غزة .....لا تلعبوا على أرضها .

بقلم: وفيق زنداح

يبدو أن هناك البعض القليل ممن لا زالوا لا يريدون القراءة ..... ولا المعرفة ...ولا حتى دراسة التفاصيل التاريخية ...... لمحطات ومنعطفات عاشها القطاع الممتد من شماله ..... بيت لاهيا وبيت حانون ....وحتى جنوبه بمدينة رفح على الحدود الفلسطينية المصرية .
غزة هاشم ...مدينة قديمة بقدم الزمان .....وعظيمة بتاريخها ومحطاتها ..... كما أنها عظيمة بأهلها وعائلاتها وشعبها .... مرت بالكثير من الظروف والتقلبات والمتغيرات ..... الا أنه لم يحدث بداخلها تغيرات سلوكية ...... أو قيميه أو أخلاقية .....ولا حتى تغيرات بانتمائها ....وايمانها بفلسطينيتها ....عروبتها ....قوميتها ..... وامتدادها الجغرافي التاريخي الثقافي والاجتماعي ...والتعليمي مع الشقيقة مصر التي لها المكانة والدور...... التاريخ والواقع والمستقبل .....ما لا يستطيع أحد منازعتها ....أو المنافسة عليها .... أو حتى المزاحمة بداخلها .
ولأنها غزة ..... التي لا يعرفها البعض القليل ..... من أقزام المنطقة ....كما أقزام الاقليم ..... لجهل أو تجاهل بحقيقة تاريخها ...... ووهما بمحاولة التلاعب بها ...... وامكانية واهية تجعل من أنفسهم.... اللاعبين على أرضها ..... والمتحكمين بتفاصيلها .... وحتى قرارها .....من خلال أساليب معهودة ومتبعة ..... بمدخلها الانساني ....لكنها ذات اغراض شيطانية ..... وسياسية تغذي الانقسام ...... وتزيد من الفرقة ....وتشتت الجهود .....وتعطل المسيرة ..... وتجعل من الامال أوهام واهية ...... ومن الاحلام كوابيس قائمة .
هذا البعض القليل الذي جاء على غفلة من الزمن ..... ولم يتعرف على جذور التاريخ ....ولم يقرأ عن هذه المدينة ..... ولم يتعرف على عائلاتها .... وأهلها وأحيائها ..... ولم يقيم محطاتها التاريخية .....ومواقفها ..... واستراتيجية توجهاتها ....... وأهدافها ..... التي تعمدت وتجسدت عبر تاريخ قديم وحديث مع مصر وشعبها ..... وعبر كافة المراحل التاريخية ....وحتى يومنا هذا .
وحتى تكون الامور واضحة وجلية ...... فهناك ممن يحاولون أن يتلاعبوا على أرضنا ..... ونحن نعرفهم .....ونرصد تحركاتهم .....ونزداد قناعة بخطر دورهم ..... ومكر وخبث توجهاتهم ..... برغم دولاراتهم السوداء ...... ومحاولة اعمارهم .... وحتى ابتساماتهم .... التي لا تمرر علينا ..... ولا تزيد من فرحتنا ..... بوجودهم وبقائهم ..... على أرضنا .... برغم أن الفقر يأكل البعض منا .....والجوع يطحن العظم لدي البعض منا ..... والمرض يهتك أجساد بعضنا ..... والخدمات .... وصلت الي الحد الذي لا يقبل .....كما الدخول ومعدلاتها لا توفر معيشة مقبولة ...وحتى معدل البطالة قد ازداد الي الحد غير المعقول والمقبول ..... برغم حالة البؤس والاحباط ..... والأزمات المتفاقمة ...... والكوارث التي تأتي الينا .... وتخرج من تحت أرضنا ..... الا أننا رغم كل ذلك .....بل أكثر من كل ذلك .....وبفعل هذا الواقع الانقسامي الاسود لا نقبل على انفسنا ...... بأن يكون هؤلاء اللاعبين على أرضنا والذين يحاولون اطالة أمد انقسامنا ..... واستغلال ظروفنا ..... والتلاعب بأعصابنا ..... كم التلاعب على أوتار أحاسيسنا وعواطفنا .... وامالنا .
نقول لهم وبصراحة شديدة .....أننا نحن بهذا الجزء من الوطن ....هذا الجزء الأفقر ..... والأقل امكانية .... وقدرة بشعبه الطيب ..... وبكل ما قدمه من تضحيات ....وما أكده من صمود ..... وما اثبته عبر مراحل التاريخ ..... أنه الجزء الاصيل من الشرعية الوطنية ......وأنه يستند الي مرجعياته ..... وأنظمته القانونية ..... والمعترف بها عربيا .... واقليميا ودوليا ..... ولن يكون بحاجة الي المزيد من اعبائكم ..... وألاعيبكم ومؤامراتكم ....لسنا بحاجة الي المزيد من تدخلاتكم ..... والتي تأتون فيها من بوابة الخير ...... والمساعدة .... واعادة الاعمار .....فنحن لا نريد مساعدة .....ولا نريد خير مغلف ..... بداخله الكثير ....ولا نريد اعادة اعمار بعد أن يتم التأكيد على حرب رابعة ..... وكأننا سوف نقضيها هدم وجزء من البناء ....وجزء من البناء وهدم كلي .... وكأنها لعبة الشطار ....كما لعبة الكبار ....وكأن الفقراء لا يفكرون .....ولا يدركون ....ولا يعرفون ما يجري حولهم ....وما يخطط ضدهم ..... ومن يغذي انقسامهم ..... ومن يزيد من الفرقة بينهم .
أقولها بصراحة ...... قطر وتركيا غير مرحب بهم ..... من بوابة الخير والمساعدة ......والمكاتب المنتشرة التي لا نعرف لها اهداف .... والتحركات غير المنضبطة ..... والتصريحات غير المسئولة ....ومحاولة بث وتسريب ما يمكن أن يصور للأخرين ..... أنهم يسيرون الامور ويتحكمون بالقرار ..... ويشغلون محطة الكهرباء وقتما شاءوا .....كما يفتحون مسورة المياه متي ارادوا ....كما يدفعون جزء من الرواتب متي قرروا .
المال السياسي وتوظيفه ..... ومن خلال بعض العواصم والعناوين ....تزيد من الخراب علينا ....ولا تساعدنا .
غزة بأهلها وبكل محبتهم لمصر الشقيقة ..... وبكل عشقهم لترابها ...وبكل تمسكهم بهذا البلد العربي الشقيق ....عبر عقود طويلة ...... وعلى مدار مراحل تاريخية ..... لم نحلم بقولها ....ولم نقرأ عنها لأجيالنا ..... لكننا تعايشنا معها ....وبكافة تفاصيلها وعناوينها ..... وندرك كل كلمة ومعناها .....كما ندرك كل موقف وأسبابه .
كنا بنعمة كبيرة ..... وبأمن شامل .... وبعناية فائقة ..... وبتعليم متقدم ..... وبتحرك دائم ..... وبرعاية صحية تامة ......كما رعاية اجتماعية كاملة ...... كنا نعيش بكل انسانيتنا وأدميتنا ..... وتطلعاتنا الوطنية .... ولم يخرج علينا ما يسئ لنا ..... أو يعكر الحياة علينا .
هذا الزمن الرديء الذي نعيشه اليوم بكل سواد ليله ..... وبكل ظلامه ..... وبقله أنواره ....وبوجود هذا البعض القليل ممن جاءوا ليتصيدوا .....وليغذوا مصالحهم ..... وليعبدوا طريقهم ...... ولكي يحاولوا أن يصلوا لما يريدون ..... بعد أن تم تعريتهم .....وكشف زيفهم .....ومعرفة حقيقة مساعداتهم .....فاما تغذية للانقسام ....واما دعم للارهاب الاسود والتكفيري .
ليس هذا كلام مرسل ..... أو سيناريو لكاتب حالم ..... لكنها الحقيقة التي تأكدت عبر العديد من الدول .....حتى من الدول التي تشاركهم بمجلس التعاون الخليجي .... والذين قطعوا العلاقة معها ....وقاموا على عزلها ..... وجردوها من الكثير من أدواتها وتأثيرها ...وفعلها الشيطاني ..... ولم يتبقي لها .... الا هذه الجزيرة الشيطانية ..... التي تصدح بصوتها بعد أن تم كشف ألاعيبها وفبركاتها وتسريباتها .
قطر تاريخها أسود .....ومواقفها عليها الكثير من التساؤلات المشبوهة..... ليست بالنسبة لنا فقط ...ولكن بالنسبة لدول عربية داخل المنطقة وحتى دول عالمية .
قطر دويلة صغيرة تملك من المال الوفير نتيجة مخزون بترولي في باطن الارض وشركات أجنبية تعمل على استخراجه ....وقاعدة امريكية هي الاكبر في الشرق الاوسط ....وعلاقات استراتيجية مع دولة الكيان ..... تفوق أي علاقة ...وكما حال قطر وأميرها هو حال تركيا وسلطانها ..... والذين يسيرون بخطي واحدة صوب التخريب والدمار .... وتغذية الارهاب .
غزة هاشم ....بكل ظروفها السيئة والكارثية .....وانقسامها الاسود الذي لا زال على طريق انهائه ..... واتمام المصالحة ..... بجهد مصري شقيق ....ومن خلال وفد أمني مصري ....... له كل الاحترام والتقدير ..... وكل الوفاء والمحبة ... والتمني بالنجاح والتقدم على طريق تحقيق اهدافهم .... التي تخدم الشعب الفلسطيني ..... وتنهي هذا الفصل المأساوي .... وتمنع هذا التدخل الخارجي الذي يتلاعب على أرضنا ....والذي يقترب من ارض الفيروز .... وما نعرفه ....وما يعرفه غيرنا .... من مساعدتهم ودعمهم ..... لقوى الشر والارهاب .
هذه لحظة الحقيقة ....لحظة صادقة وأمينة ..... لحظة تاريخية نقولها وبصراحة ..... ان امن مصر هو امننا ....وأن ما يسي لمصر يسي لنا ...... وأن ما يفرح مصر يفرحنا ....وما يغضب مصر يغضبنا .
الكاتب : وفيق زنداح