زيارة سمو الامير محمد بن سلمان للقاهرة .... ولقائه بالرئيس عبد الفتاح السيسي وما صدر من تصريحات للأمير السعودي مع عدد من الاعلاميين ...والكتاب المصريين حول الموقف النهائي للسعودية .....المتمثل بمفهوم حل الدولتين على أساس دولة فلسطينية مستقلة بعاصمتها القدس الشرقية بحدود الرابع من حزيران 67 باعتباره الموقف السياسي السعودي والذي هو بالأساس يمثل الموقف الرسمي المصري..... الذي تحدث به الرئيس عبد الفتاح السيسي ....كما انه الموقف العربي الجامع والمتمثل بمبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية ..... والذي يؤكد على ما جاء بخطاب الرئيس محمود عباس بمجلس الامن ..... حول الموقف الفلسطيني للتسوية السياسية .....وما تأكد بالعديد من قرارات القمم العربية والافريقية وعدم الانحياز ومجمل قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة .
كل ما كان يتردد حول تسريبات وفبركات اعلامية ..... حول الموقف السياسي لبعض الاطراف العربية..... كان مجرد خيال اعلامي..... أو وهم لكاتب أو محلل..... لا يستند فيه الي أسس المواقف السياسية العربية والملتزمة بقرارات القمم العربية... والتي سوف يتم التأكيد عليها ....بقمة الرياض القادمة .
الموقف العربي والذي وصل بطرق مختلفة..... وبرسائل متعددة ..... الي الادارة الامريكية من خلال موقف عربي واضح .... يؤكد على الموقف الفلسطيني الثابت والذي استطاع أن يجعل من الموقف الاوروبي أقرب للموقف العربي منه للموقف الامريكي ..... وانهاء حالة التفرد الامريكي ..... والمشاركة الأوروبية والدولية برعاية أي مفاوضات أو تسوية سياسية قادمة .
لقاء نتنياهو مع الرئيس الامريكي ترامب والذي جاء في خلال دقائق معدودة ....حول الصراع والتسوية السياسية ..... انما يؤكد أن الرئيس الامريكي ترامب قد اتخذ قرارا غير معلن.... حول ما يسمي بصفقة القرن ...... وما يحدثه من تعديلات مستمرة ومتواصلة..... ستقترب الي مفهوم حل الدولتين ..... من خلال دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية بحدود الرابع من حزيران 67.... هذا اذا ما كان الرئيس الامريكي قد قرأ بعناية فائقة..... واطلع بدراية كاملة .....حول كافة التقارير الواردة اليه من خلال زيارات مساعديه .... ووزير خارجيته .... ومجمل لقاءاته مع العديد من الزعماء والرؤساء ......وما استنتجه مؤخرا حول عدم علمه ومعرفته بطبيعة الصراع..... ومدي خطورة طرح صفقة مرفوضة .....لا تلبي الحد الادني من الحقوق الفلسطينية .
الرئيس الامريكي ترامب الذي كان يحلم من خلال الضغط الاسرائيلي لنشر خطته بسرعة فائقه ....استنادا لخطة السلام التي توهم أن بالامكان تمريرها .... والبحث حولها ....والنقاش في اطارها..... حول مفهوم الحل الاقليمي والذي يعطي للفلسطينيين امكانية قيام دولة بمناطق معزولة عن بعضها ....واستقطاع أجزاء من الضفة الغربية الي دولة الكيان ..... مع ابقاء السيطرة على غور الاردن ....كما السيطرة الامنية الكاملة على الدولة الفلسطينية .
الاستعجال الاسرائيلي ...ومحاولة ممارسة الضغوط من خلال الحركة الصهيونية ..... والايباك ....حتى يتمكن نتنياهو من قلب المعادلة السياسية ....والتي يمكن أن تخرجه من ازمته ..... ومن امكانية محاكمته بتهم الفساد ..... وحتى لا ينهي حياته السياسية .....بقضايا فساد ...وليس بانجاز سياسي .....وامكانية حل الصراع .
أي أن ترامب كان يحلم بأن ما يمكن أن يقدمه في ظل الحالة العامة ...وتعقيدات المشهد الاقليمي ....وما وصل به الحال من أزمات متفاقمة ..... واستيطان مستمر .... ونهب دائم للأرض ....كما القرار باعتبار القدس عاصمة لدولة اسرائيل ....كما تقليص المساعدات لوكالة الغوث .....وتشغيل اللاجئين .....والردود التي لم يتوقعها ترامب .... من كافة دول العالم وما صدر من قرارات أممية .... أدانت قراره .... وزادت من عزلته .
وكأنها خطوات استباقية امريكية ..... ستجعل من الفلسطينيين القبول السريع قبل فوات الفرصة .....كما ستجعل من العرب القبول بما يرد أمريكيا في ظل حالة الارهاب والتهديد الايراني..... والازمة اليمنية والسورية والليبية .... والوجود الارهابي بشمال ووسط سيناء .
أمريكا أخطأت بحساباتها وتقديراتها السياسية ....ولم تستطع أن تحدد المواقف التي يجب ان تحددها ....وأن تتخذ من القرارات ما يجب عليها اتخاذه .
حتى جاء الموقف السعودي الذي كان يراهن عليه البعض في أنه مطلع على صفقة القرن .....ويعمل على تسويقها .... كما يمارس الضغوط من أجل تحقيقها ....وهذا ما ثبت عدم صحته ......بل على العكس تماما فالموقف السعودي كما الموقف المصري ..... كما الموقف العربي بصورة عامة موقفا واضحا وثابثا ....وملتزما بالموقف الفلسطيني ..... والثوابت الوطنية الفلسطينية .
لقد كانت زيارة الامير السعودي للقاهرة ولقائه بالرئيس السيسي ....وبكل ايجابيات الزيارة..... ونتائجها وعلى كافة الصعد السياسية والاقتصادية..... وما أكدته من رسائل عربية قوية حول القضية الفلسطينية ....ما قبل زيارة الامير محمد بن سلمان الي لندن وواشنطن .....يعتبر بمفهوم السياسية والتحرك الدبلوماسي ضربة استباقية اجتمع العرب عليها ..... من خلال رسالة واحدة وموحدة ..... يعملون على ايصالها .....حتى قبل أن يفكر الرئيس ترامب بالتعجيل بالاعلان عن صفقته..... وأن يحاول تعديلها بما يتوافق والحقوق الوطنية الفلسطينية ....وبما لا يتعارض ومبادرة السلام العربية وقرارات القمم العربية حتى يمكن للسياسة أن تجد من يتعاطي معها ....ومن يتحدث بها ....وحتي لا تسقط السياسة ومبادراتها والي الابد .
الكاتب : وفيق زنداح