لا تحوصلوا وتقوقعوا أنفسهم في حوصلة الواهمين الذين يشقون دروب الضباب فاعلموا علم القين إنكم لن تجدوا من الدين تعولوا عليهم غير وهم السراب, فواهم كل من يعتقد أن المصالحة هي استراتيجيه وطنية كما تعزف على سيمفونية هؤلاء الساديين وتخترق أذانكم أنها في سلم أولويات المنتفعين من تجارة الانقسام.
فان الانفجار الذي أصاب موكب رئيس الوزراء لن يحرك ساكن ضمائر الحاكمين بأمر الواقع قيد أنملة من مواقفهم الاستثمارية لإحساسهم تجاه الوطن والمواطن والهرولة من أجل كسر حالة الصمت وطي صفحة الانقسام البغيض والموافقة لحكومة الوفاق الوطني الفلسطيني لبسط سيطرتها كاملة على غزة وتسليمها مفاتيح الحكم وإزالة أثار الانقسام الكارثي.
فمن يختزل الوطن يا مواطن في غزة عاصمة "إمارة ظلاميه" ويساومها على صرف رواتب موظفيهم ويجعلها رهينة لتحقيق مآربه الحزبية المقيتة ومصالحة الشخصية, فلا تتأملوا منهم خيراً وتتوقعوا منه شيئاً.
ومن لا يحركه ضميره الميت ويجعل من نفسه أداة رخيصة في محاور الصراع الإقليمي لتنفيذ أجندات مشبوهة بدأ بتهديد مشروعنا الوطني والإطاحة بأحلام وآمال وتطلعات شعبنا الفلسطيني بالحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقدس عاصمة أبدية لها لكسب حفنة من الأموال وإرضاء أسيادهم, فلا تتأملوا منهم خيراً وتتوقعوا منه شيئاً..
ومن لا يحركه ضميره الميت وهو يري بأم عينة كيف الناس في غزة تتهالك وتموت جوعاً وعطشاً ومرضاً وفقراً وتغرق في ظلام دامس وتحترق أطفالهم من الشموع القاتلة, فلا تتأملوا منهم خيراً وتتوقعوا منه شيئاً...
ومن لا يحركه ضميره الميت وهو يري بأم عينه كيف لأهلنا المذبوح من الوريد إلى الوريد في غزة سنوات من القحط والجفاف وهم يترنحوا في بحوراً من الدماء ولحوم أشلاء أبنائها تتناثر في الهواء وعظام أطرفهم تبتر وتدفن في القبور وهم أحياء ويصبحوا جيوش من المعاقين, فلا تتأملوا منهم خيراً وتتوقعوا منه شيئاً.
اللهم عافينا وإياكم من وباء الفكر وثقافة الاضمحلال والعقول الساذجة والنفوس الخبيثة...
بقلم/ سامي فودة