تشير نتائج أحدث استطلاع أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية الى غياب الامل والثقة بالوصول الى حل سياسي بالمستقبل "القريب أو البعيد"، بل أن نسبة الفلسطينيين التي تقبل بحل الدولتين تقل عن نصف الجمهور (48%)، فيما يرى حوالي ثلثي الجمهور الفلسطيني (57%) أن حل الدولتين لم يعد حلا عمليا بسبب التوسع الاستيطاني.
الامر الذي انعكس على توقعات الفلسطينيين؛ حيث تعتقد نسبة من (73%) أن فرص قيام دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب دولة إسرائيل خلال السنوات الخمس المقبلة ضئيلة أو ضئيلة جداً. كما ينعكس ذلك أيضا في تصورات الفلسطينيين لمستقبل البلاد فقط نسبة من 9% تظن إمكانية الوصول الى سلام بين الفلسطينيين وإسرائيل ويكون هناك دولة فلسطينية خلال السنوات العشر القادمة. كما تشير نتائج الاستطلاع إلى فقدان الامل في المستقبل البعدي حيث يتصور 9% فقط من الجمهور الفلسطيني حدوث سلام مع الإسرائيليين ووجود دولة فلسطينية خلال المائة عام القادمة.
ويعود غياب الامل بالأساس لانعدام الثقة بالإسرائيليين واهدافهم؛ حيث تقول نسبة من 60% أن هدف إسرائيل بعيد المدى هو إقامة دولة إسرائيل من البحر للنهر وطرد السكان الفلسطينيين فيما تقول نسبة من 23% أن هدف إسرائيل هو ضم الأراضي الفلسطينية المحتلة وحرمان سكانها من حقوقهم. في المقابل، تقول نسبة من 16% فقط أن هدف إسرائيل هو ضمان أمنها ثم الانسحاب الكامل أو الجزئي من الأراضي المحتلة عام 1967.
يرى الفلسطينيون أن تراجع الزخم في المشاركة الشعبية في المقاومة السلمية، وخاصة في تلك الاحتجاجات على الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل، يعود لضعف (39%) ثقة المواطنين بالقيادة والفصائل الفلسطينية. في المقابل فإن ثلثي الذين سمعوا أو قرأوا من الجمهور الفلسطيني (وهم 92% من الجمهور الفلسطيني) عن الاسيرة عهد التميمي يرغبون بأن تكون عهد قدوة لهم أو لأقاربهم. الامر الذي يشير الى أن الرمز والقدوة لدى الفلسطينيين بات يتحول من التاريخية أو السلطوية المنتجة من الأوساط التقليدية الى نماذج جديدة شعبية أو غير مألوفة في الشجاعة والعنفوان بغض النظر عن العمر كتحول عهد التميمي لأيقونة للنضال الشعبي السلمي. وفي العادة الشعوب تصنع الرموز لغياب الامل أو للتحول لسلوك نموذجي مفقود. كما يشير الى قرب افول الأحزاب والفصائل الفلسطينية على مختلف مشاربهم واتجاهاتهم.
بقلم/ جهاد حرب