إقالة تيلرسون.. هل هي مقدمة تصعيد عالمي؟

بقلم: علي ابوحبله

السؤال الذي يطرح نفسه عن إقالة ريكس تيلرسون من منصب وزير الخارجية الأمريكي هل هي مقدمه لتصعيد عالمي جديد , وهل تشكل مقدمه للتصعيد مع إيران , وهل بات العالم أمام فوهة بركان قابل للانفجار ,

إقالة تيلرسون كان متوقعًا منذ فترة طويلة، ولكن ما يدهش هي طريقة الإقالة من جانب دونالد ترامب. «الخلاف والاختلافات بين ترامب وتيلرسون كان كثيرة خلال الفترة الماضية، وكنا نتوقع الاستقالة أو الإقالة»، بفعل«الخلافات بين ترامب ووزير خارجيته كان طوال عام كامل من حكم ترامب».

«تيلرسون استخدم كلمة أحمق في حق ترامب، ولم ينف تصريحه، فوزير الخارجية المقال اعترض على انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق المناخ، وكان يعترض على رفض إدارة ترامب للاتفاق النووي مع إيران».

وزير الخارجية الأمريكي هو المسئول الأعلى في وزارة الخارجية الأمريكية والذي يعهد إليه أمر الشؤون الخارجية في الولايات المتحدة الأمريكية. ويكون وزير الخارجية من بين أهم أعضاء المجلس الوزاري منزلة من ناحية نيابة الرئيس والأهمية السياسية.

مسؤوليات وزير الخارجية الأمريكي , كان في السابق يتحمل العديد من المهام المحلية التي كانت موكلة إلى وزارة الخارجية الأمريكية, إلا إنها انتقلت إلى وزارات وهيئات حكومية أخرى, ولم يتبق من تلك المهام المحلية سوى ما يتعلق بشؤون ختم الولايات المتحدة الأمريكية, والتصريحات الحكومية, والرد على الاستفسارات المتعددة التي ترد الرئاسة. وينص دستور الولايات المتحدة الأمريكية على أن وزير الخارجية يقوم بتنفيذ هذه المهام بناء على طلب الرئيس. ومن المهام الموكلة لوزير الخارجية أيضاً إجراء المفاوضات مع الممثلين الخارجيين ومتابعة عمل القنصليات الأمريكية ووزارتها في البلدان المختلفة. كما يكون وزير الخارجية مستشاراً أولاً للرئيس الأمريكي فيما يتعلق بالشؤون الخارجية للبلاد, والأنشطة المشتركة بين الوزارات والهيئات الحكومية في الخارجية, إلا فيما يتعلق ببعض المناحي العسكرية للإدارة.

أما بالنسبة لنيابة الرئيس فإن وزير الخارجية يكون في الترتيب الرابع في هذا الشأن, بعد نائب الرئيس المكلف, ورئيس مجلس النواب, ورئيس مجلس الشيوخ. وقد جاء في أحد القوانين الفدرالية في الولايات المتحدة الأمريكية أن على الرئيس الأمريكي الذي يرغب بالتنحي عن منصبه أن يرسل كتاباً خطياً إلى مكتب وزارة الخارجية الأمريكية وقد حصل هذا الأمر مرة واحدة في تاريخ الولايات المتحدة حين قام الرئيس ريتشارد نيكسون بالاستقالة في التاسع من آب لعام 1974, حين بعث بكتاب الاستقالة إلى وزير الخارجية في ذلك الوقت هنري كيسينجر.

الخبير الألماني ميشائيل لودرز: علق على تعيين بومبيو الذي كان يشغل منصب مدير "سي.آي.إيه"، وكان عضوا جمهوريا محافظا في مجلس النواب عن ولاية كانساس وزير للخارجية بالقول أن " منطقة الشرق الأوسط مقبلة على حروب جديدة والشهر القادم سيكون صعبا على إيران... وأشار ميشائيل لودرز، الباحث الألماني المختص في شؤون الشرق الأوسط، في مسائية DW أن منطقة الشرق الأوسط مقبلة على حروب جديدة بعد قرار ترامب بتعيين مايك بومبيو كوزير للخارجية.

وقد أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الثلاثاء، عن إقالته لوزير الخارجية ريكس تيلرسون، مشيرًا إلى أنه سيعين محله مدير وكالة المخابرات المركزية مايك بومبيو. وقال ترامب على تويتر "مايك بومبيو مدير المخابرات المركزية سيصبح وزير خارجيتنا الجديد. سيقوم بعمل رائع! شكرا لريكس تيلرسون على خدماته! جينا هاسبل ستصبح المديرة الجديدة للمخابرات المركزية وأول امرأة يقع الاختيار عليها لهذا المنصب. تهاني للجميع!".

وقد رصدت وسائل الإعلام " 10 معلومات عن وزير الخارجية الأمريكي الجديد مايك بومبيو:

1 - عسكري وسياسي أمريكي عمل بالجيش واشتغل بالمجال القانوني قبل أن ينتقل للاستثمار الاقتصادي وإنشاء شركة متخصصة في المجال الفضائي.

2 - اشتهر بمواقفه المتطرفة ضد الأقليات الدينية والعرقية في الولايات المتحدة وبينها المسلمون، كما عرف بموقفه الرافض للاتفاق النووي مع إيران.

3 - عين بداية 2017 مديرا لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إي).

4 - ولد بومبيو يوم 30 ديسمبر 1963 في كاليفورنيا، وتخرج من أكاديمية "ويست بوينت" العسكرية العريقة بالترتيب الأول على دفعته مهندسا ميكانيكيا في 1986.

5 - رشحه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نهاية نوفمبر 2016 لرئاسة المخابرات المركزية، وعبر مدافعون عن الحريات المدنية وحقوق الإنسان عن قلقهم الشديد من هذا الاختيار بسبب شخصية بومبيو ومواقفه المثيرة للجدل.

6 - قبل أن يتولى 7 - في 2013، وعقب شهرين من هجمات بوسطن أطلق بومبيو، خلال جلسة لمجلس النواب الأمريكي، تصريحات نارية يجاهر فيها بهجومه على المسلمين. لكن التصريحات النارية تلك، سرعان ما وصفها مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) في رسالة بعث بها إلى بومبيو يوم 12 يونيو 2013 بأنها "خاطئة وغير مسئولة"، وأكد أن القادة الإسلاميين في الولايات المتحدة أدانوا هجمات بوسطن بعد ساعات من وقوعها.

8 - ساند بومبيو ما تقوم به الحكومة الأمريكية من جمع شامل للبيانات الخاصة باتصالات الأمريكيين، ودعا في مقال للرأي نشر العام الماضي بالعودة إلى جمع البيانات الوصفية للمكالمات الهاتفية المحلية وضمّها إلى معلومات مالية وأخرى متعلقة بأسلوب الحياة في قاعدة بيانات واحدة يمكن البحث فيها.

9 - يعد بومبيو من أشد الرافضين لإغلاق معتقل غوانتانامو الذي أقامه الرئيس السابق جورج بوش الابن في كوبا عقب هجمات 11 سبتمبر 2001.

10 - قلل بومبيو من نطاق التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية التي جرت في عام 2016، وقال "إن موسكو سعت للتأثير على الانتخابات الأمريكية لعقود".

رد مايك بومبيو على تعيينه وزيرا للخارجية خلفا لريكس تيلرسون، ببيان أعلن فيه أن قيادة الرئيس ترامب للولايات المتحدة جعلتها أكثر أمنا.

ونقلت شبكة "CNN" عن بيان للخارجية الأمريكية قول بومبيو: "أنا ممتن جدا للرئيس ترامب على السماح لي بالعمل مديرا لوكالة المخابرات المركزية، وعلى هذه الفرصة للعمل كوزير للخارجية. حيث أن قيادته جعلت أمريكا أكثر أمانا وأتطلع إلى تمثيله والشعب الأمريكي مع بقية أنحاء العالم من أجل تعزيز ازدهار أمريكا".

وحول عمله السابق في وكالة الاستخبارات المركزية قال وزير الخارجية الجديد: "إن أحد أهم الأوسمة في حياتي كان العمل مع أعظم الموظفين العموميين المتفانين والموهوبين الذين تواصلت معهم إلى جانب كبار رجال ونساء وكالة المخابرات المركزية الأمريكية. وأنا فخور بالعمل الذي قمنا به نيابة عن أمريكا وندرك أن الوكالة ستواصل ازدهارها تحت قيادة جينا هاسبل".

أما جينا هاسبل، خليفة بومبيو على رأس الـ CIA فقد ورد على لسانها في ذات البيان قولها: "إنه من دواعي الشرف لي أن أشغل منصب نائب المدير إلى جانب مايك بومبيو في العام الماضي بعد ثلاثين عاما من العمل كضابط في وكالة الاستخبارات المركزية. وأنا ممتنة للرئيس ترامب لإتاحة الفرصة وكذلك الفخر بثقته بي ليتم ترشيحي لأكون المدير القادم لوكالة المخابرات المركزية. وإذا تم تثبيت التعيين، فإنني أتطلع إلى تزويد الرئيس ترامب بالدعم الاستخباراتي البارز الذي كان يتوقعه خلال سنته الأولى في منصبه".

وزير الخارجية الأمريكي الجديد بومبينو عضو متشدد عن الحزب الجمهوري في الكونغرس الأمريكي، مدير سابق لوكالة سي آي إيه، معارض شرس للاتفاق النووي مع إيران وأحد الصقور الموالين للرئيس دونالد ترامب..

ترامب اعتبر ذلك التعيين دفعة لتحالفاته في مواجهة من وصفهم بالخصوم. تصريح قد يتماهى إلى حد كبير مع شخصية بومبيو الذي يصنفه متابعون في دائرة الصقور ومواقفها المتشددة.. فهل ستطلق إقالة تيلرسون يد ترامب في إدارة أزمات العالم؟ ما الذي سيتغير في السياسة الخارجية الأمريكية بعد الآن على وجه التحديد؟ وهل نحن مقبلون فعلا على تصعيد جديد؟

يعد بومبيو معادي للإسلام على غرار ترمب ، منتقدا عنيفا لإيران، ودعا إلى الانسحاب من الاتفاق النووي معها المبرم عام 2015، فيما اتهم السلطات الإيرانية بدعم الإرهاب للاستيلاء على الهيمنة في الشرق الأوسط. كما وجه مرارا انتقادات حادة لروسيا واصفا إياها بالتهديد للولايات المتحدة وقائلا إنها "تسعى لاستعادة مواقعها السياسية في العالم بشكل عدواني، كما اعتبر أن موسكو تحاول التأثير على انتخابات الرئاسة الأمريكية على مدار عقود.

لاشك أن إدارة ترمب تجنح نحو اليمين الانجليكي المتصهين المتطرف وهي داعم لإسرائيل ويشكل تعيين بومبينو وزير للخارجية الامريكيه تدشين حقبه جديدة من التطرف الأمريكي بحيث كل الدلائل تشير أن العالم اجمعه بات يلتقط أنفاسه خوفا من حروب طاحنه ستشهدها المنطقة وبات يخشى فيها الصراع الذي تشهده سوريا ومحاولات ضرب إيران واستهداف حزب الله وتمرير صفقة القرن مقدمه لحرب عالميه ثالثه تندلع شرارتها بفعل الحماقة التي عليها سياسة ترامب وفريق إدارته في إدارة الأزمات التي بات يشهدها العالم.

بقلم/ علي ابوحبله