يوم الشهيد ... والعملية الشاملة مستمرة

بقلم: وفيق زنداح

التاسع من أذار مارس من كل عام تجري القوات المسلحة المصرية الاحتفال بيوم الشهيد والمحارب القديم ... والذي يأتي بذكرى استشهاد الفريق عبد المنعم رياض رئيس اركان حرب القوات المسلحة المصرية الذي سقط شهيدا بالمواقع المتقدمه على خط القناة بالعام 1969 ... أثناء حرب الاستنزاف عقب نكسة حزيران 67 ... والتي استمرت على طول الجبهة ... حتى حرب اكتوبر والعبور التاريخي بالعاشر من رمضان السادس من اكتوبر 1973 ... وتدمير خط بارليف المحصن ودخول القوات المسلحة المصرية للقناة والعبور الي الضفة الاخرى وهزيمة الجيش الاسرائيلي الذي كان يعتقد بأنه لا يقهر .
يأتي يوم الشهيد بكل عظمة هذا اليوم ... وما يؤكده من معاني واهداف ... وما يجسده من انتماء واخلاص لكافة ارواح الشهداء الذين سقطوا دفاعا عن ارض وطنهم وكرامة شعبهم ... وأمن وطنهم ... دفاعا واستبسالا وتضحية باغلى ما يمتلكه الانسان من اجل الدفاع عن تراب الوطن وحدوده ... دفاعا عن مجتمعه بما فيها اسرته زوجته وامه ووالده أخواته وابناءه واهله اجمعين .
هذه الروح الاستشهادية التي أكدت على عظمة الجندي المصري والمقاتل من أجل الحرية ضد قوى الاعداء ... كما قوى الشر والظلام والارهاب ... لأجل تحرير الارض ... وتجسيد السيادة ... ودحر واجتثاث جذور الارهاب وقطع تواصله الداخلي والخارجي ... وتجفيف منابعه ومصادر تمويله وتسليحه ... والسيطرة الكاملة على كافة المناطق الحدودية والمحاور الاستيراتيجية وبكافة الاتجاهات ... وعدم اعطاء فرصة الهروب من المصير المحتوم والذي يستحقه هؤلاء المأجورين فأما القتل وأما القاء القبض عليهم ومحاكمتهم .
جاء المؤتمر الثالث للمتحدث العسكري العقيد تامر الرفاعي ... حول العملية الشاملة ... مع ذكرى يوم الشهيد ... ليؤكد على ارادة القتال ... والعزيمة والاصرار ... والمعنويات القتالية العالية التي تزداد بضرباتها وتدميرها لكافة اوكار الارهاب ومخازن اسلحتهم وملاجئهم حيث تم تدمير 1907 وكرا ومخزنا ... كما تم اكتشاف 5 فتحات لانفاق على الحدود الشرقيه ... كما تم قتل 105 من العناصر الارهابية التكفيرية ... كما تم القاء القبض على 2129 ممن يدعمون الارهاب ومرتكبي الجرائم الجنائية والمشتبه بهم ... كما تم ضبط وتدمير 157 سيارة ... 357 دراجة نارية بدون لوحات معدنية ... كما تم ضبط عشرات الاراضي المزروعة بمخدر البانجو .. كما تم ضبط مئات الالاف من الاقراص المخدرة ... كما تم تدمير 471 عبوة ناسفة وتدمير 2 مركز اعلامي ... و2 مركز ارسال ... كما يجري محاصرة الجماعات الارهابية التكفيرية بالمناطق الجبلية من كافة الاتجاهات دون مقدرتهم على الهروب .. وليس امامهم الا الموت الحتمي او القاء القبض عليهم وتسليم انفسهم .
كما تقوم قوات الشرطة بتأمين المناطق التي يجري دحر الارهاب منها ... والعمل على حفظ النظام والامن وتسيير الامور الحياتية ... كما تقوم القوات البحرية بتأمين السواحل وشواطئ البلاد من كافة الاتجاهات ... كما تقوم قوات حرس الحدود بالعمل على تطهير المناطق الحدودية وعلى الظهير الصحراوي ... كما تقوم القوات الجوية بضربات متلاحقة لعدد من الاوكار والاهداف كما تدمير عدد من السيارات والعربات المحملة بالاسلحة وقتل من فيها .
العملية الشاملة بسيناء 2018 ومن خلال المؤتمر الثالث للمتحدث العسكري العقيد تامر الرفاعي وبعد 18 يوما من بدء العملية الشاملة والتي جاءت مع ذكرى يوم الشهيد ليتم الاعلان عن استشهاد 16 ضابطا وجنديا ... كما اصابة 17 ضابطا وجنديا لاجل مصر واهلها ... سيادتها وامنها وكرامتها .... وليتأكد الجميع ان يوم الشهيد ليس يوما عابرا ... وبذكرى تتكرر سنويا ... بقدر انها تعبر عن حالة مواجهة شاملة لعملية مستمرة ومتواصلة ... بقوة وارادة قتالية ... ومعنويات عالية ... وبواقع حالة انضباطية ... والتزام كامل بالخدمة العسكرية بل ان هناك من لا يريدون ترك الخدمة وأخذ حقهم بالاجازة الممنوحة لهم ... حتى يستمروا في اداء واجبهم الوطني ... وهذا ما يدلل على الروح المعنوية والقتالية العالية ... كما يؤكد على عظمة الواجب المقدس ... لاجل اهداف مقدسة ... وعقيدة قتالية وتربية وطنية وعسكرية ... لارادة شعب عظيم ... وقيادة سياسية حكيمة حاسمة .... لا تقبل بالتراجع عن المواجهة لقوى الارهاب والظلام وأهل الشر .
يوم الشهيد ... والعملية الشاملة مستمرة ومتصاعدة ... تحمل دلالات ومعاني واهداف عظيمة ... يؤكدها ابناء الشهداء وزوجاتهم وامهاتهم واباءهم ... عندما نستمع الى اسرة كل شهيد تتعزز الامال ان في مصر جنود اوفياء ومؤسسات قوية وقادرة على استعادة حق الشهيد ... وحقوق كافة الشهداء .
اسر الشهداء بايمانهم وعزيمتهم وارادتهم ... وما يتم سرده من قصص ومواقف من امهات الشهداء وزوجاتهم .... وحتى اطفالهم .. انما يؤكد ان شهداء مصر قد اكدوا بوصيتهم على ضرورة الحفاظ على مصر وامنها ... كما الحفاظ على كرامتها وسيادتها .... وضرورة العمل على انهاء ودحر هذا الارهاب التكفيري .
شهداء مصر الذين أمنوا بوطنهم وحرية ارضهم ... وحكمة قيادتهم وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي يؤكدون من خلال اسرهم وعائلاتهم واحباءهم وشعب مصر العظيم على استمرار مواجهة الارهاب والقضاء عليه .
هذه القناعه الراسخة ... والايمان المطلق ... والعزيمة القوية والتي تبلورت بفعل تاريخ ممتد ... وتجارب عظيمة ... وموروث ثقافي ووطني كبير وممتد ... شكل لدى الرأي العام المصري قناعاته وتوجهاته وايمانه بضرورة القضاء على الارهاب ... ودعم العملية الشاملة .... ودعم القوات المسلحة وجهاز الشرطة وكافة اجهزة الدولة المصرية .
مصر بيوم الشهيد ... وهي تحارب من خلال العملية الشاملة ... لا زال يحاول البعض القليل من اهل الشر وذيوله باثارة النعرات ومحاولة بث الشائعات ... كما يحاولون التأثير على المعنويات ... والتخريب على الانتخابات الرئاسية ... وهم بكل ذلك فاشلون ... ولن يتمكنوا من ايقاف عجلة التقدم والتنمية والمشروعات الكبرى ... لن يستطيعوا ان يوقفوا عجلة الامن الداخلي ... والقوة الضاربة التي تصل الى اوكارهم ومخابئهم ... لن يستطيعوا وقف مصانع الانتاج والاكتشافات ىالبترولية ... ومشاريع النهضة العمرانية والمدن الجديدة .
انهم يلهثون ... ولا يستطيعون الوصول الى مأربهم الخبيثة والخسيسة ... لانهم من اهل الشر ... وكأنهم لم يأكلوا من زرع الوطن ... ولم يشربوا من نهر النيل ... ولم يقدموا دماءهم فداء لوطنهم لانهم لا يؤمنون بالوطن ... ولا يؤمنون بالشعب ولا يؤمنون بالدين الوسطي والاسلام الوسطي ولا يؤمنون بالتعايش ما بين الطوائف .
جماعة مارقة مأجورة مغيبة ومنحرفة بفكرها .... ومخدرة بفعل المخدرات التي توزع عليهم والتي توقف تفكيرهم ... وتجمد احاسيسهم .
مصر في يوم الشهيد ... وبعد ثمانية عشر يوما من العملية الشاملة سيناء 2018 ... مستمرة ومتواصلة بارادة قوية ومعنويات عالية ... ولن ينال منها الجبناء وأهل الشر وكافة المرتزقة والمأجورين .... ولا حتى عواصم الخزي والعام ومن لف بلفيفهم .
الكاتب : وفيق زنداح