الانتخابات التشريعية الايطالية تنافس قوي وخوف من تقدم اليمين

بقلم: ميلاد البصير

اليوم الأحد ٤ مارس الايطاليون ينتخبون ممثليهم في المجلس التشريعي ومجلس الشيوخ، حيث سيتم انتخاب ٦٣٠ في المجلس التشريعي ٣١٥ في مجلس الأعيان، عدد الناخبين يزيد عن خمسين مليون ناخب .

و يتنافس على هذه المقاعد آلاف المرشحين الذين ينتمون الى احزاب مختلفة من أقصى اليمين الى أقصى اليسار ، الظروف المناخية والظروف السياسيه سلبية على كلا الحالتين، حيث أن البلد منقسم الى قسمين في الشمال والوسط حالات طوارئ عامه بسبب تساقط كمية كبيرةمن الثلوج والتي تحولت الى جليد وأصبح من الصعب التحرك، اما في الجنوب فإن درجات الحرارة فوق معدلها السنوي، اما فيما يخص الظروف السياسيه يجب الأخذ بعين الاعتبار عدم الثقة في السياسيين وفقدانهم دعم المواطنون حيث انه في اخر انتخابات محلية قبل عدة أعوام توجه الى صناديق الاقتراع اقل من ٤٠ ٪‏ من من لهم حق التصويت، لذلك الخوف الكبير هو عدم توجه الناخبين الى صناديق الاقتراع.

الأحزاب الرئيسة المتنافسة هي حزب برلسكوني الملياردير الايطالي والذي تحالف مع اليمين الايطالي المتطرف مثل اخوتي في ايطاليا وحزب سالفيني العنصري، هذا التحالف هو تحالف يميني ضد الأجانب وضد المهاجرين والعرب ،وطالبي اللجوء السياسي وطبعا ليس مساند للقضية الفلسطينيه.

  الحزب الديمقراطي والذي هو يدعي انه وريث الحزب الشيوعي الايطالي وهو الحزب الحاكم حاليا ، طبعا يختلف كليا عن التحالف اليميني السابق الذكر ولكنه بالنسبة لنا نحن الفلسطينيون فإن موقف امين عام الحزب السيد ماتيو رينزي لا يختلف عن موقف بيرلسكوني فيما يخص قضيتنا الفلسطينية.

 حركه ٥ نجوم والتي تضم في صفوفها ناخبين من اليمين ومن اليسار الايطالي ، هي حركه شعبيه ولها وجودها في البرلمان الايطالي منذ عدة سنوات وهي الان تعرض نفسها على المواطنين الإيطاليين كقوة سياسية جاهزة ومستعدة ان تحكم البلد وتفوز في الانتخابات .

 اما فيما يخص موقفها في قضيتنا الفلسطينية فهو موقف غير ثابت وغير واضح حيث يتغير حسب بعض الظروف الاقليمية والعالمية وبسبب عدم معرفه الحركة عن قضيتنا، وذلك لان معظم أعضاءها ليس من السياسيين بل هم من مواطنين عاديين الذين دخلوا حقل السياسة منذ فتره وجيزة. وأخيرا القوه السياسيه الحديثه الولادة والتي أطلقت على نفسها احرار ومتساويين والتي يقودها رئيس مجلس الشيخ السابق جراسو والذي قضى حياته وهو يحارب رجال المافيا الايطالية، حيث انه كان سابقا القاضي الوطني المسؤول عن ملف المافيا ، هذه القوه السياسيه التي احتضنت ملايين من اعضاء الحزب الشيوعي والاشتراكي السابقين ،والذين وجدوا أنفسهم يتامى النظام الحالي يمثل فعلا اليسار الايطالي المعروف تاريخيا فيما يخص قضيه المهاجرين وموقفه فيما يخص الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لان كثير من قيادته كانوا من صفوف الحزب الشيوعي السابق.

يوجد ايضا احزاب صغيره ليس لها تمثيل واقعي على الساحة ، لذلك الخوف الحالي هو فوز اليمين الايطالي المتطرف ، او فوز حركه ٥ نجوم او توزيع الأصوات بين المرشحين بطريقه معينه حيث يصبح من الصعب تشكيل أغلبية برلمانيه وهذا معناه استحاله تشكيل حكومة، حيث أن جميع الأحزاب المتنافسة تصرح عدم استعدادها تكوين اي حكومة مع الأحزاب الاخرى ، مع الأخذ بعين الاعتبار انه من واجب رئيس الجمهورية توكيل شخص معين لتشكيل الحكومة طبعا حسب نتائج الانتخابات وحسب الظروف الحالية من الصعب تشكيل حكومة وحده وطنيه، او وفاق وطني. نذكر انه في هذه الانتخابات تشارك ولأول مره بعض التنظيمات السياسيه التي تعتبر مرجعيتها السياسيه والثقافية هي الفاشية مثل دار باوند والتي إيطاليا للإيطاليين .

بقلم/ د. ميلاد بصير