بالتأكيد د. صائب لم ولن يفقد الأمل حتى في أصعب الظروف الصحية الخاصة التي تعرض لها، المتمثلة بزراعة رئة، لكن هذا هو الواقع المُر الذي وصلنا له جميعاً للأسف، ولسان حالنا هو ما تحدث به على الرغم من أننا لا نريد أن نشاهد الواقع وأن نستوعب الحقيقة حتى نتعامل معها.
الجميع متفق على أن القضية الفلسطينية بأصعب وقت لها، والجميع مختلف في كيفية مواجهة ما يحدث لها، هناك من بدأ ينظر للقضية الفلسطينية بأنها مشروع خاص به! والبعض الآخر بدأ يُؤسس لمستقبله وكأن فلسطين مزرعة والشعب الرُعاة التابعين له! وآخرون يكتبون مشاريع خاصة لتقديمها لمُمول ما في وقت الذروة، ومن زاوية أخرى الأغلبية صامته رغم قبضها على الجمر!!
وعلى الرغم من أن الجميع متفق على أن إسرائيل تريد كل فلسطين التاريخية، إلاّ أننا نقف عاجزين عن التحرك فيما نحن نريد، فتم تفكيك حق تقرير المصير لعدد من الأجزاء؛ فهناك من يريد العودة، وهناك من يريد حقوق المواطنة، وهناك من يريد الحرية والاستقلال، وعلى الصعيد الجغرافي نجد أننا لا نذكر تاريخنا في 1948، وحتى أكون دقيقاً أكثر فقط في المهرجانات وذكرى النكبة نتذكر!! أما الضفة الغربية فهي تغرق بالمستوطنات والمدن الرئيسة يتم اقتحامها يومياً من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي.. على صعيد القدس حدث دون حرج فهي صامدة بصمود بقايا من تبقى في مواجهة قوانين الاحتلال، وأخيراً غزة تعاني الظلمات وحدها وكأنها في قارة أخرى!!
وهنا بدل أن نتوحد في مواجهة كل ذلك بما نملكه من قوة، تتنازع الذات الفلسطينية مع بعضها البعض وتنقسم على ذاتها، فأصبحنا نتقن تقسيم المُقسم على أنفسنا، ونُجزئ ما هو مُجزأ دون أي فعل في مواجهة من يُشرذمنا، لدرجة أصبحنا ننساق مع رواية الاحتلال وخططه وقبل البعض بأن يكون جزءاً من مشروعه بعد أن فقد البصيرة!!
ما صرح به د. صائب على الكل الفلسطيني عدم التغاضي عنه، أو التعامل معه على أنه مجرد خبر ونكتفي بالفكاهة والشتم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، دون الاكتراث فيما وراء تلك الكلمات من واقع ينتظرنا جميعاً!! وحتى أقولها بوضوح: د. صائب لم يَمُس شخص الرئيس محمود عباس أو رئيس الوزراء د. رامي الحمد الله، لكنه قام بالتلميح للمرحلة التي تنتظرنا قريباً... قريباً... إذا بقينا كما نحن مكتوفي الأيدي.