التغيرات في المشهد السوري ضمن قواعد تغير الردع تقوي الدور الروسي في حل النزاعات الاقليميه
هل يستثمر الفلسطينيون التغيرات الدولية والاقليميه التي تشهدها المنطقة لرفض صفقة القرن
سورية تُربك زيارة تيلرسون وتُعيد رسم التوازنات ومعادلة الردع... بإسقاط الـ«أف 16»
عن التغيرات الدولية والاقليميه وزيارة الرئيس محمود عباس إلى موسكو وربطها في تغير موازين القوى الدولية والاقليميه والتي ترافقت مع زيارة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون للمنطقة وتشمل مصر الأردن ولبنان والكويت وتركيا. حيث التغير في المشهد العسكري وانقلاب في موازين القوى والتي تنعكس على زيارة تيلرسون لدول المنطقة وتغير في لهجة الخطاب الخارجية الامريكيه
ترافقت زيارة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون زيارته للمنطقة مع تطورات وتسارع الأحداث على الجبهة السورية وإسقاط طائرة اف 16 , فقد ابتدأ وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون زيارته الأحد للقاهرة التقى خلالها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية سامح شكري.
ووفقا لمصادر دبلوماسية مصرية وأميركية، فإن مباحثات تيلرسون في القاهرة تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين وملفات الصراع في المنطقة خاصة القضية الفلسطينية وملفات الأزمات السورية والليبية ومكافحة الإرهاب.
وكانت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيثر نويرت قد أعلنت، أن مباحثات تيلرسون في القاهرة مع كبار المسئولين المصريين ستتناول الشراكة الأميركية المصرية وكيفية تعزيزها وتنسيق المواقف في القضايا الإقليمية الرئيسية.
زيارة تيلرسون للقاهرة تأتي في أعقاب زيارة نائب الرئيس الأميركي مايك بنس والتي ركزت على العلاقات الثنائية وملف الصراع العربي الإسرائيلي ومستقبل عملية السلام في الشرق الأوسط بعد قرار الإدارة الأميركية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وهو القرار الذي قوبل بعاصفة رفض عربية وإسلامية وأممية. ورفض فلسطيني للتعاطي مع الدور الأمريكي كوسيط لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي
وتناولت مباحثات تيلرسون في القاهرة جهود مصر في مكافحة الإرهاب، خاصة بعد إدراج الخارجية الأميركية تنظيمي " حسم " و" لواء الثورة" المرتبطين بتنظيم الإخوان في مصر على قائمة التنظيمات الإرهابية وهو ما رحبت به مصر. وتكتسب زيارة تيلرسون لمصر أهمية خاصة، إذ تتزامن مع العملية العسكرية والأمنية الشاملة التي تنفذها القوات المسلحة والشرطة المدنية في شمال سيناء وعلى كافة المحاور الإستراتيجية على الرغم من أن الزيارة أعلن عنها قبل بدء العمليات.
وقد وصفت مصادر أميركية مباحثات وزير الخارجية الأميركي مع الرئيس المصري بأنها ستكون صعبة في ظل تباين المواقف بين القاهرة وواشنطن في العديد من القضايا، أبرزها ملف القدس وعملية السلام والحرب على الإرهاب، بينما وصف مسئولون مصريون الزيارة بأنها مهمة وستكون فرصة لإعادة التأكيد على مواقف مصر حيال مجمل الأوضاع في المنطقة. وتشمل جولة الوزير الأميركي في المنطقة زيارات الأردن ولبنان والكويت وتركيا.
وقد شهدت زيارة تيلرسون للمنطقة تغيّر المشهد الاستراتيجي والدبلوماسي والعسكري في المنطقة مع نجاح الدفاعات الجوية السورية بإسقاط طائرة «أف 16» «إسرائيلية» أغارت على الأراضي السورية، فتحوّلت الضربة التي أرادها «الإسرائيليون» رصيداً لتعزيز قدرة الردع، وفرضاً لقواعد اشتباك جديدة، وتمهيداً لزيارة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، عبئاً على الثلاثة. فارتسمت قواعد اشتباك معاكسة، وصورة ردع بديلة، وصار على تيلرسون أن يبحث عن رسائل أخرى يحملها حتى لا تسقط المهابة الامريكيه الاسرائيليه المصابة وتتمكّن من منع الانزلاق لما هو أسوأ.
نائب وزير الخارجية السورية الدكتور فيصل المقداد أعلن قبل أسابيع قليلة وببيان مكتوب غداة التوسّع التركي شمال سورية، ولم يأخذه الحلف الأميركي «الإسرائيلي» على محمل الجدّ، وصار الحلف الذي تقوده واشنطن يحمل وصفة لتقسيم سورية وتقاسمها وفقاً لوثيقة الخمسة المشتركة مع السعودية والأردن وفرنسا وبريطانيا، لكنه لا يملك وسائل وضعها على الطاولة، كما يحمل وصفة المقايضة بين التهديدات للبنان، ليقول نفطكم مقابل قوة حزب الله، لكنه لا يملك وسيلة جعل لبنان محتاجاً للتفاوض، البائع موجود، لكن البضاعة مردودة.
مفعول الضربة السورية لعنوان الجبروت «الإسرائيلي» الذي يختزنه سلاح الجو المتفرّد منذ عقود بأجواء المنطقة، ودرّة تاج هذا السلاح الذي تمثله طائرة «أف 16»، كان عكسياً في لبنان، فبدلاً من الاستعداد للبحث بالعروض الأميركية التي مهّد لها السفير دايفيد ساترفيلد ويفترض أن يحملها وزير الخارجية ريكس تيلرسون، وضع اللبنانيون على الطاولة، ملف البحث عن امتلاك شبكة دفاع جوي، تمثل حقاً سيادياً للبنان وحاجة ماسة لضمان حسن استثمار ثرواته السيادية، خصوصاً مع دخوله نادي الدول النفطية، كما حمل الاحتفال بتوقيع العقود النفطية، في كلمات المسئولين اللبنانيين وتعليقاتهم، التي تصدّرها إعلان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عن الافتخار بالإنجاز النفطي رغم التهديدات.
وعلى وقع التصعيد العسكري في سورية وتثبيت لبنان حقوقه في النفط والغاز، يصل وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إلى لبنان الخميس المقبل في إطار جولته إلى المنطقة.
وفي موقف يستبق زيارة رئيس الدبلوماسية الأميركية إلى بيروت، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أنه «من البديهي أن استمرار حزب الله بالنشاط خارج سلطة الدولة اللبنانية أمر غير مقبول». ولفتت إلى أن «وزير الخارجية ريكس تيلرسون سيطرح خلال جولته في المنطقة قضية حزب الله الذي يلعب دوراً مخرّباً في لبنان والمنطقة».
لقد جاء الردّ السوري على الاعتداءات «الإسرائيلية» المتمادية بحجم الحدث ذي البعد الاستراتيجي الذي يرسم تحوّلات في مسارات الصراع في المنطقة كلها… ليس أمراً عابراً أو بسيطاً ما حدث، بل شكل وبامتياز تحوّلاً أساسياً في المفهوم سيؤدّي إلى بناء قواعد تكتيكية جديدة تحكم اتجاهات الصراع المفتوح في الزمان والمكان وعلى الجبهات كلّها.
إن تطوّرات الأحداث وتقاطعاتها ومساراتها ومآلها أدّت وكنتيجة للإنجازات الميدانية التي حققها محور المقاومة على الأرض وفي الساحات كلها إلى قلب موازين القوى وتعديلها واستعادة زمام المبادرة بعد توجيه ضربات قاصمة للإرهاب ورعاته الدوليين وإسقاط تنظيماته من داعش إلى النصرة إلى غيرها، مما شكل صدمة للراعي الأميركي والدولي، ومما أقلق جذرياً الكيان الصهيوني ودفعه إلى محاولة التعويض عن الفشل الذريع في تعميم الفوضى «الخلاقة إسرائيلياً»، من خلال تبديل السيناريوات وتوجيه ضربات مباشرة لقوى المقاومة وعلى رأسها سورية للحفاظ على صورة التفوّق الاستراتيجي «الإسرائيلي» – قبل كلّ شيء – في أذهان المستوطنين، أيّ الصورة في الداخل قبل الخارج.
بهذا المعنى، جاء الردّ السوري الأخير في التصدّي للعدوان «الإسرائيلي» وإسقاط طائرة «أف 16»، وإصابة غيرها، لتعلن دمشق أنّ زمن الهزيمة قد ولّى، وأنّ زمن الاحتواء قد انتهى، وجاء زمن الردّ المعاكس من موقع القوة والصمود والتحدّي التاريخي…
المنعطف الآخر على المستوى السياسي والدبلوماسي للرد السوري يرتبط بالدور المتعاظم لروسيا في المنطقة. حتى بضع سنوات خلت، كانت الولايات المتحدة تحتكر دور الوسيط والراعي لأي تفاوض يتعلق بالصراع العربي الصهيوني. وحتى عندما كانت تقوم أطراف أخرى بنقل رسائل بين أفرقاء النزاع أو استضافة مفاوضات سرية أو علنية، كانت تفعل ذلك بعد التنسيق مع الولايات المتحدة أو الحصول منها على تفويض. والجميع يذكر كيف حصرت هذه الأخيرة دور الدول الأوروبية في دور «الجهات المانحة» للمساعدات الاقتصادية خلال بدايات ما يسمى عملية السلام، من دون أن تسمح لها بتاتاً بالتدخل في مجريات المفاوضات السياسية. لقد تغيّرت الأوضاع على نحو كبير اليوم، ولكن بالنسبة لروسيا، فهي وحدها قادرة على التحدث إلى الأطراف المتصارعة ومن دون التشاور بالضرورة مع الولايات المتحدة. يعزز هذا الأمر من موقعها الإقليمي والدولي كقوة «لا غنى عنها» لحفظ الاستقرار، وهي صفة كانت الولايات المتحدة تعتبر أنها الوحيدة التي التمتع بها بين دول العالم. وأتى تقرير «مجموعة الأزمات الدولية» الذي يؤكد على مركزية دور روسيا كوسيط لاحتواء التوتر المتصاعد بين إسرائيل والدولة السورية وحلفائها، الصادر منذ بضعة أيام قبل إسقاط الطائرة، ليبرز اتساع هذا الاقتناع على المستوى الدولي بين المؤسسات والهيئات المعنية بالتوسط في النزاعات، وهو أمر يزيد من حنق إدارة ترامب ــ ماتيس بلا ريب.
في السنتين الماضيتين، أكثر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من زياراته لموسكو، آملاً بتطوير العلاقات الخاصة مع الرئيس فلاديمير بوتين، لحمل هذا الأخير على تبنّي جزء من المطالب الإسرائيلية المتعلقة بالدور الإيراني في سوريا. بعد سنتين، خلص الإسرائيليون إلى أن موسكو ممكن أن تتدخل لوقف التصعيد، لكنها لن تلبّي مطالبهم الأخرى. فبحسب جنرال الاحتياط يوسي كوبرواسر، المدير العام الأسبق لوزارة الشؤون الإستراتيجية، «تطورات يوم السبت (يوم إسقاط الطائرة) تعني أن الرسائل الإسرائيلية التي وجّهت عبر موسكو لم تصل أو أن الجمهورية الإسلامية تجاهلتها... موسكو تستخدم من قبل الإيرانيين، وهي بمعنى ما تتحول إلى أحمق مفيد لهم». من المفهوم أن يخرج الجنرال عن طوره بعد التطورات الصادمة ويتكلم بلغة غير دبلوماسية عن لاعب دولي تتأكد أهمية دوره، لكنه يتغاضى عمداً عن محاولة تفسير السلوك الروسي وربطه بالسياق الدولي الأوسع. سؤال بديهي يفرض نفسه: لماذا ومقابل ماذا تقوم موسكو بمساعدة واشنطن وتل أبيب على الحد من دور إيران في سوريا، وهذا الدور موجّه ضدهما، بينما تعتمد الولايات المتحدة رسمياً سياسة شديدة العداء لروسيا ولمصالحها الحيوية؟ في سياق دولي سِمته الرئيسية عودة الصراع، المسمّى تهذيباً «تنافس»، بين القوى الكبرى، وبشكل خاص بين روسيا والولايات المتحدة، ستتعمق الشراكة بين روسيا وإيران، وقد تصبح تحالفاً في مواجهة واشنطن في أكثر من ساحة. قد تدخل روسيا مجدداً لوقف تصعيد محتمل في الأيام أو الأسابيع القادمة، لكن من المؤكد أنها لن تحرّك ساكناً لعرقلة بناء القدرات المستمر تحت النار.
ووفق ذلك ليست مصادفة زيارة الرئيس محمود عباس إلى موسكو لتترافق وجولة وزير الخارجية الأمريكي تيلرسون للمنطقة ومحاولات التمهيد لصفقة القرن ومواجهة الفلسطينيين للضغوط الامريكيه من خلال خلق توازن دولي وإقليمي لمواجهة واشنطن وقرار ترامب اعتبار القدس عاصمة إسرائيل ,
الرئيس عباس في زيارته إلى موسكو يطلب من نظيره الروسي فلاديمير بوتين، تشكيل آلية دولية متعددة الأطراف لرعاية عملية السلام. وقال ألخالدي مستشار الرئيس عباس في تصريح للإذاعة الفلسطينية، إن "الجانب الفلسطيني يصر على تشكيل آلية دولية متعددة الأطراف لرعاية عملية السلام مع الجانب الإسرائيلي".وأضاف ألخالدي "روسيا وبوتين سيكون لهما دور هام في هذا الأمر، بما في ذلك إطلاق مؤتمر دولي للسلام وعدد من المواضيع الهامة التي تحتاج إلى مشاورات مع جميع الأطراف وصولا إلى ما نريد أن نحققه لصالح الشعب الفلسطيني".
وسبق وان أعلن الفلسطينيون ردا على قرار ترامب اعتبار القدس عاصمة إسرائيل ، أن الإدارة الأمريكية فقدت أهليتها كوسيط وراع لعملية السلام، وهددوا بتكثيف توجههم لطلب عضوية المنظمات الدولية وخيارات دبلوماسية أخرى عقب القرار كرد على استمرار تعثر عملية السلام.
ويطالب الفلسطينيون بآلية رعاية متعددة الأطراف لمفاوضات السلام مع إسرائيل المتوقفة أصلا بين الجانبين منذ أواخر آذار/مارس من العام 2014 بعد تسعة أشهر من المحادثات برعاية أمريكية لم تفض إلى أي اتفاق.
وقد فرضت التغيرات في المشهد السوري ضمن قواعد تغير الردع الذي باتت تشهده المنطقة من تقوية الدور الروسي في حل النزاعات الاقليميه , وهذا ما تؤكده مجريات الأحداث فقد أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاثنين في مستهل اجتماع مع نظيره الفلسطيني محمود عباس، انه تشاور هاتفيا مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين.
وأضاف بوتين مخاطبا عباس "من الأهمية بمكان بالنسبة إلينا أن نعرف رأيك الشخصي لوضع الأمور في نصابها وبلورة مقاربات مشتركة لمعالجة هذه المشكلة". ورد عباس "بالنظر إلى المناخ الذي نشأ مما قامت به الولايات المتحدة (...) نرفض اي تعاون مع الولايات المتحدة كوسيط".
وأضاف بحسب الترجمة الروسية لتصريحاته "في حال عقد اجتماع دولي، نطلب ألا تكون الولايات المتحدة الوسيط الوحيد بل أن تكون فقط واحدا من الوسطاء".
بعد المشهد الروسي لن تكون زيارة تيلرسون بالمهمة السهله لمحاولات التوسط بين لبنان واسرائيل ولا في محاولات تمرير صفقة القرن وهناك تباين في الخطاب السياسي للولايات المتحده ويحمل خطاب مزدوج متخالف ومتعارض بين الاداره الامريكيه والخارجيه الامريكيه وهذا الانطباع يظهر من خلال تصريحات تيلرسون بموضوع القدس والمستوطنات والحدود الذي اعلن انها قابله للتفاوض في حين ان ترامب صرح قبل زيارة تيلرسون ان القدس لم تعد في موضوع المباحثات وعلى جدول التفاوض
المعادلات والتغير بعد إسقاط الطائرة الاسرائيليه بدات تفرض نفسها ولغة التخاطب الامريكي تتغير وفق تغير موازين القوى في المنطقه فهل يستثمر الفلسطينيون التغيرات الدوليه والاقليميه التي تشهدها المنطقه
المحامي علي ابوحبله