أبلغت الشرطة الاسرائيلية، قبل أيام معدودات، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أنها توصي بمحاكمته بتهمة الرشوة والفساد وخيانة الأمانة، في قضيتين تحقق فيهما منذ بداية العام الماضي.
وتشكل هذه التوصية تهمة تحاصر نتنياهو، وعارًا سيطارده مدى الحياة، وهي ضربة قوية في الصميم كرئيس وزراء، ولليمين المتطرف في اسرائيل، وللقكر العنصري الابرتهايدي الذي يحمله، وهي بمثابة نقطة تحول في الواقع السياسي، وستؤثر سلبًا على حكمه ومكانة الدولة العبرية سياسيًا، محليًا واقليميًا ودوليًا.
فعلى الصعيد المحلي يمكن القول أن قدرته على الحكم آخذة بالتدهور نتيجة فقدانه الشرعية من قبل الجمهور الاسرائيلي، اذ أن قوته كانت تتمثل بالدعم الواسع الذي حظي به من قبل هذا الجمهور، وتقديم لائحة الانهام بحقه بتلقي الرشوة تفقده هذا الدعم الشعبي الكبير الذي اكتسبه وحققه ومكنه من فرص تشكيل ثلاثة حكومات متتالية.
كذلك فان الجمود السياسي الذي فرضه على فرص السلام والمفاوضات طوال الفترة الماضية مع الفلسطينيين سيكون جمودًا سياسيًا واظطراب في الخريطة السياسية.
وهذه التهمة القاسية الخطيرة سيكون لها كذلك تأثير ومردود سلبي على الصعيدين الدولي والاقليمي، حيث أن اسرائيل لا يمكنها أن تتحرك في مواجهة الدول المجاورة والوقوف أمام ايران وحزب الله، ثم فان الانجازات دوليًا التي حققتها المؤسسة الاسرائيلية في السنوات الأخيرة كانت بفضل نتنياهو شخصيًا، واتهامه بالرشوة سوف تقود الى تدهور وتراجع العلاقات الدولية مع اسرائيل.
وباعتقادي المتواضع، فان نتنياهو لن يتوانى ويتورع عن المغامرة بتوتير الأجواء في الشمال مع سورية، وفي الجنوب مع قطاع غزة، وشن هجوم واسع على غزة، وذلك بغية اطالة حكمه وعمر حكومته اليمينية المتطرفة، وهذا ما تجلى في الاسبوع المنصرم بضرب غزة، وضرب مواقع سورية بالصواريخ والطائرات، الذي أدى الى اسقاط المقاتلة الاسرائيلية"اف١٦".
وهذا ما ستثبته الأيام القادمة، فلننتظر..!!
بقلم/ شاكر فريد حسن