الحراك الفلسطيني والعملية المصرية وكارثة غزة والتعاطي مع صفقة القرن

بقلم: طلال الشريف

... الدنيا ملخبطة والاعلام خلط الامور وكأن هناك إستهداف للسلطة الفلسطينية من إجتماعات القاهرة .. وجهة نظري موضوع الحراك الجاري في القاهرة له علاقة بإتمام إجراءات المصالحة الفلسطينية للنهوض بالنظام الفلسطيني والتصدي لمخططات التصفية للقضية الفلسطينية وبالعكس هو لتهيأة البيئة للرئيس عباس للمصالحة ومنحه هامش مريح من قبل المعارضة سواء حماس أو النائب محمد دحلان والتيار الإصلاحي ليتمكن الرئيس من تصليب الموقف الفلسطيني والصمود في وجه الرئيس ترامب ونتنياهو والتي نأمل أن يدركها الإخوة في رام الله ومن ثم إتمام المصالحة و التوجه لإنتخابات لتجديد النظام السياسي لمواجهة التحديات وقد تكون الفرصة الأخيرة لكي تضع مصر المسؤول عن إعاقة المصالحة في الزاوية.

أما العملية المصرية في سيناء فهي عملية حقيقية نابعة من إرادة مصرية للسيطرة علي سيناء آمنة وكذلك غزة آمنة لمتطلبات المصالحة أيضا للحؤول دون تهديد جديد لقطاع غزة في حالة نجاح المصالحة وليس ومن غير المعقول الترويج لقصة توسيع غزة ودولة غزة لأن الشعبين لا يقبلان بذلك الشعب المصري لا يفرط بأرضه بالمطلق ومصر دولة إقليمية قوية لا تستطيع قوة أن تفرض عليها مثل هذه الأحلام والشعب الفلسطيني لا يرضي بديلا لوطنه ولا يرغب في حل صراعه مع المشروع الصهيوني علي حساب الأمة العربية ومصر وهذه خطيئة إستراتيجية مدمرة لن تحدث ولا علاقة للحراك في القاهرة كله بصفقة القرن إن لم يكن لمواجهتها بل يريد المصريون انجاز المصالحة وتخفيف إحتقان ومعاناة غزة وإنهاض النظام السياسي الفلسطيني المتشرذم الذي يضعف الموقف الفلسطيني بل قد يجهض الموقف الفلسطيني برمته حتي رفع الراية البيضاء أمام صفقة القرن.

أما موضوع كارثة غزة فهو صحيح الاوضاع صعبة ولكن لا تخلو من أجندات سياسية ايضا للتضخيم وخاصة من قبل اسرائيل لتمرير جرائم مصادرة القدس وفرض الامر الواقع في الضفة يعني بالعربي تغطية علي ما يحدث في الضفة بتوجيه الاعلام إلي خطورة الوضع الانساني وذرف الدموع علي غزة لنسيان القدس.

أخطر الخطوات بعد يأس الفلسطينيين من المصالحة هو رد فعل جديد قد يحدث نتيجة لمعاناة الناس في غزة بأن يطلب الناس اعادة لجنة إدارة غزة أو تشكيل لجنة جديدة من الفصائل وهو في حد ذاته انتكاسة المسؤول عنها عباس بإعاقة المصالحة وتصرفاته القمعية ضد غزة وإذا إضطر الناس في غزة للطلب أو القبول بمن يحل مشاكلهم بعيدا عن السلطة المركزية بشكل إنفصالي فسنذهب كشعب فلسطيني لسنوات طويلة من القطيعة بين غزة والضفة

الأهم في رأيي لن تدخل حماس أو دحلان الي صفقة القرن كما يدعي بعض رام الله والمسؤول هو الرئيس عباس إذا إنهار الموقف الفلسطيني لأن المؤسسة الرسمية والقرار الرسمي الفلسطيني والمعترف به حتي الآن هي منظمة التحرير التي يرأسها الرئيس واذا حدث أي تعاطي مع صفقة القرن من أي كان وعلي رأسهم م.ت.ف فهذا سيؤدي لحرب أهلية علي خلفية التمثيل والنزاع الذي سيحدث وسيمزق ذلك الشعب الفلسطيني وستبتعد فرص إعادة التمثيل للفلسطينيين في رحلة ضياع طويلة جدا.

بقلم/ د. طلال الشريف