الكاتب ...وحرية الرأي

بقلم: وفيق زنداح

بداية لابد من التأكيد أن حرية الرأي مكفولة بحكم القانون .....كما أنها مكفولة بحكم المهنة الاعلامية الصحفية لكتاب الرأي .... وما يتطلب منهم قدرا كبيرا من الشجاعة والقدرة على ايصال الموقف بكل مفرداته وعناوينه ..... حتى وان كانت الشجاعة مسألة نسبية ......ما بين كاتب وأخر .... الا أن المسئولية والوعي والثقافة .... والقدرة على قول كلمة الحق ....في زمن الردة والتراجع.... والتخاذل ...والهوان ... والمصالح الطاغية .... والحزبية المقيتة .... والايدلوجيا المتحكمة بعقول البعض..... ومن يقف ورائهم ...ومن يساعدهم ... ويمولهم ...ويساندهم .
الكاتب الحر والوطني بفكره ومفرداته المستخدمة .....ومنطلقاته الواضحة ..... أهدافه المحددة التي يسعي لتحقيقها ..... لا تخرج عن الاطار الانساني الوطني .... الاجتماعي .... بكافة ضوابطه واحكامه ....والمتحكم بكل كلمة يمكن قولها..... أو موقف يتم تحديده .
الكاتب ليس سياسيا ..... وزعيما ..... وساعيا .... لمنصب أو وظيفة ..... أو راتبا ومميزات شخصية .... بقدر ما يسعي الكاتب الي قول كلمة الحق..... حتى وان كلفته حياته ...... حتى لا يسجل عليه ....وحتى يبقي في اطار التسجيل ...لمواقفه .... وتاريخه .
الكاتب .... يواجه بصعوبات عامة وخاصة .... وبظروف موضوعية وذاتية ..... بحكم أوضاع داخلية ..... وأجواء عامة..... لا تساعد كثيرا على الابداع والابتكار ..... بل تعتبر قيدا للحرية ..... والزاما بنهج قائم ....وعناوين محددة .... ربما تخالف أرائه ..... وأفكاره وثقافته ..... ولا تنسجم مع رؤيته ....ومدي قدرته التي يمتلكها .....والقدرة على قراءة ما يدور حوله ....وما يكتب ....وربما عدم فهم ما يقصده هذا الكاتب من ذاك .
كل يكتب بحسب ثقافته ....وانسانيته ..... وفكره وتجربته المتراكمة ..... والجميع يجتهد بقدر ما يمتلك ...وبقدر ما تتوفر لديه المقدرة .... على الاطلاع والبحث والمعرفة المتراكمة لمجريات الاحداث الداخلية والخارجية ..... وما يمكن الاطلاع عليه بحكم علاقات اعلامية ثقافية .
الكاتب الحر ....والوطني ...والملتزم ....والذي يقول كلمته ...ويحدد مواقفه .... دون أدني اعتبار لمن يغضب ....أو لمن يصفق له ..... فالكاتب عندما يقرر الكتابة ....فان أمامه هدف واحد ووحيد ....هو كتابة رأيه ...وتحديد موقفة ....وتحليل الأحداث من وجهه نظره ..... بكل حرية ومسئولية وطنية .
الكاتب .... والاعلامي ...والصحفي .... تعتبر من مهن المتاعب .... ومن أصعبها ..... وأعقدها ....وتشابكها .... في ظل حالة الخلاف .... والانقسام والتجاذبات والتباينات ....والتي تجعل من الكاتب عازفا ... عن كتابة العديد من العناوين التي يمكن أن تمس بهذا أو ذاك ...... أو تؤثر على هذا الموقف أو ذاك .....بصورة عكسية وليس في الاطار الذي من أجله تتم الكتابة ...واعلان الرأي بكل صراحة ومسئولية .
الصراحة التي قد تعجب البعض .... والتي قد تغضب البعض الاخر ....الا أن الكاتب الحر والوطني ..... يكتب بكل حرية تامة ...ومسئولية عالية .... وبقدرة مهنية ..... ولا يهاب في قول كلمة الحق .....لؤمة لائم .... أو رأي متعصب .... أو رأي حاقد .
صناعة الثقافة السياسية الوطنية والاجتماعية ..... وتعزيز المفاهيم الديمقراطية .... وبناء المجتمع .... والاجيال .... لا تحتاج الي تصريح ....كما أنها لا تحتاج الي مجاملة .....أو توجيه من أحد .... كما أنها لا تحتاج الي النفاق أو البحث عن المؤيدين .... والمصفقين .....والمطبلين ..... فالكلمة الحرة ..... يقولها الكاتب لتصل لكل من يقرأ بوعي ... وادراك ....ويعمل على الفهم الشمولي لمجريات الاحداث .
الكتاب بأغلبيتهم ..... من الاعلاميين المثقفين والأدباء .... والأكاديميين..... الذين كانوا ولا زال البعض منهم بمناصب عليا في اداراتهم ومهنهم وليس لهم أدني مصلحة مع أحد ...بقدر مصلحتهم مع شعبهم ووطنهم وقضيتهم ......وشرعيتهم .
الكاتب وحقه الذي يمارسه ....بحكم واجباته ومسئولياته ..... وما اكتسبه من خبرات متراكمة .... وعلوم مهنية .... واطلاع دائم ..... بحكم مهنة أحبها ..... وعشقها .... وعمل عليها لسنوات طويلة ... كل بحسب خبرته.... ولا زال يعمل بها ...بكل خبراته المتراكمة ..... ومهنيته والتي يمكن أن تعرضه لأخطار لا يلتفت اليها..... طالما كان على قول كلمة الحق.... بكل شجاعة وحرية ....وخدمة للوطن والشعب والقضية ... والتزاما بالشرعية الوطنية .....والتي تم انتخابها ....والتي التزمنا بها .....على مدار حياتنا ولعقود طويلة ....وسنبقي على التزامنا ...حتي نموت واقفين ولن نركع .
الكاتب لا يتحدث من فراغ .... ولا يكتب شعرا ....أو لغة غير مفهومة .... الكاتب صاحب رأي محدد..... ويتحدث عن قضية بعينها .... سواء أكانت سياسية ...اجتماعية ...اقتصادية ...ثقافية ...يخاطب فيها الفئة المستهدفة من مقالته ....وبحسب المستوي الثقافي .....والرغبة لدي القارئ ...والقدرة لديه على التحليل الموضوعي ....بعيدا عن التحزب والفئوية المقيتة .
الكاتب صاحب موقف وطني .... متوازن ...وموضوعي .... ويتحلي بروح المسئولية ..... يجمع ولا يفرق..... يوحد ولا يقسم ....يعزز من الثقة ولا يبددها .... كما يعزز من الآمال ولا يقضي عليها .... يستخدم مفرداته من خلال عنوانه .... وحقه الكامل باختيار عناوينه ومفرداته ...وتحديد مواقفه بكل حرية كاملة في ظل مسئولية عالية .
الكاتب لا يحمل احقاد سوداء ....ولا كراهية عمياء .... ولا تطرف أعمي .... لأنه صاحب رسالة وطنية انسانية .... ثقافية .... يقف امامها ....أمام القراء ....كما يقف في يوم رحيله..... أمام رب العزة والجلالة .....ليسأله عما كتب ...وعما تحدث به .... يوم موقف عظيم.... يكون الانسان فيه أمام حقيقة ما بداخله ....وأمام أمانة مهنته ...وأمام صدق توجهاته .
الكاتب : وفيق زنداح