عجبت لمن لا يجد قوت يومه كيف لا يخرج للناس شاهرا سيفه ، فالي متي يا أهل غزة ؟؟؟ لمتي هذا الصمت ، انتفضوا أيها الفقراء والمسحوقين ، دافعوا عن قوت أطفالكم ، أشهروا سيوفكم بوجه من يسرق لقمة عيش أطفالكم ، ويعاقبكم ببطون أطفالكم ، انتفضوا وأشهروا سيوفكم بوجه حكومات الجباية وضد التسلط والديكتاتورية اللعينة ،
انتفضوا ضد كل من تاجر بآلامكم ومعاناتكم وسرقكم ونهبكم ليزداد فقركم ويغتني هو وأبناءه وأزلامه ، أشهروا سيوفكم تجتث كروش حكومات امتلأت شبعا وتخمة علي حساب جوعكم وفقركم ،
فان الطاغية لا يجد سبيلا لطغيانه إلا من خلال شعب يستسلم للقهر ويسكت على الاستبداد ، يتجرع المذلة ويرضى بالهوان ،
فلا تروا الحرية منحة من الحاكم ، ولتؤمنوا بأنها حق أصيل لكم وليس هبة أو منحة من حاكم أو سلطان ،
ولولا الاستبداد لما وجد الاستعباد ولولا العبيد لما وجد الأسياد ولولا سكوت الناس على الظلم لما وجد ظالم ولولا رضاء الناس بالقهر لما وجد طاغية أو مستبد ، فأنتم القوة الحقيقية القادرة علي التغيير ، فبإرادتكم ينهزم الظلم ويندحر الظالمون ، فإرادة الشعوب هي الأقوى ودوما تنتصر ،
غزة رأس الحربة بمواجهة المشروع الصهيوني ، وأهل غزة يعشقون الحرية وأقوى من أن يتحكم فيهم طواغيت فاسدة ، وشعبنا ثائر ، والشعب الثائر هو صخرة يتحطم عليها كل مستبد ،
فنحن شعب أحرار وثوار ، لسنا أسري أو رهينة لأحد ، لسنا عبيدا لأحد ، ومخطئ من إعتقد واهماً أن باستطاعته السيطرة علي شعبنا بالقوة والاستبداد لإذلاله وتركعيه ،
هل تريدون تحويلنا من مناضلين نحلم ببندقية وقذيفة لمقارعة العدو ، إلي مجرد مجموعة من المتسولين علي باب وزاراتكم وقصوركم ؟؟؟ هل تريدون لتفكيرنا بالوطن والحرية والقدس والعودة أن يتحول إلي مجرد تفكير ذليل برغيف الخبز ولقمة العيش ؟؟؟
ملعونة لقمة عيش مغموسة بالدم ، ملعون رغيف خبز مغموس بالذل ،
ملعونين أنتم إن لم ترحلوا وتتركوا شعبنا وشأنه ، فيكفي ، إرحلوا ، علنا نصلح ما أفسدتموه ونحافظ علي ما تبقي من بقايا وطن قبل أن تضيعوه ، ارحلوا فقد كرهتكم العيون ، ارحلوا إلي حيث لا تعودون ،
قطع رواتب وخصومات وآلاف العمال بلا عمل ولا قوت يومهم ولا حقوق ، وآلام وصراخ الفقراء والمضطهدين والمقهورين ، فأي حكومات هذه الذي لا تتقن إلا فن التعذيب وزيادة المعاناة ضد الوطن والمواطن ، ألاف المرضي بغزة يبحثون عن العلاج حتى ضاق بهم الحال وأوصدت بوجوههم كل الأبواب ، وينتظرون الموت ، ولم يسمع ولاة الأمر صرخات آلامهم واستغاثاتهم المقهورة ، فإلي متي ؟؟؟
لقد ضاق بنا الوطن وتحول الي سجن بين حكومتين تتصارع علي المناصب والامتيازات ، شعب يموت وقيادة بلا أي احساس ، مختلفون يتصارعون وشعبهم يموت وتنهك قواه ويمزق ألماً ،
فان لم تتوحدوا وتتصالحوا وتُغلبوا مصالح الوطن والشعب علي مصالحكم الحزبية فلن يرحمكم التاريخ ولن يغفر لكم شعبكم ، فأنقذوا شعبكم ، فلن يتحرر وطن دون توفير مقومات الصمود للمواطن وحمايته ، فشعب أنهكته خلافاتكم وصراعاتكم لن يكون قادراً علي التصدي للاحتلال ، فلا تقطعوا شعرة معاوية بينكم وبين شعبكم ، واتقوا الله بوطنكم وشعبكم ، فإنها أمانة وإنكم مسئولون عنها أمام الله ،
بقلم/ حازم سلامة