منذ احداث ما يسمى بالربيع البعض يقول عنه عربي .. والبعض الاخر يسميه عبري بالعام 2011 ... ومحور الشر تركيا وقطر والاخوان ... يلعبون على مسرح الشرق ... وداخل المنطقة العربية في ظل أحزاب عقيمة ومتخاذلة ... وفي ظل شعارات براقة حول الديمقراطية والعدالة الاجتماعيه ... والحرية .. وما كان يجري من محاولات امريكية مع تلك الدول وغيرها من اجهزة الاستخبارات ... لاحكام سيطرة الاخوان على مقاليد الحكم بالعديد من الدول العربية المركزية ... واسقاط مفهوم القومية والوطنية ... وتغليب دولة الخلافة والعمل على تمهيد الطريق لعودة الامبراطورية العثمانية ونظام السلطنة ... وبالتالي العودة الى عقود مضت كان العثمانيين يحكمون بامبراطوريتهم ... كما كان الفرس يحكمون بامبراطوريتهم ... وحتى كان الانتداب البرياطاني الاستعماري والفرنسي والايطالي يتحكمون ويسيطرون ما بعد اتفاقيه سايكس بيكو بالعام 1916 م ... وما تم بعد ذلك بقليل من وعد بلفور بالعام 1917 م والذي اعطى حقا لا تملكه بريطانيا للحركة الصهيونية... في ظل سيطرة وهيمنة ما بعد الحرب العالمية الاولى .
المؤامرات تحاك منذ عقود ... ولم تتوقف للحظة واحدة ... وان كانت تأخذ قسطا من الوقت لاستكمال ما تم تخطيطه ... واحكام السيطرة ... وزرع بذور الفتن الطائفيه ... والصراعات الطبقية ومحاولة اعادة امجاد قديمة .. لامبراطوريات مريضة .
ما يجري داخل المنطقة منذ سبعة سنوات استكمالا لما جرى ما قبل عقود ... وما سوف يجري الان ... وما بعد سنوات في ظل صناعة جماعات ارهابية تكفيرية .. أخذت من الدين عنوان لها ... والدين منها براء ... كما اخذت من المنطقة قاعدة لها ... والمنطقة لا علاقة لها بهؤلاء القتلة المأجورين ... والذين يستمرون بمخططات القتل والتخريب والتدمير ... كانت بدايتهم تونس ومن ثم مصر وليبيا وسوريا ... وما سبق بالعراق من احتلال امريكي وزراعة لما تم صناعته من قاعدة بن لادن والظواهري ... وحتى داعش البغدادي ... حيث كانت الانطلاقة والانتشار الارهابي بعد ان خاب ظن امريكا وتقديرها وحساباتها بامكانية حكم الاخوان وسيطرتهم ... في ظل قوى وطنية شعبيه قومية لا تقبل بمن تأمر عليها عبر عقود ... ان يحكم بلادها ما بعد خروج الاستعمار وانتهاء الاحتلال .
مصر وسوريا ... وما جرى ضد امنهم واستقرارهم ومنظوماتهم العسكرية والامنية .. الاقتصادية والاجتماعيه .. وما حدث من انتكاسات اقتصادية وتراجعات تنموية ... وزيادة بمعدلات الفقر .. وتعطل كامل لعملية الانتاج ... وغياب ملموس للسياحة ومواردها ... مخطط خبيث وخسيس ... جرى تناوله وتداوله ومحاولة تنفيذه .
سوريا لا زالت على مقاومتها ومحافظتها على سيادتها برغم التدخل التركي والامريكي وقوى الارهاب التكفيري ... وما ابرزه الجيش العربي السوري من مقاومة وصمود بفعل دعم اصدقاء سوريا وعلى رأسهم روسيا الاتحادية وحزب الله وايران برغم كل ما جرى على الارض السورية من تهجير للملايين ... وما تم تدميره من مدن وعشرات الالاف من المنازل ... الا ان سوريا لا زالت مستمرة بصمودها وقتالها وتحريرها لاجزاء كبيرة من ارضها .. ما ازعج تركيا وقطر والاخوان ... وما يجري بغوطة دمشق وما يجري في عفرين بشمال سوريا ... والذي لا يخرج عن سيناريو الاستهداف الدائم والقائم ... والقتال المستمر لاجل انهاك سوريا ومقومات قوتها وصمودها ... الا انهم لا يستطيعون برغم ما يزيد عن 5 سنوات من القتال المستمر ... والارهاب الدائم ... والتدخل السافر .. والمؤامرة الكبرى ضد سوريا الدولة والشعب والجيش .
تركيا وقطر والاخوان لم يستهدفوا سوريا من خلال جماعات الارهاب التكفيري ... بل استهدفوا ليبيا والعراق وتونس ... الا ان استهدافهم الاكبر كان ولا زال ضد مصر... بما تمثله من مكانة ودور وباعتبارها قوة العرب ورمزية وجودهم وصمودهم وان انتصارها ... هزيمة لاهل الشر والعدوان والارهاب ... وهذا ما جعل من مصر ان تتحمل مسؤولياتها الوطنية والقومية لحماية دول المنطقة ... وحتى دول العالم من قوى ارهابية وجماعات تكفيرية يشاهد الجميع بنيتها الارهابية وخنادقها وانفاقها ... اسلحتها وعرباتها اموالها ومواردها ... تسليحها ومواد اعاشتها مراكز اعلامها وارسالها ... وما تمتلكه من مقومات لقوة دول .
جماعات ارهابية تكفيرية تجذرت وتعمقت وحفرت الانفاق والخنادق داخل سيناء بشماله ووسطه لاجل انهاك الدولة المصرية ... وزعزعة استقرارها وامنها ... وانهاك مقومات قوتها .
مؤامرة كبرى ضد مصر كما ضد بعض الدول العربية وبدرجات متفاوتة كما يحدث باليمن والحوثيين ... وما يجري ضد السعودية والامارات مما جعل من دول مجلس التعاون الخليجي ان تدرك بعد قراءة مستفيضة ...وبحث متواصل ان قطر ممولة للارهاب وداعمة له من خلال اموالها وتسليحها ... ومن خلال قناة جزيرتها واعلامها المسموم .
وكما قطر والتي تم كشف وجهها الحقيقي والتي كانت قاعدة للاخوان ... تم كشف تركيا ودعمها للاخوان ... كما دعمها لجماعات الارهاب التكفيري ... وبالتالي فان الثلاثي القائم والمتحالف تحت عنوان الشر والارهاب ودعمه ومساندته ... قد تم كشفهم بصورة واضحة .... واصبحوا بالعراء ... ولا يجدوا من يعمل على تغطيتهم .. او من يمكن ان يدافع عنهم ... حتى امريكا لم تستطع ان تدافع عن قطر بل حاولت ان تبهت من ادانتها ... وكما فعلت مع تركيا .... وتبهيت دورها وعدم توجيه اصابع الاتهام لها ... وحتى الاخوان وبرغم الاتهامات الفردية الا ان التنظيم الدولي للاخوان يصول ويجول وبأريحية كاملة ما بين الدوحة واسطنبول وواشنطن ... مما يؤكد ان الاستهداف لم يكن معزولا عن مخطط الشرق الاوسط الكبير وعن مشروع تقسيم المقسم وتجزأة المجزأ وعن مشروع ما يسمى بثورات الربيع والتي كانت عبرية بامتياز ... ولم يكن فيها من العروبة بشئ .
ان محاولة اسقاط الدول ومنظوماتها العسكرية والامنية والاقتصادية .. وزعزعة استقرارها ... وتراجع معدلات نموها ... ومخزونها الاستيراتيجي .. واحتياطها النقدي ... وتعطيل انتاجها الصناعي والزراعي .. كما تعطيل تجارتها الخارجية والداخلية ومشروعاتها الزراعية ... وحتى احداث الخلل بشراكتها الاستثمارية مع دول وشركات ... انما يستهدف الخراب ... والتراجع ... وزيادة معدلات الفقر .. حتى يسهل على قوى الشر التمكن من موارد الدول ما بعد سقوطها وانهاء جيشوها واجهزتها .
لقد فشلوا ... ولا زالوا يفشلون ... بحكم قوة عسكرية .. وارادة شعبية ... ويقظة وعي بالرأي العام ... الذي اصبح يفرق ما بين الصديق والعدو .. وما بين الناصح بحق .. والمعادي والمخرب بفعل شائعات وتسريبات يحاولون من خلالها زعزعة الانتماء والثقة بما يتم انجازه وتحقيقة من تقدم .
مصر الاكثر استهدافا ... هي مصر الاكثر مواجهة... من خلال عملية شاملة سيناء 2018 ... والتي يجري العمل بموجب مخططاتها الاستيراتيجية وبكافة الاتجاهات على دحر الارهاب ... واجتثاث جذوره .. وتجفيف منابعه ... وقطع اتصالاته ... واحكام الحصار على هؤلاء المأجورين داخل كهوفهم ومخابئهم التي تدك ليل نهار بالطائرات والمدفعية .... والتي جعلت حياتهم جحيما والارض التي يقفون عليها نارا تشتعل .. ولم يتبقى امامهم سوى الموت الذي يستحقونه ... او الاعتقال والقاء القبض لمحاكمتهم على ما اقترفت اياديهم من قتل الابرياء واسالة دماء المصريين ومحاولة التخريب وزعزعة الاستقرار والامن .
محور الشر الذي تم كشفه وتعريته في سوريا والعراق وليبيا وتونس ... محطته الاخيرة... وتعريته المكشوفة على ارض سيناء ... والتي لن يجدوا من يستر عوراتهم .. ومن يغطي اجسادهم العارية .. لانهم لا يستحقون ... الا مزابل التاريخ .
بقلم/ وفيق زنداح