في ظل خطورة الاوضاع وخاصة امام توقيت قرارات الادارة الامريكية المتحالقة و موقفها المعادي ضد الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية والإنسانية، وضد الشرعية الدولية و مواثيق جنيف والقانون الإنساني الدولي، وامام حالة الضعف والانقسام، نسأل كيف نتمكن من العمل على استنهاض الطاقات في مواجهة الهجمة المعادية ؟؟؟ .
كلنا يدرك خطورة صفقة القرن التي تعدها الإدارة الأمريكية على مستوى القضية الفلسطينية والمنطقة ، لأن الإعلان عن الرؤية الأمريكية المشؤومة تأتي استكمالاً لمجموعة قرارات وإجراءات وسياسات تهدف لفرض الاستسلام على شعوب المنطقة، ومحاولة لتعزيز هيمنتها على المنطقة عبر تسعير الصراع الطائفي المذهبي على حساب العداء على أسس وطنية قومية وصلت حد التطابق ما بين اركان بعض النظام العربي والكيان الصهيوني.
ان استمرار الانقسام بين الضفة وغزة، وسعي بعض الدول للتعامل مع الوضع الفلسطيني باعتباره كيانات سياسية، وليس شعبا له حق تقرير المصير والدولة المستقلة، وخاصة امام تنكر الادارة الامريكية لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالصراع العربي- الصهيوني وجوهرها القضية الفلسطينية، وفي ظل استمرار حكومة الاحتلال ايضا بسن القوانين والعدوان وعمليات القمع والعقوبات الجماعية تستدعي من الجميع النظر لخطورة الاوضاع والحذر الشديد مما يحضر من قبل الادارة الامريكية والكيان الصهيوني.
وفي ظل هذه الظروف نقول لم يقتصر الصراع العربي الصهيوني يوماً على ساحة فلسطين، وفي ظل التطورات المتسارعة في المنطقة العربية، تعود هوية هذا الصراع ودرجة اتساعه لتظهر بوضوح، حيث أعادت تصريحات وزير العدوان الصهيوني افيغدور ليبرمان، تظهير النوايا العدوانية الصهيونية على لبنان، بعد التصريحات التي تناول فيها نوايا العدو بالاستيلاء على قطاعات من حقول النفط والغاز اللبناني.
ورغم الثبات الكبير في قاعدة هذا الصراع مع العدو، إلا أن طبيعة الدور الاستعماري للكيان الصهيوني أخذة في التطور لأنماط جديدة، يتسع فيها عدوانه وتتعدد أدواره في المنطقة، وخاصة بعد عملية التطبيع من قبل دول عربية مع كيان الاحتلال ، حيث نحذر من القوى التكفيرية التي تشكل رأس حربة لعدوان تطال مخالبه كل بلد وشعب عربي يبحث عن حريته وحقه في الوجود المستقل.
في ظل هذه الاوضاع ندق ناقوس الخطر لدى صناع القرار الفلسطيني، أكثر من أي وقت مضى، وبصورة تصم الآذان، والمدخل للخروج من دائرة الانقسام التي تلتهم القضية والشعب والكيان السياسي معاً، واتخاذ موقف جريء وشجاع بعقد المجلس الوطني الفلسطيني، وترتيب البيت الفلسطيني، وتقوية عوامل صمود الشعب الفلسطيني وقيادته، ورسم استراتيجية وطنية وكفاحية
تقطع الطريق على صفقة القرن والعمل على صون المشروع الوطني والكيان السياسي منظمة التحرير الفلسطينية وتفعيل وتطوير ومؤسساتها، والعمل على استحضار مختلف أشكال المساندة والدعم لشعبنا وقضيتنا.
من هنا نرى العمل على إجراء مراجعة سياسية فلسطينية شاملة للمرحلة التي مضت، والتي عانى خلالها الشعب الفلسطيني، من اجل الخروج من الوضع الراهن الذي تعيشه القضية الوطنية، وتحديد الأهداف الفلسطينية وتعزيز الانتفاضة والمقاومة بكافة اشكالها بمواجهة الاحتلال والاستيطان، ومواصلة مسيرة الكفاح الوطني حتى تحقيق اهداف الشعب الفلسطيني في العودة وتقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس .
ولذلك نرى ان على القوى اليسارية والقومية العربية أن تقوم بدورها في مواجهة صفقة القرن والتطبيع ، كما ان المطلوب فلسطينياً هو تحقيق الوحدة الوطنية ، وانهاء الانقسام خاصة في ظل تقارب المواقف السياسية للفصائل الفلسطينية، والعمل من اجل التحرك الدبلوماسي لابقاء عمل "وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين" (أونروا)، باعتبارها الشاهد على نكبة الشعب الفلسطيني، مع التاكيد ان المعركة مفتوحة مع أمريكا وكيان الاحتلال وهذا يتطلب إرادة وصمود.
ختاما : لا بد من القول، امام كل المخاطر فعلى الجميع احزاب وقوى وفصائل تحمل مسؤوليتها السياسية والقانونية والإنسانية والأخلاقية والقيام بإيلاء المقاومة ما تستحقه من أهمية في إطار المقاومة العربية الشاملة ورسم استراتيجية ورؤية أساسية تقوم على قاعدة التمسك بالثوابت الوطنية الفلسطينية حتى تحقيق اهداف الشعب الفلسطيني .
بقلم/ عباس الجمعة