مواجهة الارهاب ... والعملية الشاملة مستمرة

بقلم: وفيق زنداح

ثلاثة بيانات عسكرية صادرة عن القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية عبر المتحدث الرسمي العقيد تامر الرفاعي ... والتي تؤكد على استمرار العمليات العسكرية بكافة الاتجاهات ... وباستخدام كافة انواع الاسلحة ... لمواجهة الارهاب واجتثاثه واستئصال دابره ... وقطع وسائل اتصاله ... واجهاض قواته ... وتشتيت افراده ... وقطع الاتصالات بينهم .. وايصالهم الي النهاية التي اقتربنا منها ... والى فحوى الرسالة المصرية بكافة مضامينها وعناوينها ... والتي تتحدث بصورة واضحة وجلية... لكافة الجماعات الارهابية ... بانه لا مكان لكم هنا ... ولا وجود لكم على ارضنا .. لان استمرار وجودكم حتى اللحظة موت لكم وانهاء كامل لوجودكم ... حتى ان الرسالة تتحدث بأن لا فائدة من هروبكم ... ولا عائد لكم من اختباءكم لقد تم كشفكم ... كما تم كشف من وراءكم والذين خلوا بكم ... وينفضون ايديهم منكم ... ولا يعترفون بكم ... ولا بمساعدتهم لكم .
لقد انكشفتم من اهل سيناء الابطال ... من رجالها ونساءها وشبابها واطفالها ... انكشفتم منذ مدة وتم تتويج كشفكم بمذبحة مسجد الروضة ... واستشهاد الابرياء بالمئات من المصلين والاطفال .
لم يعد بامكانكم الهروب لا عبر الحدود ولا عبر الانفاق ... فقد اغلقت وتم ضبط الحدود ... كما تم كشف كافة التحركات بالبر والبحر ولم تعد الجبال بامكانها ان تحميكم .
كافة الطرق مغلقة ... وكافة المحاور اشتد الحصار عليها كما كافة المدن والمناطق اصبحت تحت السيطرة والحصار ... وقد وقعتم بشر اعمالكم ايها الجبناء الاوغاد ولم تستفيدوا من صبر مصر واهلها وجيشها ... واوهمتم انفسكم انكم قوة لا رادع لها ... وان من خلفكم سيبقى على دعمه لكم ... اخذتم العديد من الفرص للتوبة والعودة الى حضن الارض والشعب ... والى حضن دينكم وربكم لعله يغفر لكم ذنوبكم ... لكنكم كابرتم واستمريتم بقتل الابرياء ... وتخريب البلاد لاجل حفنة من المال لاصحاب نفوذ من جماعة المتآمرين .... والقابضين لاجل تخريب المنطقة بأسرها وادخال عدم الاستقرار بها واستمرار ازهاق الارواح واهدار الطاقات .
جماعات الارهاب التكفيري ... هؤلاء القتلة المأجورين بكل افعالهم الخسيسة الدنيئة والاجرامية وبعد ان وصلتم الى ما وصلتم اليه من قرب نهايتكم ... وقلة فعلكم وجرائمكم المشينة لن تجدوا من يحتضنكم ... ولكن ستجدون من يقتلكم ولا يرحمكم لانكم أخذتم العديد من الفرص للتوبة ... لكنكم استمريتم بارتكاب ارهابكم وجرائمكم .
عقيدة الجيش المصري واجهزة الامن المصري والشرطة المصرية كلها تعمل بمنظومة وعقيدة واحدة ... تحرص على شعبها وعدم المساس بامنهم ... وتعمل بكل جهدها بحسب عقيدتها العسكرية والوطنية ان لا يمس مواطن .... وهذا على عكس الجماعات الارهابية التي تختبئ ما بين الاطفال والنساء ... وتهرب بقلب الصحراء في ظل حدود مغلقة ... ومحكمة الاغلاق ... وهم يلاحقون كالكلاب والجرذان بحكم مصير تم كتابته بارادتهم وفعلهم المشين والجبان ... وبفعل من مولوهم وسلحوهم ... وقاموا على تدريبهم ومن خططوا لهم ... وادخلوا بعقولهم المريضة والمنحرفة ان بامكانهم ان يقيموا امارة على ارض الفيروز ... على ارض مصر الكنانة ... سيناء التي استشهد على ارضها الالاف من ابناء القوات المسلحة ... ومن ابناء قبائلها القاطنين فيها دفاعا عن ترابها ورمالها الصفراء .
مصر اليوم ... وما بعد ثلاثة بيانات عسكرية ... لا زالت مستمرة بمواجهتها ... واستخدام كافة اسلحتها ... واغلاق كافة منافذها وحدودها ... وعلى التوالي ستصدر البيانات التي تصور القتلة ومخابئهم ... وكيف يتم دحرهم ... واجتثاثهم ... واستئصال جذورهم .
دحر الارهاب ... بكل من يمولون ... ويسلحون ... ويساعدون ... ويخططون ... وفشلهم الذريع بضربات استباقية ... ما قبل العملية الشاملة التي تجري اليوم ضد تلك الجماعات الارهابية .
مصر وقواتها المسلحة واجهزتها الشرطية والامنية ... واهالي سيناء الشرفاء ... الذين احكموا قبضتهم ... واعطوا درسا قاسيا ... لكل من تسول له نفسه العبث بأمن واستقرار أرض الفيروز ... يجدون انفسهم اليوم بمواجهة قوة غاشمة ... لخطة عسكرية محكمة ... وارادة قتالية قوية ... ذات عقيدة وطنية ... مؤمنة بقضاء الله وقدره ... كما انها مؤمنة ايمانا يقينيا ان الارض والعرض لا يداس من الغرباء ولا من الجبناء ولا من القتلة المأجورين .
قناعتي وكتاباتي عبر سنوات طويلة تتعزز اليوم .... وتتأكد كم مصر عظيمة ... وكم شعبها عظيم ... وكم قواتها المسلحة باسلة ... وكم شرطتها واجهزتها الامنية تؤكد بطولاتها وايمانها وعقيدتها على مدار اللحظة ... وعلى مدى المواجهة .. حتى دحر الارهاب واجتثاثه من ارض مصر .
هذه القناعة .. قناعة الملايين من ابناء مصر والامة العربية والاسلامية ... الذين كانوا بانتظار قرار معركة الحسم ... والانتهاء من هذا الوجود السرطاني الارهابي ... باستخدام قوة عسكرية توجه لهم الضربات .. وتخرجهم من تحت الارض ... وتقتلهم في قلب الجبال ... وفي وسط الصحراء ... وتغلق عليهم امكانية الهروب .
هذه القناعة التي تولدت بعمق الايمان بمصر وشعبها ومؤسساتها السيادية وحكمة قيادتها وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي ... والتي تحتاج الى عمل دائم ... وفعل مستمر ... ويقظة وطنية وأمنية ملازمة لكل مواطن مصري ... ولكل مواطن عربي يريد الامن والاستقرار والسلام .
ان مواجهة الارهاب في مثل هذا اليوم من خلال العملية الشاملة 2018 يتطلب ان يساهم كلا منا برؤيته .... كما انا اساهم الان بطرح بعض القضايا الهامة لاصحاب القرار .
اولا :- اعلان بداية العملية الشاملة جاء بتوقيت مناسب وملائم بعد جهود جبارة ... وخطط مدروسة ... وضربات استباقية ... ومعلومات امنية ... وبعد ضبط واحكام للمناطق التي يمكن ان تكون مداخل ومخارج لتلك العناصر الارهابية .
ثانيا :- مصادر التمويل والدعم اللوجستي وتعطيل مرورها والحالة النفسية والمعنوية للارهابيين بعد العديد من الضربات الاستباقية وبعد العديد من العمليات المعلوماتية والتي كشفت مخابئهم وشبكاتهم بالعديد من المناطق ... وعلاقاتها الداخلية والخارجية ... كان التوقيت مناسبا وملائما .
ثالثا :- الحالة الشعبية والرأي العام المصري والذي وصل الي قناعة ثابتة وراسخة بضرورة فتح المواجهة الواسعة والشاملة ضد الجماعات الارهابية على اعتبار انهم من عوامل عدم الاستقرار ... واعاقة تقدم التنمية والتأثير بالسلب على الموارد الاقتصادية وعلى العديد من القطاعات وعلى رأسها السياحة ... وبالتالي لا بد من الانتهاء من ظاهرة الارهاب باعتبارها أحد معوقات التنمية وارتفاع مستوى معيشة المواطن لما للارهاب من تأثير على الاقتصاد القومي .
رابعا :- الشعب المصري بكافة قطاعاته وشرائحه الاجتماعية وقد تأكد باليقين ان من زرع الجماعات الارهابية داخل بلاده هم جماعة الاخوان لاجل مصالحهم وارتباطاتهم ... وليس لاجل الدين .. لان من يقتل المصلين بالمساجد والكنائس والمدنيين بالشوارع والميادين لا يمكن ان يكون له هدف ديني او وطني ... بل هدفه تخريب البلاد وافقار الناس ... وتدمير اقتصاد الوطن واحداث اقتتال داخلي ما بين الطوائف لعدم ايمانهم بعقيدة الوطن ... وعقيدة الحكم الوطني وهذا ما تم كشفه وتوضيحه .
خامسا :- الرأي العام المصري وقد درس بعناية فائقة كافة الجهات التي تقف وراء الجماعات الارهابية ومدى ارتباطهم وعلاقاتهم القائمة على مصالح وارتباطات خارجية واطماع قديمة والامثلة عديدة والجهات واضحة والاجهزة التي تحركها لا زالت قائمة ومنتشرة وتعمل على تخريب العديد من البلاد وتهجير الملايين من العباد مما أكد على ضرورة العملية الشاملة مهما تكلفت من اثمان .
سادسا :- مصر وطبيعة المجتمع المصري بكل سماته وصفاته الاجتماعية الاخلاقية والدينية ... لا يلتقي ... ولا يتوافق مع هذه الظاهرة الارهابية المتطرفة ... وما يميز أرض الكنانة من أمن وامان وما جاء بالحديث عن مصر بالقرءان الكريم ... وما جعل من مصر بلدا سياحيا للملايين من كافة اصقاع الارض وهذا ما اثار حفيظة الارهاب والارهابيين والممولين لهم والمنافسين بسوق السياحة ... وبالمكانة والدور الاقليمي وأقصد هنا تركيا وايران ودويلة قطر والتنظيم الدولي للاخوان .
سابعا :- مصر العربية بكل امكانياتها وطاقاتها وخيرات بلادها الا انها قد توارثت ازمات واشكاليات اجتماعيه واقتصادية بفعل سنوات ماضية ونتاج العديد من الحروب ... أرادوا ان يستكملوا الحروب بالارهاب وان يؤثروا على الاقتصاد القومي بفتح تحديات جديدة ذات علاقة بالامن القومي لذا كان من الضرورة القيام بالعملية الشاملة واجتثاث الارهاب بصورة سريعه .
ثامنا :- مؤسسات الدولة المصرية لا تحتاج الى توجيهات ... ولا تحتاج الى المزيد من الحديث ولكن بحكم الحرص والمحبة الخالصة لمصر واهلها فان استمرار وجود الارهاب ... بشكل خطرا على الامن القومي المصري ... كما يشكل خطرا على خطط التنمية المستدامه ... كما يؤثر على مصر المستقبل ومشاريعها التنموية والتي ستستفيد منها الاجيال الحالية والمستقبلية .
تاسعا :- للاعلام المصري والعربي وبكافة اشكاله ووسائله ... وضرورة احكام مضمون الرسالة والتي تؤكد على الحقائق الوطنية والقومية ... وتكشف زيف وخداع وتضليل الجماعات الارهابية ومن يساندهم سواء داخل مصر او خارجها .
عاشرا :- على الجميع ان يعرف ان العملية الشاملة للقضاء على الارهاب لا يعني ان الارهاب سيتم القضاء عليه نهائيا ... بل سيبقى بداخل عقول مريضة ومنحرفة ومأجورة ... لمرتزقة مدعومين من جهات معادية ... الا انهم قلة قليلة سيتم محاصرتها ومعرفة اصولها وحتى اجتثاثها والقضاء عليها .
وهذا ما يجب ان لا يؤثر على معنوياتنا بأن الارهاب التكفيري قدر قائم لا ينتهي ... ولا يتم القضاء عليه ... بل نحن على الطريق بفعل مؤسسات الدولة المصرية بكافة اجهزتها السيادية وبفعل حكمة قائد هذا البلد العربي المصري ... وبفعل وعي شعب مصر العظيم وأخص هنا اهل سيناء الابطال أصحاب المصلحة الاولى بالقضاء على الارهاب ... ودورهم المحوري والجوهري في مساعدة قوات انفاذ القانون حتى تتم العملية الشاملة بصورة اسرع من المتوقع .
الكاتب : وفيق زنداح