هنيئا لحركة الجهاد بوصف الرئيس

بقلم: طلال الشريف

حتي لو كان الوصف الذي قدمه الرئيس عباس إستخدامي طارد أو للمعايرة أو لتعليل عدم الرضا عن موقف حركة الجهاد الرافض للمشاركة في إجتماع المجلس الوطني القادم فأقول هنيئا لحركة الجهاد بهذا الوصف لأنه من وجهة نظري هو مدح بل يحتاج رفع القبعة من الشعب الفلسطيني بأن حركة الجهاد بريئة مما حل بالشعب الفلسطيني من كارثة الصراع في العمل السياسي الذي مارسته الخارطة السياسية الفلسطينية فأطاح بالقضية وأتعب الشعب. لماذا أقول ذلك؟

كان التحدي الأكبر الذي تعرض له الشعب الفلسطيني وخاصة الأحزاب والقوي العاملة في الساحة الفلسطينبة منذ بدأ أوسلو وحتي الآن وهو سبب وجيه جدا فيما نحن فيه الآن و هو كيفية مواجهة التداخل في البرنامج الوطني والإجتماعي بعد نشوء السلطة الوطنية الفلسطينية أي بمعني إدارة البلد وشؤون الناس والمواجهة السياسية والمقاومة للمحتل أي بمعني تحول الثوار والمناضلين والمجاهدين إلي إدارة شؤون المدنيين والعسكر أي بمعني المسؤولية عن التنظيم لكل حزب وعن الناس العاديين أي بمعني كيف تطعم الناس وتحفظ أمنهم وتسهل حركتهم في المجتمع وعبر الحدود و التعليم والصحة والسفر والعدل بين الناس وفي نفس الوقت محاولة الخلاص من المحتل بكل الطرق والأساليب والأدوات.

وهنا نقول إن كل الأحزاب داخل منظمة التحرير وخارجها ما عدا حركة الجهاد فشلت في حمل هذه المهمة المتداخلة والمعقدة فزادت من تعقيداتها علي الوطن والمواطن وساهمت كثيرا في الحالة المأساوية التي نعيشها.

حركة الجهاد رفضت مبكرا المشاركة التي قصدها الرئيس في العمل السيايي وهي البحث عن المقاعد في المجلس التشريعي أو الوزارات أو الوظائف كحصص مبنية علي إنتماء للحركة .

من هنا فإن إبتعاد حركة الجهاد عن المكاسب والمناكفات والصراع علي السلطة وإحتفاظها بمشاركة الجميع في العمل المقاوم وإستمرارها بعيدا عن لغوصة السياسة والمكاسب والصراع علي السلطة التي تحدث حتي الآن وتعمق الأزمة الفلسطينية.

يكفي أن ننظر لآخر خلاف يمنع المصالحة والتي نحن في أمس الحاجة إليها خاصة ونحن نواجه صفقات تصفية للقضية وتري علي ماذا يختلفون نجدهها في هذا السياق الذي إبتعدت عنه حركة الجهاد فهم مختلفون علي الوظائف والتمكين أي علي السلطة ومكاسبها وحتي الخلاف الجاري لعقد المجلس الوطني هو في عمقه بين حماس وفتح يحمل أيضا الصراع علي السلطة في قادم الأيام ولا أعتقد بأن حركة الجهاد تهتم بالصراع علي السلطة في ذلك علي الأقل هذا ما رأيناه في مسيرتها حتي الآن .

هنيئا مرة أخري لحركة الجهاد علي وصفها أنها لا تعمل في السياسة وبالتأكيد جيد إستمرارها في الابتعاد عن المكاسب والسلطة وأفضل لها ممارسة ذلك بعد التحرر أو الاستقلال وهذا الإبتعاد أكسبها نصف الاحترام من الشعب مثلما أكسبتها المقاومة النصف الآخر من هذا الإحترام.           

بقلم/ د. طلال الشريف