اصبحت مصر مليئه بمعاهد التعليم العالي الخاصه، وهي اكثر اماكن تقوم بتوفير فرص عمل للاكاديميين. لكن الروتين في اليه التعيين يكاد يدمر فرص التوظيف للعديد من الاكاديميين الاكفاء.
تكمن المشكله ان المعاهد العليا الخاصه تتبع لوائح وزارة التربيه والتعليم العالي المصري والتعيينات تتم من خلالهم حصرا. وتشترط وزارة التربيه والتعليم العالي الحصول على معادله دكتوراه من مصر وايضا تسليم الشهادات الاصليه للتعيين وان تكون مصدقه من وزاره الخارجيه المصريه .
حاولت في احدى الزيارات ان اتقدم للعمل ببعض المعاهد المصرية، وكنت اجد ترحابا من اداراتها وتقديرها لمؤهلاتي، الا انهم كانوا يصدموني دائما ان اليه التعيين لديهم جدا معقده مع انهم معاهد خاصه. واليكم العقبات التي واجهتني وادت الى فشل تقديمي للعمل لديهم:
1. كان يجب علي اولا ان اصدق شهاداتي من وزارة الخارجيه المصريه التي تصدق بناء على ختم السفارات. وحيث ان شهادjتي البكلوريوس والماجيستير لي كانت من دوله خليجيه تتقاضي حوالي 1000 جنيه على الختم لاي شهاده، أي ان علي ان اختم شهادتين لي احدها للبكالوريوس والاخرى للماجيستير مع كشف درجاتهم بحوالي 4000 جنيه من سفاره تلك الدوله الخليجيه في مصر. وكان علي ان اختم ايضا شهاة الدكتوراه من سفاره احدى الدول الاوربيه. الا انها كانت ترفض ان تقدم هذه الخدمه وتطالبني بتصديقها من السفاره المصريه في تلك الدوله الاوربيه وهذا صعب. ومن هنا عملت حيله ان صدقت شهاده الدكتوراه من السفاره الفلسطينيه في مصر التي صدقت شهادتي بدورها بناء على ختم السفاره الفلسطينيه في تلك الدوله الاوربيه. ومن هنا تمكنت من تصديق كافة الشهادات مع كشف الدرجات من الخارجيه المصريه.
2. بعد ان اجتزت عائق ختم الشهادات من الخارجيه المصريه بعناء شديد، كان علي ان اقدم معادله بكالرويوس وماجيستير ودكتوراه من المجلس الاعلى للجامعات في مصر. الكارثه انه كان من احد الشروط هو ان اقدم بحث الماجيستير والدكتوراه الاصليين ولم يكونا معي فقد كنت زياره بمصر. حاولت تصوير بحث الماجيستير وبحث الدكتوراه وختمهما من السفاره المصريه وتقدمت بمعادله البكالوريوس والماجيستير والدكتوراه بعد ان دفعت حوالي 4000 جنيه للطلب. وطلب مني ان انتظر دراسة الطلب حوالي اربع اشهر على الاقل. ولكني عدت للقطاع قبل اصدار المعادلتين وحتى الان المعادلتان لديهم.
3. حاولت التقدم للمعاهد العليا الخاصه في مصر بدون تقديم معادلات دكتوراه وماجيستير من وزارة التعليم العالي المصريه وبناء على معادلات الدكتوراه والماجيستير الفلسطينية، لكن رفضوا تماما الا وجود معادلات مصريه. وايضا كان يجب ان اسلم الشهادات الاصليه عند تقديم الطلب وستبقى لديهم حتى اتمام دراسه الطلب الذي سياخذ حوالي اربع اشهر، وايضا سوف يتم تقديم موافقه امن وطني لي ايضا. استغربت وقلت لهم كيف لوافد ان يسلمهم الشهاده الاصليه له وهو عاده لا يوجد الا نسخه واحده عنده خاصه اذا كان خريج قديم، وهذا يعتبر ضد القانون ان تطالب بالاصل وتحتفظ به عندك اشهر، وما الضمانات انك لن تضيعه اصلا. فكانوا يردون ان السبب يكمن انهم يريدون ان يمنعوا المتقدم للعمل من التقدم لوظائف اخرى اثناء دراستهم الطلب لاشهر طويله. حاولت ان اقابل الوكيل المساعد للتعليم العالي لحل هذه المعظله ، لكن بدون فائده حيث قال انهم يتقيدون بلوائح معينه تطالب بها لجنه التعيينات.
ومن هنا فشلت كل محاولاتي للعمل بالمعاهد المصريه العليا الخاصه بسبب هذا الروتين المعقد الذي يهدف لاطاحه أي فرص للعمل للوافدين بجامعاتهم. اذا قارنا ما يتم بالجامعات في الخليج، تجد فارق شاسع مع وجود فارق شاسع اكبر بكثير في رواتب الدول الخليجيه للاكاديميين عن رواتب مصر لهم. ففي الخليج يتم تعيين الوافد والحصول على اقامه له وتصريح عمل، وبعد التعيين يعطى الوافد فرصه سنه او اكثر للحصول على معادله دكتوراه من وزارة التعليم العالي في تلك الدوله الخليجيه، وايضا تؤخذ نسخه سكان من شهادته الاصليه وليس الشهاده الاصليه كما لا يطالب ببحث الماجيستير والدكتوراه عند دراسه الطلب.
[email protected]