لقد حصلت المقاومة على هيبتها من القيم والحقوق التي تدافع عنها وتسعي لتحقيقها من خلال فكرها وسلوكها، مستمدة هيبتها من عدالة قضيتها وايمان الشعب وتقديره لها. فكان اصطفافهم في خندقها لمواجهة الكيان الصهيوني سمة أساسية في نجاحها واستمرارها في الجهاد، رغم صعوبة الحال وقلة الامكانات تمكنت المقاومة في فلسطين من الصمود أمام قوة الجيش الصهيوني.
تميزت المقاومة بالإخلاص لشعبها وحملت على عاتقها حماية مصير شعبها واستعادة حقوقه من الكيان الصهيوني وقدمت في سبيل ذلك الدماء والشهداء ولازالت تقدم الكثير من أجل قضيتها، استراتيجية المقاومة أثبتت وعيها في مواجهة العدو الصهيوني واجرامه محققة بذلك انتصارات عميقة لا يمكن تجاهلها. المقاومة في فلسطين تحمي شعبها وتعمل على تحريره من الاحتلال الذي لا يتسم بأي أخلاق ولا مبادئ ،مما ساهم بتشكيل وعي لدي جماهير شعبنا بحتمية النصر وذلك يؤكد علي وعي المقاومة وادراك الجماهير لأهمية دور المقاومة في التصدي للمشاريع الصهيونية التي تهدف لتصفية القضية الفلسطينية .
لقد نجحت المقاومة بمختلف ألوانها في التوحد خلف مبدأ الدفاع عن حقوق شعبنا ، مؤكدة أن القوة المسلحة هي القوة الأساس التي يمكن من خلالها استعادة حقوق شعبنا بعد أن أيقن أبناء شعبنا أن القوانين الدولية لن تعيد شيئاً من حقوقنا في ظل أن القانون الدولي يخدم الدول الاستعمارية ويتنكر لحقوق شعبنا.
ان الرأي العام الفلسطيني وقف خلف المقاومة في مختلف مراحلها ولايزال في رسالة واضحة في رسالة واضحة أن الشعب مع خيار المقاومة ويطالب قوي المقاومة بضرب العدو الصهيوني بكل قوة لاستعادة حقوقنا ،المقاومة اليوم علي عاتقها مسؤوليات عظيمة لمواجهة المؤامرات التي تحاك ضدها وضد قضيتنا الوطنية وعلي رأس ذلك الخطة الصهيو أمريكية المسماة صفقة القرن ،لقد رفض شعبنا تضييع حقوقه من خلال الحلول الانهزامية المسماة عملية السلام مع العدو الصهيوني وهو الآن باحتضانه للمقاومة يؤكد علي رفض طريق الاستسلام للإملاءات الصهيونية ورفضه للمؤامرات التفاوضية معه.
ان الذين يعتقدون أن السياسة هي مفاوضات بمفاوضات بدون قوة عسكرية رادعة وأنهم سينجحون باستعادة حقوق شعبنا فهم مخطئين تماماً في فهم الصراع مع العدو الصهيوني الذي لا يفهم الا لغة القوة ، فالسياسة معه بدون قوة ماهي الا كلمات فارغة لا قيمة لها ، وانه لمن الأخطاء العظيمة الذهاب للجلسات السياسية بعيداً عن المقاومة المسلحة ، الأمر السياسي ليس خطأ بحد ذاته ولكن اذا تم العمل من خلال السياسة لوحدها وأغفلنا الخيار العسكري فان ذلك سيكون مصيره الفشل ، العملية السياسية ستكون أجل استعادة كامل التراب الوطني الفلسطيني وليس من أجل الانتقاص ولو من ذرة تراب من أرضنا ، سنخيرهم في طرق رحيلهم عن أرضنا هل تريدون الموت بداخلها أم تغادرونها برا أو بحراً أو جواً هذه هي المقاومة وهذا هو طريقها .
المقاومة اليوم تطورت كما وكيفا ورسخت ثقافتها في نفوس أبناء شعبنا و ستوظف ذلك بشكل فعال في الصراع مع العدو الصهيوني وسترون ذلك واقعاً في الجولات القادمة ، لقد سقط الخوف من الاحتلال الصهيوني من قاموسنا كفلسطينيين ، وهنالك استراتيجية واضحة لدي المقاومة وهي استخدام القوة المسلحة من أجل استعادة أرضنا وحقوقنا متسلحة بالإيمان والسلاح تمضي نحو التحرير، سلاح المقاومة جزء من الحل مع العدو الصهيوني و ليس جزء من المشكلة كما يعتبره بعض أنصار التنسيق الأمني مع العدو الصهيوني.
بقلم/ محمد مصطفى شاهين