حماس بالقاهرة ... وضرورة حسم القرارات

بقلم: وفيق زنداح

مما يسعدنا ان تكون حركة حماس بقلب العاصمة المصرية ... كأحد فصائل العمل الفلسطيني ... وان تكون قد ادركت اخيرا ان القاهرة ستبقى العاصمة العربية المرحبة بالجميع ... والاكثر قدرة وايجابية ... وفعل ملموس ... بما يخدم القضية الوطنية الفلسطينية .. وانهاء كافة الازمات والاشكاليات وعلى رأسها الانقسام الاسود ... واتمام بنود المصالحة الوطنية بصورة فعلية وملموسة ... وانها البوابة العربية الوحيدة القادرة على تسهيل امورنا الحياتية ... والمساعدة على تقدير حساباتنا السياسية والامنية ... كما المساعدة على تحديد مساراتنا وعلاقاتنا الخارجية ... بما يخدم قضيتنا وعدالتها .
حركة حماس التي نحرص عليها ... وقد خاضت مرحلة الفرقة والبعد ... والى درجة الخلاف الحاد ... والالتزام التام بموقف تنظيم الاخوان ... ومواقف بعض الدول المعادية لمصر والتي تلعب بأمنها ... وتعبث به ... وتحاول التخريب على امن واستقرار البلاد .
الا ان حركة حماس ما بعد وثيقتها الجديدة ... وقيادتها المنتخبة وباغلبيتها من الداخل الفلسطيني ... وحتى وان كانت متأخرة ... الا انها قد أتت بمواقف أكثر مرونة ... واستجابة لمتطلبات المصالح العليا للشعب الفلسطيني ... حتى وان كانت حماس لا زالت على مضمون مواقفها السياسية ... وارتباطاتها الخارجية مع قطر وتركيا وايران ... وما هو معروف ومؤكد حول مواقفهم ازاء مصر الداعم الرئيسي ... والمساند الحقيقي للقضية الفلسطينية ... كما الداعم الحقيقي للمصالحة الوطنية الداخلية .. كما المتابع والمشرف الوحيد والامين على اتمام بنود المصالحة .
مصر ومواقفها الايجابية ... وجهودها المبذولة ... والتي لا زالت تتعثر ... بفعل اطراف الانقسام ... ومواقفهم ... الا انها لا زالت على طريقها ... واصرارها .. على قاعدة ان المصالحة والوحدة الفلسطينية ووحدة النظام السياسي ... وبسط سيطرة السلطة الوطنية على كامل اراضي القطاع ... والولاية السياسية القانونية والامنية ... يساعد بتعزيز الامن القومي المصري كما الامن القومي الفلسطيني .... يعجل بقضية المصالحة في ظل العملية الشاملة سيناء 2018 والهادفة الى القضاء على الارهاب التكفيري ... وتجفيف منابعه ... واجتثاث جذوره ... وقطع اتصالاته ... ومصادر تمويله وتسليحه .
حركة حماس حركة سياسية ترى... وتقرأ ... وتشاهد .... ما يجري داخل المنطقة ... من تغيرات وتقلبات ... كما تقرأ ما هو قادم من حلول سياسية ... ولديها من الحسابات وبكافة الاتجاهات التي تمكنها من قراءة المشهد السياسي بكافة تفاصيله وعناوينه لاجل اعادة حساباتها السياسية ... وفق المتغيرات القائمة والقادمة .
ما يجب على حماس تأكيده واثباته بالفعل الملموس والعملي ... وليس بمجرد الكلام والتصريح ... وهم لا زالوا بالقاهرة ان يعيدوا القراءة والتحليل ... ويتخذوا قرارات حاسمة بالامور التالية :-
اولا :- ان حماس حركة فلسطينية ليس لها أي علاقة بالتنظيم الدولي للاخوان .. وانها تعمل مع باقي الفصائل في ظل سلطة وطنية ... ومرجعيتها منظمة التحرير الفلسطينية ... الممثل الشرعي والوحيد بما يخدم فلسطين وشعبها وحرية ارضها ... واقامة دولتها .
ثانيا :- ان تؤكد حماس انها لن تكون ضمن محاور وتحالفات مع ايران وتركيا وقطر ... او غيرهم .... وان تكون في اطار الموقف العربي الموحد باغلبيته المؤيدة للشرعيه الفلسطينية وعلى رأسها مصر العروبة .
ثالثا :- ان الامن القومي المصري يعتبر خطا أحمر... لا يمكن تجاوزه من أي شخص او جماعه داخل القطاع في ظل سيطرة حماس حتى الان على القطاع ... وهذا ما يجب تأكيده بالأفعال وليس بالاقوال .
رابعا :- ان تؤكد حماس ان الحدود الفاصلة بين القطاع وشبه جزيرة سيناء ... محكومة ومؤمنة ... ولا مجال لوجود انفاق او ثغرات ... يمكن من خلالها الهروب او التسلل للقوى الارهابية .
خامسا :- حركة حماس باعتبارها المسيطرة فعليا على مدار (11) عام على قطاع غزة لديها من المعلومات حول ما حدث من متغيرات فكرية وتدخلات خارجية داخل القطاع وضرورة العمل على اعادة صورة ومضمون القطاع الى حالته الطبيعية وحسن الجوار ودعم الاشقاء في مصر بما يحفظ الامن القومي للشعبين .
سادسا :- كافة المعلومات ممن تم اعتقالهم على خلفية الارهاب الداعشي وغيره ... يجب ان يكون في اطار العلاقات الثنائية الامنية ما بين حماس والامن المصري والبحث في كيفية تناول هذه المعلومات بصورة دقيقة وبحسابات تخدم الامن المصري والفلسطيني .
سابعا :- القاهرة عنوان المصالحة وانهاء الانقسام وتخفيف معاناة اهالي القطاع ... وعليه يجب على حماس ان تأخذ خطوات عملية باتجاه المصالحة ... وتمكين حكومة الوفاق دون وضع شروط ومتطلبات تعجيزية ... ليس بامكان حكومة التوافق مقدرة تحقيقها او تنفيذها .
ثامنا :- (11) عام من المآسي والمعاناة في ظل الانقسام الاسود ... وهذا ما يعطي المجال للمزيد من فترة تحمل الاعباء ... حتى يتم ايجاد الحلول من خلال حكومة التوافق والسلطة الوطنية والتي يجب ان تتمكن بكافة مجالات التمكين دون انقاص او استثناء ... وان يعمل الجميع على المساعدة ... وليس التصيد ... ومحاولة الافشال .
تاسعا :- قطاع غزة في ظل العملية الشاملة سيناء 2018 التي يقوم بها الجيش المصري يجب ان يكون ظهيرا قويا ومساندا لعملية دحر الارهاب بشمال ووسط سيناء .. وعدم اعطاء فرصة الهروب او التسلل او الاختباء داخل القطاع لما فيه مصالح القطاع وسكانه ... وأمن الشعبين والبلدين .
عاشرا :- مصر دولة كبيرة ولديها من الامكانيات التي تفوق تصور الكثيرين ... من الذين لا يعرفون مصر والتي بامكانها وبمتناول اياديها ... وبما تمتلك من معلومات دقيقة ... حول كل ما يجري من تفاصيل وعناوين ... وبالتالي ليس من مصلحتنا اخفاء ما يخدم علاقاتنا الثنائية وامننا المشترك .
الحادي عشر :- حماس واذ تجد في القاهرة العاصمة العربية التي تفتح ابوابها في ظل حالة الانغلاق والحصار لا بد وان يكون له ثمن وطني ايجابي يخدم حماس والقطاع وسكانه ... والقضية الفلسطينية ... والمصالحة الوطنية .
الثاني عشر :- ملف المصالحة يجب اتمامه بالكامل وعدم المماطلة والاطالة ولفترات زمنية متباعدة في ظل جدية الموقف المصري ... ومدى الرعاية والاشراف وحتى الحضور للوفد الامني المصري الى داخل القطاع ... حتى نحافظ على ديمومة المصالحة وانهاء كافة الاشكاليات حولها ... وحتى نخفف على الناس ظروفا قهرية وكوارث انسانية ... وخدمات مفقودة .
الثالث عشر :- ما يجري بالقاهرة وحتى لو كان ذات علاقة او احتمالية ان يكون هناك علاقة بعملية تبادل الاسرى بين حماس واسرائيل ... الا ان الظروف التي وصل اليها القطاع من مأسي وكوارث وازمات في ظل الانقسام ... وعدم تمكين حكومة التوافق له اولوية وطنية لا تقل بأهميتها عن الافراج عن اخوة لنا داخل السجون .
الرابع عشر :- مصر الشقيقة وبكافة عوامل الاسناد والدعم المعنوي والاعلامي ... والى درجة الاستعداد لدى الشباب الفلسطيني ان يكونوا بقلب الميدان لمشاركة القوات المسلحة المصرية التي يفخرون ويعتزون بها ... وهي تقوم بواجب دحر الارهاب واجتثاث جذوره وتجفيف منابعه ... وقطع اتصالاته ... يتمنون من كل قلوبهم ان يعود الامن الكامل ... والسيادة التامة لربوع الوطن المصري .. والى سيناء ارض الفيروز ... بما يمكن من فتح معبر رفح البري واعطاء المجال لحرية الحركة بالاتجاهين بأمن وسلام ... وبصورة منتظمة .
حركة حماس وبأغلبية مكتبها السياسي تتواجد بالقاهرة ... وعلى اتصال دائم ووثيق بجهاز المخابرات المصري وقيادته الجديدة ... كما امكانية عقد لقاءات اخرى مع اطراف فلسطينية ... وبما فيها حركة فتح اذا ما طرأ تغيرا ملموسا للمواقف يستوجب عقد لقاء ثنائي ... لإتمام بنود المصالحة وانهاء كافة اشكالياتها ... والتي يجب ان يتوفر لها الارادة السياسية ... والنوايا الحسنة ... والثقة المتبادلة ... عندها ستكون المهمة اسهل ومتاحة لتحقيق الكثير من الاهداف .
الكاتب : وفيق زنداح