مصر ... بقلب غزة وذاكرة اهلها

بقلم: وفيق زنداح

قناعة ثابتة راسخة وممتدة عبر التاريخ ... وحتى لحظاته الانية ... ونحن نشاهد ونشهد ... لمصر العربية الشقيقة دورها ومكانتها ... وحرصها الاكيد والثابت والمثبت بذاكرتنا الوطنية ... وبعمق قضيتنا الفلسطينية ... حتى ان الاجيال وباختلاف اعمارها ... قد ولدت وتربت على محبة مصر وشعبها ... على اعتبار ان هذا البلد العربي الشقيق .... والجار الوفي ... لم يتأخر للحظة ... ولم يتراجع عن مواقفه ... ولم يتردد في ايضاح مواقفه ... وصلابة عزيمته اتجاه كل ما يهدد وجودنا وقضيتنا العادلة .
مصرعلى الدوام تؤكد الحقائق ... ونرسم ملامح الخارطة ومعالمها ... ولا نخفي محبتنا وعشقنا الازلي التاريخي لهذا البلد العربي الشقيق على ما قام به ... ولا زال على دوره ومكانته ودعمه الدائم لشعبنا وقضيتنا ... وتحرير ارضنا واقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس .
مصر ومواقفها الثابتة ... والتي لا تتغير بتغير مواقف الاخرين ... ولا حتى بمصالحهم التي تتحكم وتسيطر عليهم وتخرجهم عن مسارهم ... وتجعلهم بموقف اللاموقف .
مصر التي تخوض حربها ضد الارهاب التكفيري وما صدر بالبيان الرابع عشر والذي يؤكد على استمرار العملية الشاملة سيناء 2018 ... وما يتحقق بفعل ارادة القتال ... وعزيمة الابطال ... من ابطال القوات المسلحة من نتائج وخسائر فادحة في صفوف العناصر الارهابية ... حيث جاء بالبيان الرابع عشر حول قصف الطائرات الحربية لعدد 6 اهداف وتدميرها كمراكز للعناصر الارهابية.... كما تم تدمير سيارتين مفخختين ... كما تم قتل عشرة عناصر ارهابية تكفيرية شديدة الخطورة كانت تختفي بأحد المنازل بمنطقة العريش ... كما تم تدمير 145 ملجأ ووكرا ومخزنا للاسلحة بالمناطق الجبلية ... كما تم تدمير مصنع للعبوات الناسفة وتدمير 39 عبوة ناسفة بهدف زرعها بمناطق تحرك القوات ... كما تم القاء القبض على 245 ارهابيا ومشتبه بهم .. كما تم اكتشاف العديد من مزارع البانجو ... كما تقوم القوات المشتركة بعدد 609 من الكمائن والدوريات لتأمين الطرق والمحاور ... كما تم تطهير الظهير الصحراوي واستكمال اعمال التمشيط .
جهود مصرية تقوم بها القوات المسلحة والشرطة واجهزتها الامنية في اطار العملية الشاملة سيناء 2018 والتي تحرز المزيد من التقدم والانجازات على ارض الميدان ... كما تحكم السيطرة الكاملة على المناطق الحدودية البرية والساحلية وبكافة الاتجاهات الاستراتيجية .
مصر التي تخوض حربها ضد الارهاب التكفيري ... وعلى مقربة من حدودها مع القطاع واهله الذين يتابعون وعلى مدار اللحظة ... مجريات العملية الشاملة ضد الارهاب التكفيري على اعتبار ان الامن القومي المصري هو تعبير عن الامن القومي الفلسطيني ... وان مصر القوية والخالية من عناصر الارهاب التكفيري ... تعبر عن القطاع واهله وما يتمنون رؤيته من أمن وأمان وقدرة على التحرك والسفر الى خارج البلاد عبر معبر رفح البري والمرتبط بفتحه بحسب الحالة الامنية ... كما يقول اللواء سامح نبيل رئيس الوفد الامني المتواجد بالقطاع والذي يعمل واعضاء الوفد المرافق له بكل جد واجتهاد ... باجراء العديد من اللقاءات مع كافة الفئات والشرائح الاجتماعيه ... والذي اوضح ان الوفد الامني المصري يتحرك على ثلاثة مسارات .
اولا :- انهاء الانقسام وانجاز المصالحة .
ثانيا :- تسهيل فتح معبر رفح بحسب الحالة الامنية التي يتم تقييمها على مدار اللحظة .
ثالثا :- انعاش الوضع الاقتصادي من خلال التنسيق مع الجهات المعنية واقامة المشاريع الاقتصادية .
الوفد الامني المصري أجرى العديد من اللقاءات مع حركة حماس ومسؤولها الاخ يحيى السنوار ... كما أجرى الوفد لقاء مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الاخ اسماعيل هنية وبعض اعضاء المكتب السياسي ... كما اجرى الوفد لقاء مع قيادة حركة الجهاد الاسلامي و العديد من اللقاءات مع قوي سياسية وشخصيات اعتبارية و عشائرية وعائلية ..... واليوم أيضا يجتمع مع خريجي الجامعات والذين يمثلون الشريحة الاكبر والاهم من المتضررين من حالة الانقسام ....ونسبة البطالة العالية وتدني مستوى الدخل ... ومدى اهمية قطاع الشباب والخريجين والمحافظة عليهم ... وعدم توفير امكانية التلاعب بهم ... وأخذهم الى مستنقعات الشر تحت مبررات الحاجة والظروف القهرية .. والتي يجب ان نلتفت اليها ... وان نعطيها المزيد من الاهتمام والمتابعة ..... وهذا يعتبر من أهم دوافع انهاء الانقسام ....واتمام المصالحة .... وتوفير متطلبات حياتية ....في ظل خدمات انسانية يمكن التعايش معها .
كما اهمية قطاع الاعمال والاقتصاد من تجار واصحاب مصانع وما وصلت بهم الاحوال التي لا توصف بعد انهيار مقومات قوتهم الاقتصادية ... كما النسبة المتزايدة من العاطلين عن العمل واهمية ايجاد مخارج عملية ... وليس الابقاء على حالة المساعدة والاتكالية ... ونظام الكابونة .
وجود الوفد الامني المصري الشقيق والذي يمثل مصر بشعبها وحكومتها ورئيسها عبد الفتاح السيسي ... داخل قلوب الملايين من ابناء فلسطين ... وأخص هنا 2 مليون فلسطيني يكنون لمصر كل محبة وتقدير ... ويعيشون بأمالهم واحلامهم على مصر ودورها ومواقفها ... وما يمكن ان تقدمه لسكان القطاع ... ومدى تقديرهم واحساسهم بالاوضاع المصرية ... والتحديات ... ومخاطر الاستهداف ... وظاهرة الارهاب التكفيري والذي سيسقط امام ارادة مصر وشعبها وقواتها المسلحة .
سكان قطاع غزة يعرفون مصر منذ القدم جيلا بعد جيل ... كما ويقدرون مواقفها ومساندتها لشعبنا على مدار عقود طويلة نعيش فيها أمال مصر ... والامها ... ونعيش معها ..... كما تعيش بقلوبنا ..... وبذاكرتنا الوطنية .
مصر بكافة تطلعاتها التنموية لاجل تنمية سيناء ارض الفيروز وما تحدث عنه الرئيس السيسي من تكلفة تنموية تقدر ب(275) مليار جنيه ... والمتوفر منها 175 مليار والباقي سيكون متوفرا ومتاحا بفعل الدعم الشعبي من كافة قطاعات الاعمال واصحاب الشركات والمصانع .
الشعب المصري عندما يتم دعوته للوقوف مع وطنه ... وتنمية بلاده ... يقف بكل قوة .... ويدعم بكل ما تتوفر بأيديه ... لأن الوطن وتنميته ومعالجة ازماته ... يحتاج الى مشاركة مجتمعيه اضافة الى مشاركة الدولة ومؤسساتها .
مصر التي تحارب الارهاب التكفيري وتعمل بذات الوقت على تنمية سيناء واقامة المزيد من المشاريع التنموية من الاسكندرية حتى اسوان ... وليس اخرها مدينة العلمين واهميتها التاريخية والوطنية .
مصر التي تتقدم بكافة الاتجاهات ... لا زالت على دورها ومكانتها واهتمامها بالملف الفلسطيني وبكافة اللقاءات العربية والدولية ... ومن خلال كافة المؤتمرات ... وحتى من خلال لقاء اليوم بين الرئيس عبد الفتاح السيسي وسمو ولي العهد السعودي الامير محمد .....والذي سيجري مياحثات هامة على صعيد العلاقات الثنائية بين البلدين ....وعلى صعيد الاوضاع العربية والدولية ....وخاصة القضية الفلسطينية ....وما يمكن أن يطرح أمريكيا من حلول سياسية ....وأهمية الموقف العربي المؤحد اتجاه كافة المبادرات السياسية ..... كما اهمية الموقف لمواجهة الارهاب التكفيري بكافة المناطق العربية ....كما أهمية الدعم السعودي والاستثمار بالمشاريع الكبري داخل مصر لتعزيز معدلات التنمية بما فيه مصلحة المستثمر السعودي والاقتصاد المصري ...وهذا يأتي في سياق العلاقات الطبيعية والمتينة بين البلدين والتي سيتمخض عن هذه الزيارة المزيد من توطيد العلاقات ...وزيادة عدد المشروعات والاتفاقيات بما يخدم مصلحة البلدين ...اقتصاديا وعسكريا وأمنيا.
مصر دائمة الوقوف والمساندة والدعم للشعب الفلسطيني واخص هنا قطاع غزة الاكثر الحاحا واحتياجا ... والذي يطالب بالمزيد من الاهتمام والوقوف مع قضاياه لانهاء الانقسام الاسود ... ومعالجة كافة الازمات والكوارث بداخله ومدى اهمية وجود الوفد الامني المصري داخل القطاع والذي يزيدنا ثقة واطمئنان ... ان شقيقنا الاكبر لا بد وان ينهي ازماتنا ومشاكلنا ... بحكمته وقدرته ... وما يتمتع به ويعرف عنه .....من حكمة وارادة واصرار .
الكاتب : وفيق زنداح