتاريخية .... والتي لا حياد عنها ....ولا انحياز .
أولا : الرئيس محمود عباس وبصفته الاعتبارية وبقيادته للشعب الفلسطيني .... لا يمكن تجاوزه أو القفز عنه وعن ثوابت شعبه المعلنه .
ثانيا : الرئيس محمود عباس بصفته الاعتبارية يمثل كافة المؤسسات الشرعية الفلسطينية والممتدة منذ عقود ... وعلى رأسها منظمة التحرير الفلسطينية .... بكافة مؤسساتها المجلس الوطني والمركزي واللجنة التنفيذية .... وأن اتفاقية أوسلو أصبحت من الماضي ,....وأن السلطة الوطنية الفلسطينية منجز ومكتسب وطني .
ثالثا: المراهنة والوهم لقيادة بديلة أو صناعة أمريكية اسرائيلية ....أو روابط لقري جديدة .... أو جيش للحد جديد.... لم يعد ممكنا .... بل مستحيلا .... بعد تجربة طويلة وخبرة عظيمة .... ونتائج ملموسة أوصلت فلسطين الي مرحلة متقدمة ... تحتاج فيها الي خطوة واحدة حتى تكون دولة مستقلة .... بعاصمتها القدس وباعتراف دولي كامل .
رابعا: حكومة نتنياهو أو اى حكومة اسرائيلية تجد بكل من يتعارض معها .... أنه غير شريك وأنه خارج عملية التسوية ....وأنه ضد السلام ...وهذه اسطوانة مشروخة ومكشوفة .... اعتاد عليها العالم بأسره .
خامسا : المواقف المعلنة والمؤكدة ... بمجمل القرارات الدولية والعربية والفلسطينية ترفض القرار الامريكي للرئيس ترامب حول القدس وهذا أمرا محسوما لا رجعة عنه ولا بديل .
سادسا : كل ما يمكن أن يخرج من مبادرات ومشاريع للتسوية أو صفقات أمريكية لن يكتب لها النجاح .... ولن يتم التعامل معها .... الا اذا كانت واضحة بأسسها ومبادئها .... وأهدافها ... ومرجعياتها .... القانونية والسياسية والمحددة بتاريخ بدايتها ونهايتها ونتائجها وفق الثوابت الوطنية الفلسطينية .
سابعا: أمريكا واسرائيل لا يمتلكوا برغم قوتهم وقدرتهم ومدي ابتزازهم السياسي والمالي من شطب قضية اللاجئين .... كما شطب قضية القدس .... كما عدم قدرتهم على شطب امكانية دعم وكالة الغوث .... وكلها تأتي في اطار الابتزاز والضغط المالي لتحقيق أغراض سياسية .
وكم كانت محاولاتهم عبر عقود طويلة من شطب فلسطين بكاملها من الخارطة السياسية العالمية....لكنهم فشلوا .
ثامنا : لا مجال للتلاعب والعبث واستغلال حالة الانقسام لتمرير حلول جزئية أو مؤقتة أو ما يسمي بمشروع دولة غزة أو غيرها من المسميات والمشاريع التصفوية المرفوضة والتي لا يمكن لها أن تمر بحكم قرارات وطنية واضحة ...وبحكم موقف عربي ملتف حول قرارات الشرعية العربية والدولية .
تاسعا : لا يوجد فلسطيني واحد ....كما لا يوجد فصيل أو حركة وطنية فلسطينية يمكن أن تتجاوز أو تخرج عن السياق الوطني ....وثوابت الشرعية الوطنية ومؤسساتها حتى لا تشطب من التاريخ ومن الواقع .
عاشرا : حكومة نتنياهو التي تتأرجح ما بين الوجود والانتهاء ....كما ادارة ترامب .... التي تتأرجح ما بين الاستمرار والرحيل .... وما يتعرضون له من انتقادات داخلية وعالمية .... لا يمتلكون مساحة أكبر .... بممارسة المزيد من الضغوط بأكثر من سياسة الابتزاز .... والتهديد الكلامي .... والوعيد لايران وللرئيس عباس ولحركة حماس .. وكوريا الشمالية وحزب الله.... وكأن سلة العداء قد تجمعت حتى ما بين المختلفين سياسيا .... وهذا ما يعبر عن حالة التضارب والتناقض .....بالموقف الامريكي والاسرائيلي .
الكاتب : وفيق زنداح